نيوزويك: إيران تقترح على مصر تشكيل “ناتو” إسلامي

إيران ومصر تقودان دعوات جديدة لتأسيس تحالف على غرار "الناتو" في الشرق الأوسط، وذلك مع اجتماع قادتهما في قطر يوم الاثنين خلال قمة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي.

ميدل ايست نيوز: إيران ومصر تقودان دعوات جديدة لتأسيس تحالف على غرار “الناتو” في الشرق الأوسط، وذلك مع اجتماع قادتهما في قطر يوم الاثنين خلال قمة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي.

الاقتراح، الذي جاء إثر الضربة الإسرائيلية الأخيرة على مجمع سكني في الدوحة كان يضم مفاوضين من حركة حماس، يُعدّ أخطر تحرك منذ عقود نحو إقامة ميثاق دفاع إقليمي موحّد.

وقد تواصلت مجلة نيوزويك مع وزارتي الخارجية في مصر وإيران للتعليق.

أهمية الأمر

يعكس هذا التصعيد الأخير تحولاً جذرياً في أولويات الأمن بالشرق الأوسط. فبعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية على أهداف إيرانية استمرت 12 يوماً مطلع هذا العام، إلى جانب الضربات المتواصلة في غزة، والهجوم الإسرائيلي الأخير على الدوحة، أصبح القادة المسلمون يصورون إسرائيل بشكل متزايد باعتبارها القوة المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

ويحذر مسؤولون عرب وإيرانيون من أن الفشل في التحرك قد يترك دول الشرق الأوسط عرضة لمزيد من العمليات الإسرائيلية. وتُعتبر القمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي الآن لحظة محورية لتحديد ما إذا كانت الدول الإسلامية قادرة على تحويل الدعوات للوحدة إلى إطار عملي للأمن الجماعي.

ما يجب معرفته

تدفع مصر، التي تمتلك أكبر جيش في العالم العربي، نحو إنشاء قيادة عسكرية مشتركة مقرها القاهرة. في المقابل، يضغط كبار المسؤولين الإيرانيين من أجل تحالف أوسع نطاقاً.

وحذر محسن رضائي، القائد السابق في الحرس الثوري الإيراني، من أن السعودية وتركيا والعراق قد تكون أهدافاً مستقبلية ما لم يتحرك التكتل بحزم، مؤكداً أن “الحل الوحيد هو تشكيل تحالف عسكري.”

كما عزز رجل الدين الإيراني البارز جلال رضوي مهر هذه الرسالة، داعياً إلى إنشاء جيش إسلامي موحد يقوم على عقائد دفاعية وهجومية مشتركة. وفي الوقت ذاته، دعا الدبلوماسيون الإيرانيون إلى الحذر؛ إذ صرّح مهدي شوشتري من وزارة الخارجية في طهران أن الوقت “لا يزال مبكراً” لتقنين ميثاق رسمي، لكنه أشار إلى أن الظروف “أكثر ملاءمة من الماضي.”

في الأثناء، دعت باكستان، الدولة الإسلامية الوحيدة المسلحة نووياً، إلى إنشاء قوة مهام مشتركة لمراقبة التحركات الإسرائيلية واعتماد إجراءات ردع وهجوم منسقة.

انتقاد قطر

يوم الأحد، أدان رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الضربة الإسرائيلية واصفاً إياها بأنها “اعتداء على مبدأ الوساطة نفسه.” وحمّل المجتمع الدولي مسؤولية الفشل في كبح إسرائيل، وحث الدول الإسلامية على اعتماد “إجراءات حقيقية وملموسة” لتفادي “دوامة لا نهاية لها من إراقة الدماء والدمار.”

لطالما اقتصرت منظمة التعاون الإسلامي، التي تضم 57 دولة عضو، على إعلانات رمزية.

أما اجتماع يوم الاثنين فيُنظر إليه الآن على أنه اختبار حاسم لمعرفة ما إذا كان بالإمكان تحويل الخطاب إلى عمل عسكري منسق. ويُعد حضور الرئيس الإيراني مسعود پزشكيان إشارة واضحة على عزم إيران على فرض نفوذها داخل تكتل لطالما هيمنت عليه القيادة العربية.

واشنطن على الهامش

أثار الهجوم أيضاً تساؤلات حول مدى موثوقية الولايات المتحدة كضامن أمني. وقال مسؤولون أميركيون إن إدارة ترامب كانت “غير راضية” عن تصرفات إسرائيل في الدوحة، لكنها توقفت عند هذا الحد ولم تصل إلى مرحلة الإدانة.

وبعد أيام من الهجوم، حذّر الرئيس دونالد ترامب من أن على واشنطن أن “تكون حذرة” في ردها، مسلطاً الضوء على التوتر بين اثنين من أهم حلفاء أميركا في الشرق الأوسط.

وقد أسفر الهجوم عن مقتل خمسة من أعضاء حركة حماس وضابط أمني قطري، ما أجج الدعوات العربية والإسلامية للتضامن والمساءلة، فيما يزيد موقع قطر كدولة تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة من تعقيد المشهد الاستراتيجي.

وفي سياق متصل، جاءت زيارة السيناتور ماركو روبيو إلى إسرائيل لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتؤكد على اتساع الفجوة بين العواصم العربية وحليف واشنطن.

ما سيحدث بعد ذلك

ستكشف مداولات منظمة التعاون الإسلامي ما إذا كانت الدعوات لتشكيل “ناتو إقليمي” ستترجم إلى التزامات ملموسة. وإذا تم اعتمادها، فقد يعيد ميثاق الدفاع الإسلامي المشترك تشكيل ميزان القوى في الشرق الأوسط، وفي الوقت ذاته يختبر دور واشنطن كضامن أمني للمنطقة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
بواسطة
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى