بعد حديث ترامب عنه.. ما قصة استثمار إيران في حقل غازي مع بريطانيا في بحر الشمال؟

حقل غاز رام هو حقل غاز بحري مشترك بين إيران وبريطانيا، يقع على بعد 400 كيلومتر من مدينة أبردين في المياه الساحلية لاسكتلندا في بحر الشمال.

ميدل ايست نيوز: قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة: «نفط بحر الشمال كنز عظيم لبريطانيا. هناك كميات هائلة من النفط غير المكتشف في بحر الشمال». وقد قامت الصحافة الإيرانية بفحص ادعاء ترامب بشأن النفط الهائل في بحر الشمال، واستنادًا إلى الوثائق التاريخية، تناولت أحد الاستثمارات الخارجية لإيران في عهد البهلوي.

وحسب تقرير لموقع “ديدبان إيران” في عهد محمد رضا بهلوي، تم وضع الاستثمارات الخارجية على جدول الأعمال، بما في ذلك الاستثمار في شركات مثل كروب ومرسيدس بنز الألمانية وعدد من الشركات الشهيرة الأخرى. لكن النقطة اللافتة للانتباه هي استثمار إيران في حقل النفط والغاز في بريطانيا. وعلى الرغم من الانتقادات التي وجهت في بداية الثورة حول هذا النوع من الاستثمارات، فقد أثمر هذا الاستثمار الآن، لكن الحكومة البريطانية ترفض دفع حصة إيران البالغة 50% من الحقل الغازي المشترك. وتعتمد الحكومة البريطانية على ذريعة العقوبات المفروضة على إيران، وهي عقوبات أصبحت أكثر جدية في السنوات الأخيرة، خاصة منذ بدء تطوير هذا الحقل الغازي في عام 2006، رغم أن المسؤولين الإيرانيين لم يبذلوا جهودًا كبيرة لاسترداد مستحقات إيران من بريطانيا.

حقل رام للغاز

حقل رام للغاز (بالإنجليزية: Rhum) هو حقل غاز بحري مشترك بين إيران وبريطانيا، يقع على بعد 400 كيلومتر من مدينة أبردين في المياه الساحلية لاسكتلندا في بحر الشمال. تم توقيع عقد استكشاف هذا الحقل في عام 1973، وأدى إلى اكتشاف الحقل في عام 1977، لكن بسبب التحديات الفنية المعقدة لاستخراج الغاز من هذا الحقل، لم يبدأ الاستخراج حتى عام 2006 (بسبب العديد من المشكلات الفنية والطبيعية، بما في ذلك الضغط العالي للغاز). يعتقد خبراء شركة بريتيش بتروليوم أن هذا الحقل يحتوي على 135 مليون برميل من النفط الخام و800 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي.

وفقًا للعقد الذي تم توقيعه في عهد محمد رضا بهلوي بين إيران وبريطانيا، تم تقسيم الإيرادات الناتجة عن تطوير الغاز الطبيعي من هذا الحقل بنسبة 50% للشركة الوطنية الإيرانية للنفط و50% لبريتيش بتروليوم. يُقدر الربح الناتج من بيع الغاز من هذا الحقل لإيران بحوالي مليون دولار يوميًا.

في الوقت الحاضر، تدير شركة سيريكا للطاقة هذا الحقل الغازي، الذي يحتوي على مكثفات غازية، ويتكون من ثلاث آبار تحت البحر متصلة بمنشآت بروس عبر خط أنابيب بطول 44 كيلومترًا. اشترت سيريكا في عام 2019 نسبة 50% من الأسهم من بريتيش بتروليوم، التي تخلت عن تطويره بسبب العقوبات، ويُعتبر رام الآن الأصل الإنتاجي الأكبر لشركة سيريكا.

وفي يونيو 2021، قدرت سيريكا أن بئرًا جديدًا مكتملًا في حقل رام يمكن أن يدر دخلًا يوميًا يبلغ حوالي 350 ألف جنيه إسترليني. وبالتالي، بعد خمسين عامًا، يمكننا أن نشهد فوائد استثمار طويل الأمد لبريطانيا.

135 مليون برميل من النفط الخام و800 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي

وفقًا للتقرير يعتقد خبراء بريتيش بتروليوم أن هذا الحقل يحتوي على 135 مليون برميل من النفط الخام و800 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي. ووفقًا لإحصاءات أخرى، يمتلك هذا الحقل القدرة على إنتاج 190 مليون قدم مكعب من الغاز أو 5 ملايين متر مكعب يوميًا، مما يمكن أن يغطي 5% من احتياجات بريطانيا اليومية.

في عام 2010، ومع فرض العقوبات على صناعة النفط الإيرانية، توقف الاستخراج من هذا الحقل، بينما كانت بريطانيا تواجه مشكلات طاقة وانخفاضًا في الإنتاج وكانت بحاجة كبيرة إلى استخراج الغاز. وبناءً على ذلك، بعد عامين، تم التوصل إلى اتفاقية في الاتحاد الأوروبي بجهود بريطانيا، نظرًا للمصلحة الاقتصادية التي يمثلها هذا الحقل للبلاد، حيث تم رفع العقوبات عن هذا الحقل وتمت الموافقة على أن إيران ليس لها الحق في الاستخراج، لكن حصتها من إنتاج هذا الحقل المشترك سيتم دفعها بعد رفع العقوبات، وستُحفظ جميع الإيرادات في حساب حتى يتم رفع العقوبات. كل هذا مشروط برفع العقوبات التي لا يبدو أنها ستُرفع في المستقبل القريب.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

8 + 19 =

زر الذهاب إلى الأعلى