من الصحافة الإيرانية: الأوروبيون يسعون للاحتفاظ بآلية «الزناد» في أي اتفاق مع إيران

قال خبير بارز في العلاقات الدولية إن الأوروبيين يحاولون ضمان بقاء آلية الزناد بأيديهم في حال التوصل إلى اتفاق محتمل بين إيران والولايات المتحدة.

ميدل ايست نيوز: قال خبير بارز في العلاقات الدولية إن الأوروبيين يحاولون ضمان بقاء آلية الزناد بأيديهم في حال التوصل إلى اتفاق محتمل بين إيران والولايات المتحدة، بحيث يمكنهم إعادة العقوبات في أي وقت يرون فيه أن طهران لم تلتزم بتعهداتها، مضيفاً أن اتفاق القاهرة لا يعدو كونه خطوة أولى وإشارة إلى تقدم نسبي، لكنه استبعد أن تنتهي المسألة بمجرد اجتماع عباس عراقجي ورافائيل غروسي في مصر، وكتابة نص وتبادله، وحتى في حال جرت بعض عمليات التفتيش لعدد من المراكز النووية الإيرانية.

وفي حديث لوكالة إيلنا، أوضح أمير علي أبوالفتح، أن اتفاق القاهرة يمثل الخطوة الأولى فقط، وليس النهاية، مشيراً إلى أن شرطين من أصل ثلاثة شروط حددها الأوروبيون لتعليق عودة العقوبات قد تحقق، غير أن الغربيين لا يعتبرون ذلك كافياً بعد. وأوضح أن من منظورهم، لا بد أن يترافق الاتفاق المكتوب مع إجراءات عملية سريعة، تشمل دخول المفتشين وتنفيذ عمليات تفتيش وتقديم تقارير أولية تثبت أن الاتفاق دخل حيّز التنفيذ الفعلي ولم يبقَ حبراً على ورق.

ما زال الشرط الثالث للأوروبيين غير متحقق

وأضاف أبوالفتح أنه في حال تنفيذ الاتفاق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن الجزء الثالث من المعادلة يبقى قائماً، إذ يطالب الأوروبيون باستئناف المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة وتوضيح آفاقها المستقبلية. وأكد أن مجرد عقد الجولة السادسة من المحادثات لا يكفي، بل يجب أن يكون المسار واضحاً ومفضياً إلى اتفاق يرضي الأوروبيين. ولفت إلى أن أي مؤشر على تحقق الشرط الثالث لم يظهر بعد.

الأوروبيون يريدون الاحتفاظ بآلية «سناب باك»

وتساءل هذا الخبير ما إذا كان الأوروبيون مستعدين، في ظل هذه الظروف وهذا الاتفاق، للتخلي عن خيار إعادة فرض العقوبات، وأجاب بأنه يشك في ذلك، إذ يسعى الأوروبيون إلى ضمان بقاء أداة «سناب باك» لديهم، بحيث يعيدون فرض العقوبات فور شعورهم بأن إيران لم تفِ بالتزاماتها. وأضاف أن اتفاق القاهرة مجرد خطوة أولى، لكنه استبعد أن تحسم القضية بهذا القدر من البساطة.

مشروع قرار كوريا الجنوبية وعودة العقوبات

وفي ما يتعلق بمشروع القرار الذي تقدمت به كوريا الجنوبية إلى مجلس الأمن، أوضح أبوالفتح أن الأمر مذكور في الاتفاق النووي، حيث يجري اقتراح قرار لتعليق العقوبات المفروضة على إيران بشكل دائم، وإذا لم يُجز هذا القرار، فإن العقوبات ستعود تلقائياً. وأشار إلى أن عدم تمرير القرار قد يحدث إما عبر استخدام حق النقض (الفيتو) من جانب أحد الأعضاء الدائمين، أو حتى بعدم نيل العدد الكافي من الأصوات، وفي كلتا الحالتين تعود العقوبات. ولفت إلى أن كوريا الجنوبية أعدت بالفعل مسودة القرار وقد تُطرح للتصويت في أي لحظة.

الأوروبيون تحايلوا لتفادي فيتو روسيا والصين

وبيّن الخبير البارز في العلاقات الدولية أن اللافت في هذا القرار هو أنه إذا لم يوافق عليه، فإن العقوبات ستعود، وفي هذه الحالة لن تتمكن روسيا ولا الصين من فعل شيء، فمن يستخدم الفيتو في مثل هذه القرارات هم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بينما لا يمكن لروسيا والصين منع عودة العقوبات. وأوضح أن هذا القرار لا يهدف إلى تعليق العقوبات بل ينص على أنه إذا لم يُعتمد مشروع التعليق، فإن العقوبات ستُستعاد تلقائياً. ووصف هذه الصياغة بأنها «حيلة أوروبية» لتجنب اعتراض موسكو وبكين.

لا توجد إرادة لبدء المفاوضات

وحول الفرصة الدبلوماسية لإيران في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإمكان استئناف الحوار مع الغرب هناك، قال أبوالفتح إن ما يهم هو الإرادة السياسية في طهران وواشنطن، لا أجواء الأمم المتحدة، فهي تُعقد سنوياً بانتظام. وأكد أنه لا توجد حالياً إرادة لبدء مفاوضات تفضي إلى اتفاق، مضيفاً أن المحادثات بين إيران وأميركا مستمرة، لكن المعضلة تكمن في غياب أرضية مشتركة للاتفاق.

بزشكيان لن يلتقي ترامب وجهاً لوجه

وأشار الخبير إلى أن الرئيس مسعود بزشكيان، الذي من المقرر أن يصل إلى نيويورك في اليوم الثاني من أعمال الجمعية العامة على خلاف العادة، لن يلتقي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي سيحضر في اليوم الأول، ما يمنع أي لقاء عابر بينهما داخل مبنى الأمم المتحدة. ورأى أنه حتى لو حدث مثل هذا اللقاء، فلن تكون له فائدة في ظل غياب الإرادة للتوصل إلى اتفاق.

الأمريكيون لا يعيرون الأمم المتحدة أهمية

وبشأن ما إذا كان تفعيل «سناب باك» قد يزيد من احتمال نشوب حرب، قال أبوالفتح: حتى في غياب هذه الآلية وقبل عودة العقوبات، اندلعت حروب. فحين تعرضت إيران لهجوم، لم يكن قد فُعّلت «سناب باك». كذلك لم يلتزم الإسرائيليون بقرارات مجلس الأمن حين هاجموا قطر. وأضاف أن إسرائيل لم تلتزم يوماً بالقرارات الدولية، والأمريكيون بدورهم لم يعودوا يولون الأمم المتحدة أهمية، بعدما كانوا ينظرون إليها كأداة في خدمة سياستهم الخارجية.

أميركا لا تنتظر قرارات لشن هجوم جديد

وشدد الخبير على أن واشنطن لا تعير القرارات الأممية وزناً، لافتاً إلى أنه حتى إذا عادت العقوبات الأممية فستكون وفق المادة 41 من الفصل السابع، أي منح تفويض لفرض عقوبات فقط، في حين أن التفويض باستخدام القوة العسكرية منصوص عليه في المادة 42، وهو ما لم تُدرج فيه إيران. وأكد أنه حتى في حال عودة العقوبات، لن يكون هناك أي تفويض قانوني للهجوم، لكن الولايات المتحدة في نظره لا تلتزم بالقواعد، وإذا رأت ضرورة للهجوم فإنها ستنفذه بغض النظر عن الغطاء القانوني.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 − 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى