من الصحافة الإيرانية: هل تقوم القاهرة بالوساطة لاستئناف المحادثات النووية بين طهران وواشنطن؟
قالت صحيفة خراسان الإيرانية أن أوروبا إذا ما وافقت على اتفاق القاهرة، فمن غير المستبعد أن تقدم طهران وعداً يبعث على الاطمئنان باستئناف المفاوضات النووية بعد نهاية سبتمبر.

ميدل ايست نيوز: قالت صحيفة خراسان الإيرانية أن أوروبا إذا ما وافقت على اتفاق القاهرة، فمن غير المستبعد أن تقدم طهران وعداً يبعث على الاطمئنان باستئناف المفاوضات النووية بعد نهاية سبتمبر، إلا إذا حدث تطور في هذا الشأن على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وفي تحليل بقلم صابر كل عنبري، قالت الصحيفة إن الاتفاق الذي أبرم الثلاثاء الماضي بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في القاهرة، لم يحظَ باهتمام واسع بسبب الهجوم الإسرائيلي المتزامن على قطر، في حين كانت مصر تنتظر أن يُنظر إليه كأول “ثمرة” لوساطتها.
ووفقاً لخراسان، فإن الاتفاق جاء نتيجة عدة جولات من المشاورات بين إيران والوكالة في طهران وفيينا، قبل أن يتم حسمه في القاهرة خلال لقاء عباس عراقجي ورافائيل غروسي. الكاتب شدد على أن “بعيداً عن مضمون الاتفاق، الذي يُستبعد أن يؤدي في النهاية إلى تسوية الخلافات، فإن توقيت التوصل إليه عامل مهم، إذ تحقق الاتفاق قبل نحو أسبوعين من تفعيل عملي لآلية سناب باك”.
وأشارت الصحيفة أيضاً إلى التناقض في تصريحات المسؤولين الإيرانيين والوكالة، إذ قال غروسي إن الاتفاق يشمل تفتيش جميع المنشآت النووية الإيرانية، فيما أكد عراقجي في مقابلة مع التلفزيون الإيراني أن الموافقة في الوقت الحالي تقتصر على السماح بالوصول إلى محطة بوشهر لتبديل الوقود.
وبحسب الكاتب، فإن استخدام عراقجي لعبارة “في الوقت الحالي” يدل على أن طهران وضعت جدولاً زمنياً للتفتيشات بحيث يتزامن التنفيذ العملي للاتفاق مع نهاية مهلة آلية الزناد أو بعدها.
وترى خراسان أن الهدف الأساسي لطهران من هذا الاتفاق هو “منع تفعيل آلية الزناد وتوفير أساس لتمديد القرار 2231″، إذ إن الترويكا الأوروبية اعتبرت التعاون الكامل مع الوكالة شرطاً لتمديد القرار.
غير أن الصحيفة حذرت من أن تنفيذ الاتفاق سيواجه تحديات كبيرة، وأنه من المستبعد أن تقدم طهران “مثل هذه التنازلات في إطار التعامل مع الوكالة فقط، ما لم تتضح وجهة الحوار المحتمل مع الولايات المتحدة”.
وأضافت خراسان أن القرار النهائي الآن بيد الترويكا الأوروبية التي أبدت “ترحيباً غير مباشر وحذراً” بالاتفاق. وتساءلت الصحيفة: “هل يكفي هذا الاتفاق وحده لتمديد القرار 2231، أم أن أوروبا ستشترط أيضاً استئناف المفاوضات بين إيران وأمريكا؟”
كما رجّحت أن تسعى مصر في الأسابيع المقبلة لجمع طهران وواشنطن على طاولة مفاوضات، لكن يبقى غير واضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستوافق على تمديد القرار من دون مفاوضات.
واختتمت صحيفة خراسان تحليلها بالقول: “في الوقت الراهن، زاد هذا الاتفاق من فرص وقف مؤقت لآلية الزناد، لكن يبقى أن نرى إلى أي نتيجة سيصل إليها الطرفان الأوروبي والأمريكي في النهاية”.