قاليباف يكشف تفاصيل جديدة عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل في يونيو الماضي
قال رئيس البرلمان الإيراني إن وضع الحرب تطور لدرجة أن المبعوث ويتكوف نقل رسالة مكتوبة من (وزير الخارجية الأميركي الأسبق) جورج شولتز إلى عباس عراقجي، يبلغه فيها بأنه مستعد للقاء في أي مكان من أجل وقف الحرب.

ميدل ايست نيوز: قال محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الإيراني، إن أعضاء الحكومة لم يكن لديهم أي تردّد في اجتماعات المجلس الأعلى للأمن القومي بشأن عملية «الوعد الصادق 2»، مؤكداً أن «التنسيق بين رؤساء السلطات العليا وأعضاء المجلس كان على أعلى مستوى».
وجاءت تصريحات قاليباف خلال مشاركته في برنامج «ماجرای جنگ» (قصة الحرب)، حيث كشف تفاصيل جديدة عن الحرب التي استمرت 12 يوماً، إضافة إلى تطورات إقليمية مرتبطة بها.
وحول ما إذا كانت الحكومة الإيرانية قد عارضت عملية «الوعد الصادق 2»، قال قاليباف: «أبداً، لم يحدث ذلك في أي وقت. التنسيق كان عالياً للغاية، وحتى الرئيس مسعود بزشکیان لم يتوانَ لحظة في دعم القوات المسلحة وتقديم المساندة المادية والمعنوية لها». وأضاف: «لم يكن هناك أي شك أو تردّد في اجتماعات المجلس الأعلى للأمن القومي بشأن العملية».
وتحدث قاليباف عن اللحظات الأولى للاعتداء الإسرائيلي على إيران قائلاً: «في ذلك اليوم كنت مع اللواء إسماعيل قاآني واللواء محمد باکبور في مراسم بمدينة مشهد، وبقينا منشغلين حتى بعد صلاة المغرب والعشاء. رغم أنني كنت أنوي في اليوم التالي (الجمعة) زيارة والديّ بعد فترة طويلة من الغياب، قررت العودة إلى طهران في تلك الليلة بسبب كثرة الاتصالات والقلق الذي شعرت به. وصلت إلى طهران قرابة منتصف الليل وإلى المنزل حوالي الواحدة فجراً».
وأضاف: «كنت مستيقظاً عند الساعة 2:55 فجراً عندما سقط أول صاروخ على مجمع الشهيد شمران السكني. ومنذ اللحظة الأولى، أدركت أن الانفجار مختلف. مع أذان الفجر، لم أبقَ للصلاة بل أبلغت عائلتي بضرورة الانتباه، وتوجهت مباشرة إلى البرلمان حيث وصلت حوالي الثالثة والنصف».
وتابع رئيس البرلمان: «بدأت على الفور بإجراء اتصالاتي، فاتصلت باللواء حسين سلامي وآخرين لكن لم يجب أحد. أول من ردّ كان الأميرال علي فدوي عند الساعة 3:40 تقريباً، وشرح لي الوضع. بعدها تواصلت مع منزل الشهيد سليماني عبر جيرانه، وزينب سليماني أعطتني صورة عن الأوضاع».
وقال: «استغرق الأمر نحو 45 دقيقة لفهم أبعاد الهجوم. قرابة الرابعة فجراً تواصلت مع الرئيس مسعود بزشکیان الذي كان في تبريز، كما كان رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني أجه اي في منزله».
وأوضح قاليباف: «درست إمكانية عودة الرئيس بزشکیان إلى طهران عبر رحلة جوية، لكن بعد تقييم الوضع قلت له لا تنتظروا، عودوا براً مع البقاء على تواصل مستمر. حتى أنني فكرت في إرسال طائرة إلى زنجان أو استخدام مروحية، لكن الظروف لم تكن تسمح. في النهاية، وصلنا إلى طهران قرابة الحادية عشرة صباحاً، حيث اجتمعنا أنا وأجه اي لمتابعة التطورات. في تلك الليلة، عاد اللواء سيد مجيد موسوي، قائد القوة الجوفضائية الحالي، من مشهد إلى طهران بالسيارة».
وشدّد قاليباف: «السيد القائد (المرشد الأعلى) من البداية عيّن بسرعة قادة جدداً بديلاً عن القادة الشهداء، وأصدر لهم الأوامر بشكل مباشر بعد لقائهم. ما يُقال عن انقطاع التواصل مع القائد غير صحيح. منذ ذلك اليوم، كنت على تواصل دائم مع اللواء باکبور والوزراء وعقدنا عدة اجتماعات».
وأضاف: «التنسيق جرى بشكل جيد، ورأيتم بأن القائد الأعلى للقوات المسلحة كان يتابع بدقة إدارة الدفاع وإدارة شؤون البلاد في جميع أبعادها».
وتطرّق رئيس البرلمان إلى ما تردّد حول الهجوم على جلسة المجلس الأعلى للأمن القومي قائلاً: «الجلسات كانت تُعقد بالفعل، وحدثت واقعة ما، لكن لا أعلم لماذا تم تضخيمها. في هذه الجلسات لم نكن جميعاً مجتمعين في مكان واحد بشكل كامل، بل كنا متفرقين ونلتزم بتدابير السلامة. لم يكن الأمر عشوائياً كما يتصوّر البعض، بل كانت هناك حسابات دقيقة. ومع ذلك وقع الحادث».
وأشار قاليباف إلى المراحل الأخيرة من الحرب قائلاً: «تطور الوضع لدرجة أن المبعوث ويتكوف نقل رسالة مكتوبة من (وزير الخارجية الأميركي الأسبق) جورج شولتز إلى عباس عراقجي، يبلغه فيها بأنه مستعد للقاء في أي مكان من أجل وقف الحرب. وهذا بحد ذاته كان دليلاً على أن إيران أثبتت قوتها وأظهرت جبهتها الصلبة ونيرانها المؤثرة».