العراق: تفاصيل إطلاق سراح المختطفة تسوركوف وتسليمها للسفارة الأميركية
قال مسؤولان عراقيان في العاصمة بغداد، أحدهما عضو في البرلمان عن التحالف الحاكم (الإطار التنسيقي)، إن إطلاق سراح المختطفة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف لم يكن تحريراً، إنما عملية تسليم لها.

ميدل ايست نيوز: قال مسؤولان عراقيان في العاصمة بغداد، أحدهما عضو في البرلمان عن التحالف الحاكم (الإطار التنسيقي)، إن إطلاق سراح المختطفة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف لم يكن تحريراً، إنما عملية تسليم لها من قبل الجهة الخاطفة، كما أنها لم تشمل أي مبالغ مالية، وجاءت بعد مفاوضات مباشرة قادها مسؤولون أمنيون بالحكومة مع ممثلين عن الجهة الخاطفة، التي قال أحدهم إنها “قريبة من كتائب حزب الله العراقية”.
وفي ساعة متأخرة من ليل أمس الثلاثاء، أعلنت الحكومة العراقية عن تحرير المختطفة إليزابيث تسوركوف، التي وصفها بيان حكومي عراقي بعبارة “المواطنة الروسية”، مؤكداً تسليمها للسفارة الأميركية ببغداد. واختُطفت تسوركوف في نهاية شهر مارس/ آذار عام 2023، في حي الكرادة، وسط بغداد، من قبل جماعة مسلحة، وبعد سبعة أشهر من اختطافها، نشر الخاطفون مقطعاً مصوراً لها، وكانت تتحدث باللغة العبرية عن عملها مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) وتكليفها بمهمات داخل العراق، مطالبة حكومة الاحتلال الإسرائيلي بوقف الحرب على غزة.
ووفقاً لبيان صدر عن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية صباح النعمان، فإنه “بتنسيق عالٍ مع جهات داخلية عدة، تمكنت الأجهزة المختصة في التاسع من سبتمبر/ أيلول الجاري، من كشف مكان احتجازها والوصول إليه، وتسليمها لاحقاً إلى سفارة الولايات المتحدة الأميركية التي ستتولى بدورها إيصالها إلى شقيقتها التي تحمل الجنسية الأميركية”، فيما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منشور له على منصته “تروث سوشال” أن كتائب حزب الله أطلقت سراح إليزابيث تسوركوف، وهي الآن في السفارة الأميركية في بغداد.
في هذا السياق، قال مسؤول عراقي أمني في وزارة الداخلية لـ”العربي الجديد”، إنّ “المختطفة الإسرائيلية لم يتم تحريرها، إنما أُطلق سراحها، وتم نقلها بسيارة من قبل الجهة الخاطفة إلى مركز أمني في بغداد، بالتنسيق مع الحكومة وجهاز المخابرات”، مؤكداً أن المختطفة كانت مودعة في موقع تابع لجماعة قريبة من كتائب حزب الله في وسط بغداد، طوال الفترة الماضية، ونقلت مساءً إلى السفارة الأميركية في بغداد، حيث كان عدد من أعضاء السفارة الأميركية بانتظار وصولها بصحبة مسؤول أمني عراقي رفيع”.
من جانبه، أكد عضو في البرلمان العراقي عن تحالف “الإطار التنسيقي” الحاكم في البلاد أن “عملية الإفراج تمت بتفاهمات مباشرة بين الحكومة العراقية وجماعة كتائب حزب الله”، وأوضح أن “أحداث المنطقة بشكل عام لها علاقة بالملف، وأن الحكومة العراقية تحاول تجنيب العراق أي اعتداء محتمل من قبل إسرائيل، وأن الفصائل العراقية تراعي هذا التوجه”، مبيناً أن “الجماعة الخاطفة طلبت أيضاً من الحكومة حسم بعض الملفات، من بينها ملفات قضائية تخص عناصر تابعين لها، فضلاً عن إطلاق سراح عدد منهم متهمون بقضايا مختلفة، مقابل الإفراج عن المختطفة”.
وفي السياق، اعتبر الخبير بالشأن العراقي رافد جبوري الخطوة “محاولة لتجنيب العراق أي اعتداء إسرائيلي”، وقال في تدوينة له على منصة إكس إن “أصحاب السلطة في العراق يحاولون تجنب الضربة الإسرائيلية بأي ثمن. تحرير المختطفة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف أكبر من قضية الشخصية الإعلامية الإيرانية (أمير الموسوي) التي أشيع أن لها صلة”. وأضاف: “مليشيا كتائب حزب الله في العراق اختطفت تسوركوف قبل عامين في بغداد، وقالت إنها جاسوسة إسرائيلية”.
وتُعرّف تسوركوف نفسها بأنها تتحدّث الإنكليزية والعبرية والروسية والعربية، وتعمل زميلة في معهد “نيولاينز” للاستراتيجية والسياسة، وزميلة بحث في منتدى التفكير الإقليمي، وهي مؤسسة مقرّها مدينة القدس المحتلة. وأعلنت السلطات العراقية رسمياً في السابع من يوليو/ تموز 2023 أنها فتحت تحقيقاً بشأن اختطاف باحثة إسرائيلية دخلت البلاد بجواز سفر روسي. والعام الماضي، أكد رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ تسوركوف في قبضة كتائب حزب الله، وأنها ما زالت على قيد الحياة، محمّلاً العراق مسؤولية مصيرها وسلامتها، مشيراً إلى أن المختطفة دخلت العراق بواسطة جواز سفرها الروسي، وبمبادرتها الشخصية، من أجل إجراء أبحاث أكاديمية لجامعة برينستون في الولايات المتحدة.



