بزشكيان في نيويورك: فرصة حساسة لإيران في ظل التوترات
تمثل زيارة مسعود بزشكيان إلى نيويورك نافذة دبلوماسية مهمة لإيران، خصوصاً في ظل الضغوط الدولية المتزايدة على الملف النووي.

ميدل ايست نيوز: قال وسائل إعلام إيرانية إن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، سيزور نيويورك الأسبوع المقبل للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، برفقة وزير الخارجية عباس عراقجي. وتأتي الزيارة في وقت تتصاعد فيه التوترات بشأن البرنامج النووي الإيراني وتفعيل آلية الزناد في مجلس الأمن.
توترات وفرص في الخلفية الدبلوماسية
تأتي هذه الزيارة بعد الاعتداء الأميركي على منشآت نووية إيرانية والحرب الأخيرة مع إسرائيل التي استمرت 12 يوماً، وهو ما أحدث تغيرات جوهرية في المشهد الدولي المتعلق بالملف النووي الإيراني. كما أن تفعيل آلية الزناد زاد من الضغوط الزمنية والدبلوماسية، ما جعل إيران في صدارة الاهتمام العالمي. وفي ظل هذه الظروف، يُنظر إلى زيارة بزشكيان لنيويورك كخطوة استراتيجية لتخفيف التوترات وإعادة بناء الثقة الدولية.
الأهداف الرئيسية للزيارة
تحمل مشاركة الرئيس الإيراني ووزير الخارجية في اجتماعات الجمعية العامة، واللقاءات الجانبية التي ستعقد على هامشها، عدة أبعاد، بينها التشاور مع قادة الترويكا الأوروبية (فرنسا، بريطانيا وألمانيا)، واستثمار منصة الأمم المتحدة لإعلان مواقف إيران، وتعزيز الدبلوماسية النشطة والانخراط في محادثات مباشرة.
ويرى محللون أن الزيارة تمثل فرصة جديدة لإيران لإجراء حوار مباشر مع الأوروبيين بشأن آلية الزناد والملف النووي، والسعي لإيجاد حلول مشتركة لتخفيف الأزمة. كما أن حضور بزشكيان في الجمعية العامة يوفر تقليدياً فرصة لأي رئيس إيراني لنقل سياسات ومواقف بلاده مباشرة إلى المجتمع الدولي، كما فعل أسلافه في السنوات الماضية.
حتى وإن كانت النتائج الملموسة محدودة، فإن وجود بزشكيان والوفد المرافق في نيويورك يُعد مؤشراً على رغبة إيران في التفاعل وحل الخلافات سلمياً، فيما تعتبره بعض وسائل الإعلام أيضاً خطوة لإدارة الرأي العام داخلياً وخارجياً.
استعراض أم استراتيجية فعلية؟
المواقف الإعلامية تباينت بشأن الزيارة. فبعضها يصفها بأنها فرصة حقيقية لخفض التوتر وإجراء مفاوضات فعالة مع الأوروبيين، فيما يرى آخرون ـ وخصوصاً محللين أجانب ـ أنها مجرد خطوة رمزية ذات نتائج عملية محدودة.
ويقول موقع رويداد 24، الحقيقة أن للزيارة بعدين؛ فهي رمزية من حيث مشاركة إيران المباشرة في الساحة الدولية، وعملية لأنها تتيح إجراء محادثات مباشرة مع الأطراف الأوروبية.
فرصة أم تحدٍ؟
تمثل زيارة مسعود بزشكيان إلى نيويورك نافذة دبلوماسية مهمة لإيران، خصوصاً في ظل الضغوط الدولية المتزايدة على الملف النووي. ومع ذلك، فإن التحديات ما زالت قائمة، ونجاح الزيارة يعتمد على مدى استعداد الأطراف الأخرى لإبداء مرونة، وكذلك على قدرة إيران على طرح حلول عملية.
بمعنى آخر، الزيارة فرصة لتعزيز الدبلوماسية وتخفيف التوترات، لكن تحقيق نتائج ملموسة يتطلب إدارة دقيقة للمفاوضات واستثماراً ذكياً لمكانة إيران في الجمعية العامة للأمم المتحدة.