إخلاء مدارس ومجمع سكني بالكامل في أصفهان بسبب الانخساف الأرضي

قال رئيس قسم المخاطر في مركز أبحاث الطرق والإسكان والإعمار الإيراني إن المخاوف بشأن خطورة ظاهرة الانخساف الأرضي في مدينة أصفهان أصبحت جدية.

ميدل ايست نيوز: قال رئيس قسم المخاطر في مركز أبحاث الطرق والإسكان والإعمار الإيراني إن المخاوف بشأن خطورة ظاهرة الانخساف الأرضي في مدينة أصفهان أصبحت جدية، مشيراً إلى حادثة الانخساف في شارع “هشت بهشت”. وأكد أن “أصفهان اليوم تُعدّ المدينة الأخطر في إيران من حيث الانخساف الأرضي”.

وأوضح علي بيت‌ اللهي، في حديث مع وكالة إيلنا، أن سبب الانخساف في أصفهان، كما هو الحال في طهران ومشهد وعدد من المدن الأخرى، هو الاستنزاف المفرط للمياه الجوفية، مضيفاً أن أصفهان تواجه عاملاً مضاعفاً وهو الانقطاع الدائم لجريان نهر زاينده‌ رود.

وأضاف: “كما نعلم، فإن أساس نمو وتوسع مدينة أصفهان تاريخياً كان مرتبطاً بنهر زاينده‌ رود، الذي يعد المصدر الرئيس لتغذية الخزانات الجوفية في المدينة. لكن خلال العقد الماضي بدأت فترات انقطاع مؤقتة ومتكررة لجريان النهر، وللأسف منذ عامي 2018 و2019 أصبح الانقطاع دائماً. وعندما لا تجري المياه على سطح الأرض، فإنها لا تتسرب إلى باطنها ولا تغذي الطبقات الجوفية، ومع استمرار الاستخراج من هذه الطبقات تتفاقم الأزمة. يضاف إلى ذلك أن أكثر من ثلاثة ملايين نسمة باتوا محاصرين ضمن ما يُعرف بـ’هالة الانخساف’ في أصفهان”.

وأشار رئيس قسم المخاطر في المركز إلى أن جميع مناطق أصفهان متأثرة بهذه الظاهرة، موضحاً أن “أصفهان هي المدينة الوحيدة التي طالتها ظاهرة الانخساف بهذه السعة”. وأضاف أن المناطق الواقعة في شمال المدينة، مثل المناطق 2 و9 و10 و14، تتأثر بدرجة أكبر بسبب طبيعة التربة هناك، حيث إن الرسوبيات أكثر دقة وحبيباتها أصغر.

وشدد بيت‌ اللهي على أن خطورة الظاهرة في تلك المناطق كبيرة، قائلاً: “من أصل 285 مدرسة تقع في هذه المناطق، تم إخلاء 40 مدرسة. كما تعرضت عدة مواقع تاريخية في هذه الأحياء لشقوق واضحة وملموسة”.

وأضاف: “الإخلاء لم يقتصر على المدارس، ففي شمال أصفهان تم إخلاء مجمع سكني بأكمله. وشاهدتُ بنفسي منازل في بعض الأحياء وقد ظهرت في جدران غرفها شقوق عميقة لدرجة أن يدي كانت تمر بسهولة عبرها، وهذا يوضح مدى خطورة الوضع. ورغم أن بعض الأهالي يواصلون العيش في هذه المنازل اضطراراً، إلا أن هذه المباني لا تملك أي مقاومة في ظل هذه التشققات، والعيش فيها ينطوي على مخاطرة عالية للغاية”.

وأكد المسؤول الإيراني أن “المقلق في الأمر أنه رغم الظروف الراهنة لم تُتخذ أي إجراءات عاجلة وفعالة”. وتابع قائلاً: “لقد أجرينا دراسات واسعة حول ظاهرة الانخساف الأرضي في أصفهان، وهناك عدة خطوات عاجلة لا بد من اتخاذها. ففي المناطق العليا من سد زاينده‌ رود توجد بساتين توسعت بشكل غير قانوني وتستهلك جزءاً كبيراً من مياه النهر، وهذه البساتين يجب أن يُتخذ قرار بشأنها. فإذا استمر الحد الأدنى من جريان المياه في زاينده‌ رود، يمكن أن يكون لذلك تأثير إيجابي في الحد من شدة الهبوط”.

اقرأ المزيد

إيران تعدّ “أطلساً سرياً” للانخسافات الأرضية وتحذيرات من أرقام “مرعبة” في طهران

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة + ستة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى