باريس تتراجع عن ملاحقة دولية لإيران في قضية المحتجَزين
أعلنت محكمة العدل الدولية، الخميس، أنها أسقطت، بطلب من باريس، الشكوى التي رفعتها فرنسا ضد إيران، على خلفية احتجاز اثنين من مواطنيها.

ميدل ايست نيوز: أعلنت محكمة العدل الدولية، الخميس، أنها أسقطت، بطلب من باريس، الشكوى التي رفعتها فرنسا ضد إيران، على خلفية احتجاز اثنين من مواطنيها.
جاء الإعلان غداة محادثات بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان، على هامش أعمال الجمعية العامة في نيويورك، وتناولا الخلاف النووي، فضلاً عن المحتجَزين الفرنسيين لدى طهران.
وعقب اللقاء، كتب ماكرون، على منصة «إكس»: «تحدثتُ مع الرئيس الإيراني، أولاً وقبل كل شيء، كررتُ له موقفي الحازم: يجب الإفراج فوراً عن سيسيل كوهلر، وجاك باريس، ولينارت مونتيرلوس، وهم رهائن دولة محتجَزون بشكل تعسفي وفي ظروف غير إنسانية في إيران». وأضاف: «فرنسا لا تتخلى عن أيٍّ من أبنائها».
بدوره، أفاد بزشكيان، عبر منصة «إكس»، بأنه اتفق مع ماكرون على صفقة لتبادل السجناء. وقال: «اليوم، أجريتُ حواراً صريحاً ومفصلاً مع السيد ماكرون، حيث جرى تبادل وجهات النظر، بشكل واضح، بشأن مواقف الطرفين، وطرح حل يضمن إزالة مخاوف أوروبا وتلبية مصالح إيران. إذا التزم الطرفان بالحق والإنصاف، وراعيا مصالح كل منهما، فإن الحل النهائي في المتناول». وأضاف:«اتفقنا أيضاً على تسوية قضية السجناء من كلا الجانبين».
وتقدّمت فرنسا بالتماسٍ ضد طهران لدى محكمة العدل الدولية، في مايو (أيار) الماضي، على خلفية اعتقال سيسيل كولر (40 عاماً)، وجاك باريس (72 عاماً).
وقالت إنهما احتُجزا بموجب سياسة تستهدف المواطنين الفرنسيين في إيران، «عبر اتهامهما بعدة مخالفات تتعلق بالأمن القومي الإيراني».
وأُوقف باريس وكولر في مايو 2022، واتُّهما بالتجسس لصالح إسرائيل. ووصفت عائلتاهما وضعهما بأنه يزداد صعوبة.
وأفادت المحكمة، التي تتخذ من لاهاي مقراً لها، بأن فرنسا طلبت «وقف الإجراءات»، وهو أمر «لا تُعارضه إيران».
واتهمت الشكوى الفرنسية إيران بارتكاب «انتهاكات جديّة ومتكررة» لالتزاماتها المنصوص عليها في اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية.
والبَلَدان طرف في الاتفاقية التي تُنظّم الوصول القنصلي.
وأفادت فرنسا المحكمة، في يوليو (تموز) الماضي، بأنها تخشى من «ضرر يتعذر إصلاحه» لكولر وباريس، محذرة من أن الاتهامات الجديدة قد تُعرّضهما لعقوبة الإعدام.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أفاد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في مقابلة تلفزيونية، بأن مبادلة للسجناء تشمل الفرنسيين تقترب من «مرحلتها الأخيرة»، مع اقتراح بمبادلتهما مع مهدية إسفندياري، الإيرانية التي أُوقفت في فرنسا، في فبراير (شباط) الماضي، بتهمة الترويج للإرهاب على الشبكات الاجتماعية.
وطلبت إيران مراراً إطلاق سراحها، مشيرة إلى أنها اعتُقلت دون وجه حق، وفق ما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».
وباريس وكولر من بين 20 أوروبياً اعتُقلوا في إيران، بينهم لينارت مونتيرولوس، وهو فرنسي ألماني يبلغ 19 عاماً، كان يقود دراجته الهوائية من أوروبا إلى آسيا عندما أُوقف في إيران، في يونيو (حزيران) الماضي، خلال الحرب مع إسرائيل.