من الصحافة الإيرانية: هل تهتم واشنطن حقا بالمفاوضات مع إيران؟

 قال دبلوماسي إيراني سابق إن لا إيران دولة قليلة الأهمية ولا الولايات المتحدة تسعى لتغيير النظام أو تفكيك إيران.

ميدل ايست نيوز: قال دبلوماسي إيراني سابق إن لا إيران دولة قليلة الأهمية ولا الولايات المتحدة تسعى لتغيير النظام أو تفكيك إيران، مضيفاً أن إسرائيل قد تكون في سعيها إلى فرض الهيمنة على المنطقة مهتمة بتغيير النظام في إيران أو تفكيكها، لكن أميركا لا يمكنها أن تتبنى مثل هذا الهدف.

وتناول كوروش أحمدي، في مقال رأي نشرته صحيفة “شرق” اليوم، أسباب استمرار بعض الخبراء في التوصية بالتفاوض مع واشنطن، متسائلاً عمّا إذا كانت الولايات المتحدة حقاً تريد حلّ القضايا مع إيران أم أنها تلجأ فقط إلى تكتيكات دبلوماسية. التحليل يخلص إلى أن التعامل مع الولايات المتحدة ليس خياراً، بل ضرورة جيوسياسية بالنسبة لإيران. وجاء في مقاله:

مع التهديد المتكرر هذه الأيام بعودة قرارات مجلس الأمن ضد إيران، وبينما يرى العديد من خبراء السياسة الخارجية أن التفاوض والدبلوماسية هما الحل الوحيد، يطرح سؤال مشروع ومهم يثير قلق صانعي القرار والخبراء وكذلك الرأي العام: لماذا يواصل البعض التوصية بالتفاوض مع الولايات المتحدة؟

هل إشارات واشنطن تكتيكية أم استراتيجية؟ ولماذا ينبغي لها في هذه المرحلة أن تتفاوض مع طهران؟ إذا كان الهدف النهائي لواشنطن هو إضعاف إيران، فلماذا تمنحها فسحة للتنفس والخروج من الضغوط؟ في ظل ادعاء واشنطن بأن الخطر النووي الإيراني لم يعد وشيكاً، وأن الاقتصاد الإيراني تحت ضغط متزايد، فما الفائدة الحقيقية التي ستجنيها الولايات المتحدة من مفاوضات جدية؟

1- نظرة الولايات المتحدة إلى إيران والملف النووي

الاعتقاد بأن واشنطن، بعد تعطيلها البرنامج النووي الإيراني، تسعى لمواصلة الضغط أو اللامبالاة ليس صحيحاً. إيران ليست دولة هامشية، والولايات المتحدة لا تسعى إلى تفكيكها؛ إسرائيل قد ترغب بذلك، لكن واشنطن غير قادرة على تحمل نتائجه. انهيار إيران سيخلق تهديدات جيوسياسية واسعة ويرفع أسعار النفط.

جزء مهم من القاعدة الاجتماعية للرئيس الأميركي دونالد ترامب كان يعارض تورط الولايات المتحدة في مغامرات خارجية مكلفة، ولم يكن يقبل حتى بهجوم محدود على المنشآت النووية الإيرانية؛ وهو ما أدى إلى خلافات واشنطن الأخيرة مع إسرائيل.

2- العلاقة بين إيران والولايات المتحدة أوسع من الملف النووي

لا تقتصر العلاقة بين طهران وواشنطن على الملف النووي. فإيران، بموقعها الجيوسياسي المميز، والولايات المتحدة، كقوة عالمية، لطالما كان بينهما أعلى مستويات من التفاعل والتقابل. وعلى مدى أربعمئة عام، استمر هذا النوع من العلاقات، سواء على شكل تفاعل أو صراع.

3- التعامل مع القوة العالمية ليس خياراً بل إلزام

التعامل مع قوة عالمية مثل الولايات المتحدة أمر لا مفر منه. وإذا لم تقبل إيران بهذه الضرورة، فإن القوى الإقليمية المنافسة ستملأ هذا الفراغ وتستفيد من فرصة بناء العلاقة مع واشنطن، كما حدث خلال العقود الخمسة الماضية.

4- خفض التوتر فرصة ذهبية للولايات المتحدة

تفضّل القوة العالمية اليوم تقليل انخراطها في التوترات الجيوسياسية مع إيران. خفض التوتر سيسمح للولايات المتحدة بتقليص وجودها العسكري في المنطقة والتركيز على مواجهة الصين؛ وهي سياسة بدأت منذ عهد الرئيس باراك أوباما.

5- مجالات التعاون المحتملة مع إيران

أبدت الولايات المتحدة وإدارة ترامب الرغبة في التعاون مع إيران في مجالات متعددة. هما تريدان تجاوز حالة العداء القائمة والعمل مع إيران التي تملك إمكانات هائلة. وفي الآونة الأخيرة، أعلنت طهران استعدادها لاستقبال الاستثمارات الأميركية. لذلك، يجب أن ينصبّ أي تفاوض حقيقي على هذه المجالات، لا أن يقتصر على الملف النووي أو أن يتحول إلى مجرد لعبة إعلامية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

15 − 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى