إيران.. استكشاف 7% فقط من مساحة البلاد بحثاً عن الثروة المعدنية
رغم امتلاك إيران احتياطيات ضخمة ومتنوعة من المعادن تجعلها من الدول البارزة في هذا المجال، إلا أن الحصة المحدودة لقطاع التعدين في الاقتصاد الوطني والتأخر في عمليات الاستكشاف يكشفان عن فجوة كبيرة بين الإمكانات المتاحة والواقع القائم.

ميدل ايست نيوز: شدد نائب رئيس لجنة المناجم والصناعات التعدينية في غرفة تجارة إيران على أهمية الثروات المعدنية في البلاد، مشيراً إلى أن إيران، رغم أنها تضم واحداً في المئة فقط من سكان العالم، إلا أنها تمتلك نحو سبعة في المئة من احتياطيات المعادن العالمية. وأكد أن هذه النعمة الطبيعية ينبغي استغلالها بالشكل الصحيح، إلا أن الاستثمار والنشاط الفعلي في قطاع التعدين لم يكونا بمستوى هذه القدرات.
وأوضح مهرداد أكبريان في حديث مع موقع “تجارت نيوز” أن الاكتشافات السابقة كانت قائمة على أساس الطلب، مبيناً أن نظام التعدين في الماضي كان يعتمد على ما يحتاجه السوق. فكان يجري تحديد المواد المعدنية التي لها سوق، ثم يتم الاستثمار في اكتشافها، بينما تُركت بقية المواد، حتى وإن كانت ذات قيمة. هذا النهج أدى إلى بقاء كثير من الموارد المعدنية دون استغلال.
وأشار إلى ضرورة إعادة النظر في نطاقات الاكتشاف والعقود، مؤكداً أن الأراضي والمناطق المحجوزة يجب أن تُفتح أمام القطاع الخاص، وأن تُصمم العقود بما يمنح المستثمرين الحافز للدخول في مجال الاستكشاف، مع ضمان تحقيق منافع اقتصادية لهم على المدى القصير والمتوسط والبعيد. كما شدد على أن إصدار التراخيص في إيران يجب ألا يتأخر وأن يتم بأسرع وقت ممكن مع وجود رقابة مناسبة.
وتطرق عضو غرفة التجارة إلى مسألة الأدوات والتكنولوجيا في مجال الاكتشاف، قائلاً إن المعدات الحالية قديمة وتفتقر إلى السرعة والدقة مقارنة بالتقنيات الحديثة الأجنبية، فضلاً عن ارتفاع تكلفتها. فاستخدام التقنيات والبرامج الحديثة يمكن أن يجعل عمليات الاكتشاف أوسع وأقل كلفة.
ولفت أكبريان إلى أن كندا، على سبيل المثال، أجرت عمليات استكشاف شاملة لأراضيها ثلاث مرات، في حين لم يتجاوز حجم الاستكشاف في إيران سبعة في المئة من المساحة. وأكد أن هناك نقصاً في الكوادر البشرية المتخصصة والمواكبة للتطورات، إذ أن تقاعد الخبراء وضعف التواصل الدولي بسبب العقوبات أديا إلى تراجع المخزون العلمي والخبرة العملية في هذا المجال.
ورأى أن استعادة القوة تتطلب إحلال خبراء شباب وحديثي الخبرة وتعزيز التعاون مع الشركات والجامعات الأجنبية.
وختم نائب رئيس لجنة المناجم والصناعات التعدينية في غرفة تجارة إيران بالقول إن إزالة هذه العقبات من شأنها تحسين عمليات الاستكشاف والاستفادة المثلى من الموارد المعدنية في البلاد، بما يتيح لقطاع التعدين بلوغ موقعه الحقيقي كمحرك للتنمية الاقتصادية في إيران.
ورغم امتلاك إيران احتياطيات ضخمة ومتنوعة من المعادن تجعلها من الدول البارزة في هذا المجال، إلا أن الحصة المحدودة لقطاع التعدين في الاقتصاد الوطني والتأخر في عمليات الاستكشاف يكشفان عن فجوة كبيرة بين الإمكانات المتاحة والواقع القائم.