تحقيق: الإيرانيون يقضون ساعتين يومياً على مواقع التواصل الاجتماعي

ميدل ايست نيوز: أصدر مركز استطلاع الرأي العام للطلاب الإيرانيين (إيسبا) تقريراً لافتاً حول أنماط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وأدوات الذكاء الاصطناعي في المجتمع الإيراني.

وأجرى نفذ مركز “إيسبا” الإيراني أحدث استطلاعاته الوطنية في سبتمبر 2025 على عينة شملت 1502 شخصاً من سكان إيران ممن تزيد أعمارهم على 15 عاماً، عبر مقابلات هاتفية.

وأظهرت النتائج أن الإيرانيين ممن تزيد أعمارهم على 15 عاماً يقضون في المتوسط ساعتين و8 دقائق يومياً على المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي. هذا الرقم يقل بنحو ساعة عن المتوسط العالمي لاستخدام الإنترنت.

الفئة الأكثر نشاطاً هي الشباب بين 15 و29 عاماً بمتوسط 3 ساعات و8 دقائق يومياً، بينما لا يتجاوز استخدام من تزيد أعمارهم على 50 عاماً ساعة واحدة يومياً، ما يعكس فجوة جيلية واضحة.

كما تبين أن مستوى التعليم ومكان الإقامة يؤثران على حجم الاستخدام:

• حملة الشهادات الجامعية: ساعتان و38 دقيقة يومياً.
• من هم دون الثانوية: ساعة و24 دقيقة.
• سكان المدن الكبرى: أكثر من ساعتين و20 دقيقة.
• سكان القرى: ساعة و33 دقيقة.

لماذا يستخدم الإيرانيون شبكات التواصل؟

أشار التقرير إلى أن دوافع الاستخدام متنوعة:

• 47% للحصول على الأخبار والمعلومات.
• 47% للترفيه (أفلام، موسيقى، محتوى فكاهي).
• 31% للتواصل مع العائلة والأصدقاء.

كما يستخدم نحو ربع المستطلعين (24.9%) هذه المنصات للتعليم وتنمية المهارات، فيما يستفيد نحو خُمسهم (20.5%) منها لأغراض العمل وتوليد الدخل. ما يشير إلى تحولها تدريجياً من أداة لاستهلاك المحتوى إلى فضاء لإنتاجه وممارسة الأعمال.

الذكاء الاصطناعي؛ فرصة أم فجوة جيلية؟

للمرة الأولى، شمل الاستطلاع سؤالاً عن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. وجاءت النتائج كالآتي:

• 32.3% من الإيرانيين فوق 15 عاماً يستخدمون تطبيقات مثل ChatGPT وGemini (بصورة احترافية أو شبه احترافية).
• الشباب بين 15 و29 عاماً سجلوا أعلى نسبة استخدام بـ54.2%.
• أما من تجاوزوا 50 عاماً، فلم تتجاوز نسبتهم 16.1%.

كذلك، يستخدم 57.9% من ذوي التعليم الجامعي هذه الأدوات، مقابل 11.3% فقط من الذين لم يكملوا الثانوية، ما يبرز فجوة معرفية وتعليمية واضحة.

ما هي أبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي؟

• 54% للبحث والحصول على معلومات عامة.
• 28% للتعليم واكتساب المهارات.
• 27% للأبحاث والأعمال العلمية.

كما يستفيد المستخدمون من هذه الأدوات في إنتاج المحتوى، والترجمة، والبرمجة، إضافة إلى استشارات طبية وقانونية.

ثقة في إجابات الذكاء الاصطناعي

أكثر من نصف المستخدمين (53.6%) أكدوا أن لديهم “ثقة كبيرة” في الإجابات التي تقدمها أنظمة الذكاء الاصطناعي. هذه النسبة اللافتة، رغم أن هذه الأدوات لم تُدمج بعد بشكل رسمي وواسع في التعليم أو سوق العمل الإيراني، تعكس سرعة تقبل المجتمع لهذه التكنولوجيا.

ويخلص التقرير إلى أن الحياة الرقمية في إيران تتحرك في مسارين متوازيين: الأول، تعاظم دور شبكات التواصل كمنصات يومية للأخبار والترفيه والتعليم والأعمال؛ والثاني، دخول الذكاء الاصطناعي بسرعة ملحوظة إلى الأدوات الرقمية المتداولة. هذه الثنائية تعكس ملامح مستقبل يعتمد أكثر فأكثر على التكنولوجيا، ما قد يعيد رسم ملامح الاقتصاد والثقافة الرقمية في إيران خلال السنوات المقبلة.