ما وراء غياب إيران عن التصويت على “إعلان نيويورك” لحل الدولتين؟

لم تشارك الجمهورية الإسلامية الإيرانية في التصويت على "إعلان نيويورك" بشأن حل الدولتين، الأمر الذي أثار الانتباه بالنظر إلى كون إيران طرفاً فاعلاً في القضية الفلسطينية.

ميدل ايست نيوز: أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع قراراً مقترحاً من السعودية وفرنسا، عُرف باسم “إعلان نيويورك”، بشأن حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، في حين لم تشارك الجمهورية الإسلامية الإيرانية في التصويت عليه، الأمر الذي أثار الانتباه بالنظر إلى كون إيران طرفاً فاعلاً في القضية الفلسطينية.

ورغم أن القرار صادر عن الجمعية العامة وغير ملزم وله طابع سياسي، إلا أن غياب إيران عن التصويت كان لافتاً للأنظار.

وحصل القرار الذي صدر عشية قمة قادة الجمعية العامة في 12 سبتمبر حصل على 142 صوتاً مؤيداً مقابل 10 أصوات معارضة وامتناع 12 دولة عن التصويت. ومن بين 193 دولة عضواً في الأمم المتحدة، كانت الولايات المتحدة وإسرائيل والأرجنتين والمجر من أبرز المعارضين. كما غابت عن التصويت دول عدة بينها إيران والعراق وأفغانستان وتونس وفنزويلا وتوفالو وبنين وبوليفيا وفانواتو وكيريباتي وإسواتيني (سوازيلند) وبوتان وإريتريا.

وتكتسب أهمية هذا القرار في ضوء القمة المرتقبة التي أعلنت خلالها دول مثل بريطانيا وكندا وفرنسا وبلجيكا وأستراليا نيتها الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين.

موقف إيران ورفض حل الدولتين

أوضحت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في رسالة رسمية أسباب الغياب عن التصويت، مؤكدة أن طهران طالبت دائماً بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق، وإعادة الإعمار مع احترام كامل لحقوق الشعب الفلسطيني. وأكدت الرسالة أن إيران تدعم “المقاومة المستمرة للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال والتدخل الأجنبي وسياسات الفصل العنصري”. وشددت على أن السلام الدائم لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال وتمكين الفلسطينيين من الاستقلال والسيادة، عبر استفتاء حر وشامل يشارك فيه السكان الأصليون من مسلمين ويهود ومسيحيين.

مضمون “بيان نيويورك”

القرار الأممي جاء في سبع صفحات، وقادته فرنسا والسعودية. طرح البيان صيغة حل الدولتين، وتضمن انتقادات لحركة حماس، وهو ما أثار اعتراض إيران. إذ أدان النص الأممي، إلى جانب الهجمات الإسرائيلية على المدنيين والبنية التحتية المدنية في غزة والحصار والتجويع، هجوم حماس في 7 أكتوبر، ما شكل سبباً إضافياً لموقف طهران.

وكتب إبراهيم أصغر زاده، رئيس اللجنة السياسية في جبهة الإصلاحات، على منصة إكس (تويتر سابقاً): “غياب إيران عن التصويت يعني قول (لا) لتشكيل دولة فلسطينية، بينما قالت أغلبية دول العالم (نعم). النتيجة أن السياسة الخارجية ما زالت أسيرة الأيديولوجيا وبعيدة عن الإجماع العالمي، ما يؤدي إلى عزلة تكلف الشعب الإيراني كثيراً. عدم تصويت إيران كان عملياً بمثابة التصويت السلبي، وهدية مجانية لإسرائيل وأميركا اللتين كانتا المعارضين الرئيسيين للقرار”.

من جانبه، اعتبر مهدي ذاكريان، أستاذ القانون الدولي، أن ما قامت به إيران “خطوة معاكسة لمصالح الشعب الفلسطيني”. وقال إن الشعارات التي تضمنها بيان البعثة الإيرانية جيدة، لكن “السؤال هو: هل تسرّع هذه المواقف في مساعدة الفلسطينيين للوصول إلى السيادة الوطنية؟ الجواب يبدو أنه لا”.

وأضاف أن الموقف الإيراني أحادي الجانب ولا يقدم أي نتيجة عملية للفلسطينيين، بل إن إيران خسرت فرصة ممارسة ضغط إضافي على إسرائيل بالتصويت لصالح القرار، كما لم تدعم حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم. وأوضح أن إيران كان بإمكانها التصويت بالإيجاب مع تقديم بيانها لتوضيح موقفها، دون أي تناقض بين الأمرين.

وأكد ذاكريان أن “مراجعة قائمة الدول الغائبة عن التصويت مؤسف، إذ إن إيران وضعت نفسها بجانب دول تغيب لأسباب تتعلق بضغوط اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة أو لاعتبارات اقتصادية، أو لتجنب إغضاب أي من الطرفين”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى