من الصحافة الإيرانية: آلية الزناد تفرض أعباء مالية كبيرة على المصدّرين الإيرانيين
قال باحث كبير في الشؤون الدولية إنه إذا تغيرت الظروف ضد إيران فمن المستبعد أن تتخلى تل أبيب عن شن ضربة جديدة عليها، مؤكداً أن الضوء الأخضر الأميركي هو العامل الأكثر حسماً في قرارات إسرائيل.

ميدل ايست نيوز: قال باحث كبير في الشؤون الدولية إن الحسابات الإسرائيلية تقوم على أساس “نافذة الفرصة المحدودة”، مشيراً إلى أنه إذا تغيرت الظروف ضد إيران فمن المستبعد أن تتخلى تل أبيب عن شن ضربة جديدة. وأكد أن الضوء الأخضر الأميركي هو العامل الأكثر حسماً في قرارات إسرائيل.
لم تنته الحرب بين إيران وإسرائيل بعد، إذ شدد مسؤولون إيرانيون كبار في اجتماعات غير علنية على أن حتى وقف إطلاق النار الذي أعلنته واشنطن لم توافق عليه طهران، وأن الوضع القائم عملياً هو “توقف مؤقت للحرب”. لذلك يبقى احتمال استئناف القتال قائماً، في وقت يثقل فيه تهديد تفعيل “آلية الزناد” وإعادة العقوبات الأممية على المشهدين السياسي والاقتصادي في إيران.
الضوء الأخضر الأميركي عامل حاسم في حسابات تل أبيب
وقال الباحث الإيراني رحمن قهرمان بور في حديث لموقع “رويداد 24” إن احتمال اندلاع حرب جديدة بين إيران وإسرائيل قائم في المستقبل القريب، لكنه ربط توقيت اندلاعها بعوامل متعددة، أهمها تقديرات الطرفين للظروف الراهنة. وأضاف: “ما دامت إيران تحافظ على جاهزيتها وتأخذ إسرائيل هذه الجاهزية على محمل الجد، فإن احتمال الهجوم سيبقى ضعيفاً. لكن إذا تغيرت الظروف ضد إيران فقد تستغل إسرائيل هذه الفرصة”.
وأشار إلى أن إسرائيل تحركت في 12 يونيو الماضي بناءً على “نافذة الفرصة المحدودة”، معتبراً أن هذا التفكير قد يدفعها إلى الاعتقاد بأن أي تأجيل قد يعني ضياع الفرصة. ورجح أن تنتظر إسرائيل شهراً أو شهرين إذا رأت أن لديها وقتاً كافياً.
وأكد الباحث الكبير في الشؤون الدولية أن الضوء الأخضر الأميركي يظل عنصراً محورياً في هذه الحسابات، موضحاً أنه رغم اعتقاد البعض أن إسرائيل أثبتت في 12 يونيو قدرتها على المخاطرة وبدء الحرب دون الاعتماد على واشنطن، إلا أن مواكبة الولايات المتحدة تظل عاملاً أساسياً في أي مواجهة جديدة محتملة.
القرار 1929 يفتح الباب أمام تعاملات انتقائية مع إيران
وحول تأثير إعادة فرض العقوبات الأممية وتفعيل آلية الزناد، قال قهرمان بور: “العقوبات التي يفرضها مجلس الأمن عقوبات شاملة، وجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ملزمة بتطبيقها. كما أن هذه الدول مطالبة بتقديم تقارير دورية للجنة العقوبات حول كيفية تنفيذها، وإلا واجهت نقاطاً سلبية قد تحرمها من قروض وامتيازات المؤسسات الدولية”.
وأضاف أن الأمر يختلف عن العقوبات الأميركية التي تستطيع بعض الدول التملص منها لأسباب قانونية، بينما الالتزام بقرارات مجلس الأمن إلزامي على جميع الأعضاء.
وأشار إلى القرار 1929 الذي يحظر على إيران أي نشاط تجاري يتعلق بتخصيب اليورانيوم أو المواد والتقنيات النووية، كما يمنع جميع الدول من تزويدها بالدبابات والمركبات المدرعة والطائرات المقاتلة والمروحيات الهجومية والمدفعية الثقيلة والسفن الحربية والصواريخ ومكوناتها. وأوضح أن القرار يمكن أن يعلق إذا أوقفت إيران أنشطة التخصيب وإعادة المعالجة.
ولفت قهرمان بور إلى أن صياغة القرار تتيح تفسيرات متعددة تسمح للدول بالتعامل بانتقائية، فقد يشمل ذلك منع تزويد السفن والطائرات الإيرانية بالوقود، أو تبرير عمليات تفتيش السفن الإيرانية دون أدلة كافية، وهو ما قد يفرض أعباء مالية كبيرة على المصدرين الإيرانيين.
روسيا والصين تعارضان آلية الزناد… لكن إلى أي حد؟
وأشار المحلل إلى أن موسكو وبكين أعلنتا معارضتهما لتفعيل آلية الزناد، لكن من غير الواضح ما إذا كان موقفهما عملية وحاسمة أم مجرد موقف لفظي. وأضاف أن الجزائر وباكستان، بصفتهما عضوين غير دائمين في مجلس الأمن، تربطهما علاقات تاريخية جيدة مع إيران، وقد تعارضان تفعيل الآلية إذا طرحت للتصويت، رغم أن احتمال ذلك ضعيف حالياً.
وبيّن أن رئاسة مجلس الأمن لشهر سبتمبر بيد كوريا الجنوبية، وهي المخولة بطرح استمرار تعليق قرارات العقوبات على التصويت استناداً إلى القرار 2231. وفي هذه الحالة يفترض أن تصوت الدول الأربع القريبة من إيران، وهي روسيا والصين وباكستان والجزائر، لصالح طهران، “لكن علينا أن ننتظر لنعرف ما إذا كان ذلك سيحدث بالفعل”، بحسب قوله.
نفوذ إسرائيل في آلية الزناد عبر لوبياتها في واشنطن
وأوضح قهرمان بور أن دور إسرائيل في تفعيل آلية الزناد يتم بشكل أساسي عبر جماعات الضغط التابعة لها في الولايات المتحدة. وقال إن إسرائيل، رغم كونها قوة إقليمية، تراجعت مكانتها في المؤسسات الدولية بسبب ما قامت به في غزة، ما يجعل تأثيرها المباشر محدوداً. لكنه شدد على أن واشنطن تظل الداعم الأكبر لإسرائيل في مجلس الأمن، حيث دأبت على استخدام الفيتو ضد القرارات التي تُعدّ ضدها، وبالتالي يمكن اعتبار الولايات المتحدة الممثل الفعلي للمصالح الإسرائيلية داخل المجلس.