الترويكا الأوروبية مجرد وكيل لواشنطن في ملف إيران
قال أستاذ متميز متقاعد في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة ألاباما الجنوبية إن الترويكا الأوروبية ليست لاعبة مستقلة، وإنما تلعب دوراً نيابياً عن الولايات المتحدة فيما يخص ملف إيران.

ميدل ايست نيوز: قال أستاذ متميز متقاعد في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة ألاباما الجنوبية إن الترويكا الأوروبية ليست لاعبة مستقلة، وإنما تلعب دوراً نيابياً عن الولايات المتحدة فيما يخص ملف إيران، مضيفاً أن هذه الدول الثلاث، منذ بدء آلية الزناد، واصلت دورها النيابي، لأن الولايات المتحدة لم تعد عضواً في الاتفاق النووي ولا يمكنها بمفردها بدء تفعيل الآلية، لذلك أوكلت الأمر للترويكا الأوروبية.
وفي حديث لوكالة إرنا الحكومية، بين الأستاذ نادر انتصار أن بدء الترويكا الأوروبية في تفعيل آلية الزناد أعاد الملف النووي الإيراني إلى مرحلة متوترة، في وقت يمكن أن يؤدي فيه هذا الإجراء إلى إعادة جميع عقوبات مجلس الأمن الدولي ضد طهران. وأضاف أن هذا يحدث في ظل توقف مفاوضات إيران والولايات المتحدة، التي تشترطها الدول الأوروبية الثلاث لتجديد القرار 2231، حيث يبدو أن واشنطن غير راغبة في استمرار هذا المسار بعد أن أجهضته في المرحلة السابقة.
وأشار الأستاذ الإيراني الأميركي إلى أن السيناريوهات المتاحة أمام إيران تتأرجح بين خيارين رئيسيين: إما قبول مفاوضات صعبة يركز فيها الجانب الأميركي لتجنب تصعيد الأزمة، أو الاستمرار في المسار الحالي الذي قد يزيد من مخاطر الصراعات الإقليمية. وأوضح أن مستقبل هذا الملف مرتبط أكثر من أي وقت مضى بالقرارات السياسية في طهران والعواصم الغربية.
الأهداف الحقيقية للترويكا الأوروبية
وأوضح انتصار أنه بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في دورة رئاسة دونالد ترامب الأولى، حاولت الترويكا الأوروبية تصوير نفسها كمنقذ للاتفاق، لكنها أظهرت عملياً ضعفها وعدم قدرتها على الوفاء، واستغلت إيران بالوعود الزائفة، مؤكداً أن الترويكا الأوروبية ليست مستقلة وأنها تمثل مصالح الولايات المتحدة في التعامل مع إيران. وأضاف أن تفعيل آلية الزناد اليوم يظهر أن أميركا هي اللاعب الرئيسي خلف الكواليس، وهي التي تحرك “الخيوط” الخاصة بالألعاب الأوروبية.
وأكد خبير العلاقات الدولية أن إيران أعلنت أنها لم تترك طاولة المفاوضات وهي مستعدة للحفاظ على الدبلوماسية، مشيراً إلى أن عدم رغبة واشنطن في العودة لطاولة المفاوضات يرتبط برغبتها في أن تؤدي آلية الزناد إلى عودة العقوبات الأممية، وأن معنى الدبلوماسية في أميركا اليوم يختلف تماماً عن الماضي، فالقوة والتهديد والضغط هي ما يحدد مسار السياسة الخارجية الأميركية، وهدفها النهائي هو إجبار إيران على الانصياع لمطالب واشنطن، سواء بوجود السناب باك أو بدونها.
دور اللاعبين الإقليميين والدوليين
وعن زيارة وزير الخارجية الإيراني الأخيرة إلى قطر ولقائه بممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، قال انتصار إن الدول العربية في الخليج ليست أداة فعالة لتسهيل مفاوضات إيران مع الولايات المتحدة، لأن اللاعبين الرئيسيين في هذا الملف هم إيران والولايات المتحدة، بينما البقية هم مجرد مراقبين على “المنصة الجانبية”.
السيناريوهات المستقبلية وإجراءات إيران
وأضاف أن السيناريو الحالي يحتاج إلى تعامل حذر لتجنب العودة إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ومنع اندلاع حرب جديدة. وقال إن إيران يجب أن تعزز تعاونها مع الصين وروسيا والدول الأخرى المعارضة للحرب، وتعتمد على الدبلوماسية الحقيقية بعيداً عن الشعارات الرنانة، مع استعداد عسكري لمواجهة أسوأ السيناريوهات حتى لو لم تتحقق، وضبط سياسات الاقتصاد الوطني بما يتناسب مع المخاطر المحدقة، وإجراء التعديلات اللازمة على الهيكل الاقتصادي بسرعة.