صحيفة إيرانية: فشل الدفاعات القطرية يرمز لانهيار نموذج الأمن القائم على التبعية

اعتبرت صحيفة «جوان» الإيرانية أن فشل الدفاعات الجوية القطرية في الهجوم الأخير الذي شنّه الجيش الإسرائيلي يمثل رمزاً لانهيار نموذج الأمن القائم على التبعية.

ميدل ايست نيوز: اعتبرت صحيفة «جوان» الإيرانية أن فشل الدفاعات الجوية القطرية في الهجوم الأخير الذي شنّه الجيش الإسرائيلي يمثل رمزاً لانهيار نموذج الأمن القائم على التبعية، مؤكدة أن تحقيق الأمن المستدام لا يتأتى من أسواق السلاح الغربية، بل من خلال مراكز البحث المحلية وتطوير القدرات الذاتية.

ووصفت الصحيفة المقربة من الحرس الثوري الإيراني في مقال حمل عنوان «الأمن لا يُشترى»، إخفاق منظومات الدفاع الجوي القطرية في اعتراض الطائرات والمقذوفات الإسرائيلية بأنه دليل على هشاشة النموذج الأمني القائم على التبعية. وأكد الكاتب أن «الاستقلال الدفاعي لا يتحقق بعائدات النفط الدولارية».

وقالت الصحيفة إن رئيس وزراء قطر أقرّ علناً بعد الهجوم الأخير بعجز منظومات الدفاع الجوي عن التصدي للهجمات، وهو اعتراف أثار تساؤلات جدية بشأن جدوى الاستثمارات الدفاعية الضخمة التي أنفقتها الدوحة.

وأضاف المقال أن قطر، على الرغم من إبرامها صفقات تسليح بعشرات المليارات من الدولارات شملت منظومات «باتريوت» و«ثاد» الأميركية، ورادارات الإنذار المبكر، ومقاتلات «رافال» و«تايفون» و«إف-15»، لم تتمكن من منع الاختراق الإسرائيلي لهذه الأنظمة. وخلصت تحليلات أمنية إلى أن المشكلة لا تكمن في نقص التكنولوجيا، بل في غياب السيادة العملياتية.

وتطرقت الصحيفة إلى دور قاعدة «العديد» الجوية، مشيرة إلى أن «التحكم العملياتي في العديد من الأنظمة المتطورة والبيانات الرادارية الحيوية بيد القوات الأميركية المتمركزة هناك، وهو ما يمنح واشنطن، بموجب الاتفاقيات الأمنية الثنائية، حق النقض العملي في القرار العملياتي».

وأكدت الصحيفة المحافظة أن «الاستقلال والأمن غير قابلين للشراء، والثروة الهائلة لا يمكن أن تعوّض غياب الاستقلال السياسي»، معتبرة أن تجربة قطر برهنت على أن تجميع المعدات المتقدمة من دون سيطرة عملياتية لا يخلق سوى أمن هش وشكلي.

كما رأت الصحيفة أن سلوك الولايات المتحدة في الأزمة الأخيرة كشف عن أولوياتها الاستراتيجية، موضحة أنه «عندما يتوجب الاختيار بين مصالح حليف عربي مثل قطر وحليف استراتيجي أساسي كإسرائيل، فإن واشنطن تنحاز إلى الطرف الثاني».

وخصصت جوان جزءاً من مقالها للشأن الداخلي في إيران، إذ اعتبرت أن «هذا التحليل يشكل رداً منطقياً على قلق كثير من مواطنينا بشأن أداء منظومات الدفاع في بلادنا». وأكدت أن «العبرة ليست في امتلاك أنظمة متقدمة فحسب، بل في السيطرة الكاملة على قرار تشغيلها وإدارتها». وأضافت: «حتى لو كانت المنظومة الدفاعية محلية وأقل تطوراً من الناحية التقنية، فإنها أكثر موثوقية وقادرة على العمل في أحلك الظروف، لأن ما يهم هو السيادة والملكية لا مجرد استضافة التكنولوجيا».

وشددت الصحيفة على أن الولايات المتحدة لا تعترف باستقلال شركائها العسكريين والاقتصاديين، مضيفة أن امتلاك سلاح هجومي استراتيجي يخضع بالكامل لسيطرة الدولة يمكن أن يعوّض أي ثغرات دفاعية محتملة.

واختتمت الصحيفة مقالها بالتأكيد على أن فشل الدفاعات القطرية يمثل «رمزاً لانهيار نموذج الأمن القائم على التبعية»، مشيرة إلى أن الطريق إلى الأمن المستدام يمر عبر «المراكز البحثية المحلية وتطوير القدرات الوطنية».

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

13 − ستة =

زر الذهاب إلى الأعلى