دعوى قضائية في الولايات المتحدة ضد مسؤول كبير في “سافاك” الشاه بتهمة التعذيب
يواجه برويز ثابتي، المسؤول البارز في جهاز السافاك والمسؤول عن الأمن الداخلي في عهد الشاه دعوى قضائية بقيمة 225 مليون دولار أمام محكمة فيدرالية في ولاية فلوريدا.

ميدل ايست نيوز: بعد أكثر من أربعة عقود من العيش في الولايات المتحدة يواجه برويز ثابتي، المسؤول البارز في جهاز السافاك والمسؤول عن الأمن الداخلي في عهد محمد رضا بهلوي، شاه إيران الذي سقط في ثورة 1978، دعوى قضائية بقيمة 225 مليون دولار أمام محكمة فيدرالية في ولاية فلوريدا.
وتناولت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير خاص تفاصيل هذه القضية التي رفعها مجموعة من الناشطين الحقوقيين ضد ثابتي.
وبحسب التقرير، فإن سكان حي «ويندرمير» الراقي في أورلاندو بولاية فلوريدا يعرفون ثابتي وزوجته نسرين باسمين غربيين هما «بيتر ونانسي»، ويصفونهما بالزوجين الهادئين والمتقاعدين اللذين يعيشان في فيلا فاخرة قيمتها 3.6 مليون دولار على ضفاف بحيرة، ويستقبلان من حين لآخر ابنتيهما، إحداهما أستاذة بارزة في جامعة هارفارد.
بعد مغادرته إيران عام 1978، تمكن ثابتي من نقل جزء كبير من ثروته التي قدرت بأكثر من 20 مليون دولار إلى الولايات المتحدة، حيث أسس شركة ناجحة في مجال العقارات. وتملك عائلته ما لا يقل عن ثمانية عقارات في مقاطعة أورانج بولاية فلوريدا. وتظهر الوثائق أنه وزوجته حصلا منذ سنوات على الجنسية الأمريكية وشاركا في الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
شكاوى الضحايا وروايات عن التعذيب
ثلاثة مدعين، تتراوح أعمارهم حالياً بين 68 و85 عاماً ويقيمون في كاليفورنيا، قدموا الدعوى مؤكدين أنهم كانوا سجناء سياسيين سابقين. وقالوا إنهم اعتقلوا على يد جهاز السافاك وتعرضوا للتعذيب «بأوامر مباشرة من ثابتي».
وجاء في نص الدعوى أن أساليب التعذيب شملت «الصعق بالكهرباء، الإيهام بالغرق، نزع الأظافر والاغتصاب». كما أشاروا إلى أداة رعب عرفت باسم «أبولو»، وهي كرسي كهربائي مزود بخوذة معدنية تضاعف صرخات الضحية وتجعلها تتردد في أذنه. وأكد الضحايا أنهم أجبروا تحت التعذيب على الإدلاء باعترافات كاذبة وقضوا سنوات طويلة في السجن.
قرار المحكمة وبداية المحاكمة
حاول محامو ثابتي إسقاط القضية بحجة «التقادم»، لكن القاضي الفيدرالي غريغوري بيرسنل رفض هذا الطلب. وقضى بمواصلة المحاكمة مع إبقاء هوية المدعين سرية خوفاً من تهديدات أمنية وانتقام محتمل. ومن المتوقع أن تبدأ أولى جلسات المحاكمة مطلع العام المقبل.
حتى الآن لم يدل ثابتي بأي تعليق علني على هذه الشكاوى، علماً أنه دأب سابقاً على نفي أي تورط في عمليات تعذيب. لكن تقارير لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) عام 1978 وصفته بأنه من أقوى وأخطر الشخصيات في نظام الشاه، وكان يتمتع بسلطة مطلقة في الاعتقال والاستجواب وملاحقة المعارضين في أنحاء إيران.
ويقال إنه بعد انتقاله إلى الولايات المتحدة حافظ على علاقته برضا بهلوي، نجل شاه إيران، ولعب في بعض الفترات دور مستشار أمني له.
ردود الفعل والتداعيات
أكد محامو الضحايا أن القضية لا تتعلق بالماضي فقط، بل تهدف إلى إنهاء «الإفلات من العقاب» والتأكيد على حق الضحايا في نيل العدالة واستعادة كرامتهم.
من جهتها، قالت منظمة «العدالة والمساءلة من أجل إيران» إن «هذه القضية يجب أن تبعث رسالة واضحة: كل الضحايا يستحقون العدالة، وكل الجلادين وأدوات القمع يجب أن يحاسبوا». وأضافت أن “العديد من الأساليب الوحشية والسياسات القمعية التي يمارسها النظام الإيراني الحالي تعود جذورها إلى الحقبة التي أدار فيها ثابتي جهاز السافاك”.
وأكدت المنظمة: «مستقبل إيران يجب ألا يكون تكراراً للماضي، سواء بعودة السافاك أو عبر العفو عن أدوات القمع الحالية».
وفي مقابلة أجراها مع «صوت أمريكا» عام 2011، قال ثابتي إنه كان دائماً يعارض التعذيب: «كنت دائماً أرفض التعذيب الذي كان غير قانوني، وبما أنني درست القانون فقد كنت أعترض على أي شيء قد يؤدي إلى التعذيب».
وولد برويز ثابتي عام 1936 في سمنان، وتخرج عام 1958 من كلية الحقوق بجامعة طهران. التحق مباشرة بعد تخرجه بجهاز السافاك وظل فيه حتى نوفمبر 1978، قبيل سقوط نظام الشاه. وخلال فترات رؤساء السافاك الأربعة، تيمور بختيار، حسن باكروان، نعمت الله نصيري وناصر مقدم، كان ثابتي يعد الرجل الثاني في الجهاز.