من هي إيفيت كوبر وزيرة الخارجية البريطانية المناهضة لإيران؟
تُظهر مواقف إيفيت كوبر السابقة أنه لا يُتوقع حدوث تغيير كبير في النهج البريطاني المتشدد إزاء طهران. فخلال توليها وزارة الداخلية، كررت اتهامات لإيران بتهديد أمن بريطانيا.

ميدل ايست نيوز: عيّنت إيفيت كوبر، السياسية المخضرمة في حزب العمال، وزيرة للخارجية البريطانية في إطار التعديل الوزاري الذي أجراه رئيس الوزراء كير ستارمر. ويُنظر إلى مواقفها المناهضة لإيران ورؤيتها المزدوجة تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها مؤشراً مبكراً على توجهات الدبلوماسية البريطانية في المرحلة المقبلة.
وجاء تعيين كوبر بعد أن تولى ديفيد لامي منصب نائب رئيس الوزراء ووزير العدل، لتتسلم هي حقيبة الخارجية رغم أن خبرتها تتركز أساساً في القضايا الداخلية ووزارة الداخلية بشكل خاص. وتتولى كوبر إدارة السياسة الخارجية في وقت يواجه فيه حزب العمال تحديات دولية متشابكة تمتد من إيران إلى أوكرانيا والصين وغزة.
سوابق كوبر السياسية ومكانتها في حزب العمال
وُلدت كوبر في إسكتلندا عام 1969، وانتُخبت منذ 1997 نائبة في البرلمان عن دائرة بونتفراكت وكاسلفورد. درست الفلسفة والسياسة والاقتصاد في جامعة أكسفورد، وبرزت منذ بداياتها كوجه مقرب من التيار الوسطي داخل الحزب. تولت وزارة العمل والتقاعد بين عامي 2008 و2010، ثم شغلت لاحقاً مناصب وزارة الداخلية وعضواً بارزاً في حكومات الظل. وكانت ضمن الأسماء المرشحة لزعامة الحزب أكثر من مرة، ما رسّخ مكانتها داخله.
مواقف كوبر تجاه إيران
تُظهر مواقفها السابقة أنه لا يُتوقع حدوث تغيير كبير في النهج البريطاني المتشدد إزاء طهران. فخلال توليها وزارة الداخلية، كررت اتهامات لإيران بتهديد أمن بريطانيا، وأكدت في خطابات برلمانية أن لندن لن تتسامح مع ما وصفته بـ«التحركات المنسوبة إلى طهران». كما دعمت بقوة استمرار الضغوط على إيران في الملفات الإقليمية والأمنية.
استمرار النهج المناهض لإيران في عهد كوبر
قبل أيام من تعيينها، أصدرت الحكومة البريطانية بياناً جاء فيه: «يجب ألا تحصل إيران مطلقاً على سلاح نووي؛ وعلى دعمها للحرب الروسية في أوكرانيا أن ينتهي؛ وسيتم التصدي لنفوذها المزعزع للاستقرار في المنطقة». كوبر بدورها كررت مواقف مماثلة، ووصفت إيران مراراً بأنها «تهديد أمني». من جانبها، وصفت السفارة الإيرانية في لندن هذه الادعاءات بأنها «سياسية وبلا أساس»، محذرة من انعكاسها السلبي على العلاقات الثنائية.
نظرة كوبر إلى القضية الفلسطينية
تعكس مواقفها تجاه فلسطين ازدواجية واضحة، إذ دعمت في السابق الاعتراف بالدولة الفلسطينية ووصفت الأوضاع الإنسانية في غزة بأنها «صادمة»، لكنها في الوقت نفسه أيّدت إدراج بعض الجماعات المؤيدة لفلسطين على قوائم الإرهاب، وهو ما أثار انتقادات من نشطاء مدنيين. ويُتوقع أن يستمر هذا النهج المزدوج في سياسة لندن حيال فلسطين، بين تأكيد الحل القائم على دولتين من جهة وتقييد بعض حركات المقاومة من جهة أخرى.
تحديات أمام وزارة الخارجية البريطانية
بينما تتسلم كوبر منصبها تواجه حكومة ستارمر ملفات حساسة تشمل استمرار الحرب في أوكرانيا والعلاقة المتوترة مع روسيا، إضافة إلى العلاقات المعقدة مع الصين، وأزمة غزة، والملف النووي الإيراني. ومع أن خبرتها تتركز في الشأن الداخلي، إلا أنها مطالبة بسرعة بالتكيف مع أجواء الدبلوماسية الدولية. ويرى محللون أنها ستسعى لاتباع سياسة خارجية متشددة ومتوازنة في آن واحد، مع بقاء الموقف البريطاني تجاه إيران على حاله من دون تغيير ملموس.
وباتت كوبر اليوم إحدى الشخصيات المحورية في حكومة حزب العمال وتقف على رأس الدبلوماسية البريطانية. ويشير سجلها السياسي إلى تمسكها بخط متشدد تجاه إيران، مع اتباع نهج مزدوج حيال فلسطين، ما يعني أن سياسة لندن الخارجية مرشحة للاستمرار في إطارها الحالي دون تحولات جوهرية.