لاريجاني من بيروت: حزب الله قوي ولا يحتاج أسلحة من الخارج

قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني، اليوم السبت بعد لقائه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، إنّ على دول المنطقة أن تتعاون بشكل وثيق وتضع خلافاتها جانباً إلى أقصى قدر.

ميدل ايست نيوز: قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني، اليوم السبت بعد لقائه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، إنّ على دول المنطقة أن تتعاون بشكل وثيق وتضع خلافاتها جانباً إلى أقصى قدر، في ظل المؤامرات الإسرائيلية على دول المنطقة.

وأشاد لاريجاني بمبادرة الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم بشأن السعودية، مؤكداً دعمه لها. وأضاف “المملكة دولة شقيقة لنا وهناك مشاورات بيننا واليوم هو للتعاون في مواجهة عدو واحد”، مشيراً كذلك إلى أن “المقاومة تمثل رأسمال كبيراً للأمة الإسلامية، خاصة حزب الله الذي يمثل سدّاً منيعاً أمام الكيان الإسرائيلي”.

ووصل لاريجاني صباح اليوم إلى بيروت، على رأس وفد رسمي رفيع المستوى، للمشاركة في إحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الأمينين العامين السابقين لحزب الله حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، وتسبق ذلك لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت دعوة قاسم تأتي من موقع ضعف، وما إذا كانت إيران طلبت منه القيام بهذه الخطوة، قال لاريجاني إنّنا “لا نصدر أوامر لأي شخص، وقاسم شخصية كبيرة، وهو يقرّر ما يصبّ في مصلحة لبنان، ونحن نرحّب بهذه الطريقة”، مضيفاً أن موقف حزب الله بطي صفحة الماضي ينبع عن عمق العقلانية وليس عن ضعف، مشيراً إلى أن “حزب الله لو لم يكن قوياً لما تمكّن من التصدّي للعدو واستعاد نفسه وقوته ونجح في ترميم هيكليته بعد خسارته عدداً من قادته وما تعرض له من هجوم إسرائيلي غادر في تفجيرات البيجر”.

وحول ما إذا كانت إيران تمدّ حزب الله بالسلاح، قال لاريجاني إن حزب الله ليس بحاجة إلى أن يُزوّد بالسلاح من مكان آخر، وحزب الله قوي لدرجة أنه لا يحتاج إلى سلاح من مكان آخر.

وفي معرض ردّه على سؤال حول موقف الموفد الأميركي توماس برّاك بتسليح الجيش اللبناني لمواجهة حزب الله، قال لاريجاني إنّ “هناك اتجاهين، هذا الموقف يعتمد على إثارة الخلافات وبث التفرقة، والتسبّب في مشاكل داخل البلاد وبين المواطنين، ويعتمد على إصدار أوامر لحزب من الشعب اللبناني ليدخل بمواجهة مع الجزء الآخر، وهذه طريقة لن تجدي نفعاً إلا أن الأميركيين لا يزالوا يواصلون هذه الطريقة، أما الاتجاه الذي نسلكه نحن، فمختلف تماماً عن الاتجاه الأول، وأنا أوضحت سابقاً بأن هذه قضايا وشؤون داخلية، تخصّ لبنان، وعلى المسؤولين اللبنانيين أن يقرّروا بشأنها”.

وأردف “الاتجاه الذي نعتمده هو أن يقوم المسؤولون اللبنانيون بإيجاد حلول للقضايا الداخلية من خلال توافق فيما بينهم، والشعب اللبناني شعب رشيد ولا يحتاج إلى قيّم، ولا حاجة لأن ينصّب الأميركيون أنفسهم قيّماً على الشعب اللبناني فهذا نهج غير مقبول، وليس فقط في لبنان بل في أي دولة أخرى”، متسائلاً “هل يقبل أي لبناني غيور بأن يتخلى عن مصالحه تحت ضغوط أميركية؟ إذاً الشعب هو من يجب أن يقرّر وهذا هو الاتجاه الذي نحن ننصح باتباعه”.

وبشأن ما يُحكى عن ضربة إسرائيلية محتملة لإيران، قال لاريجاني “نحن مستعدون لمواجهة كل السيناريوهات، لكنني لا أظن أن يتصرف الإسرائيليون بهذا الغباء وإذا فعلوا ذلك فسيتلقون رداً قوياً”.

وقال لاريجاني إنّ لبنان يعتبر خندقاً قوياً منيعاً في مواجهة الكيان الإسرائيلي، ونحن متفائلون بمستقبل المنطقة ونرى صحوةً متزايدة فيها. وأشار لاريجاني إلى أنّ أحد أهداف زيارته إلى لبنان اليوم هو المشاركة في مراسم تكريم شهداء الدفاع عن لبنان، لافتاً إلى أن المنطقة شهدت منذ زيارته الأخيرة الكثير من التطورات، وقد اتضح صدق ما كان يقوله ويحذّر منه الأمين العام لحزب الله الشهيد حسن نصر الله في العقود الماضية، لكن ربما قادة بعض الدول ما كانوا يصدّقون، بحيث إنّ جميع الدول قد تكون عرضة للعدوان الإسرائيلي، وما حصل لقطر يؤكد صدق هذه المقولة.

وأضاف “من جراء هذه التطورات، نرى أن اليوم دول المنطقة تبحث عن آليات للتعاون في ما بينها وهذا نهج صحيح نحن ندعمه”، متمنياً أن تنعم شعوب المنطقة بالأمان والسلام. وشدد لاريجاني، لدى وصوله إلى مطار رفيق الحريري الدولي، على أنّ “لبنان رغم صغر مساحته الجغرافية، لكنه يتميز بعظمة شعبه وقوته، وفي هذه الساحة ولدت المقاومة وهو ما يعتز به العالم الإسلامي كلّه”.

وأضاف “نحن شعبان تجمعنا علاقات صداقة تاريخية وقد تعزّزت هذه الصداقة والمحبة بين الشعبين خلال السنوات الأخيرة، ولطالما دعمنا وجود حكومات مقتدرة وقوية ومستقلة في لبنان، ونتطلع أن يسير اتجاه التطورات في لبنان نحو ما ينطوي على الخير والمصلحة للشعب اللبناني”، مشيراً إلى أنه خلال زيارته القصيرة إلى بيروت سيعقد عدداً من اللقاءات، آملاً أن تنطوي على الخير والمصلحة للجميع.

ولا يزال لبنان يمنع هبوط الطائرات الإيرانية في مطار بيروت الدولي، وكان رفض بحسب معلومات “العربي الجديد”، طلبات تقدّمت للسماح لطائرات بالهبوط للمشاركة في المراسم، وذلك في ظل استمرار المخاوف من أي استهداف إسرائيلي لها، وعدم وجود أي ضمانات بهبوطها بشكل آمن، الأمر الذي دفع بالإيرانيين الراغبين في الحضور، إلى اختيار مسار طيران آخر، مثل العراق، على أن تكون إجراءات التفتيش في المطار مكثفة ودقيقة.

من جانبه، أكد رئيس حكومة لبنان نواف سلام لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني أن العلاقات الثنائية ينبغي أن تقوم على الاحترام المتبادل للسيادة وعدم التدخل بالشؤون الداخلية.

قال رئيس الحكومة سلام لضيفه لاريجاني الذي يقوم بزيارة رسمية إلى لبنان اليوم السبت: “نشدد على أنّ استقامة العلاقات اللبنانية – الإيرانية ينبغي أن تقوم على أسس الاحترام المتبادل لسيادة كل من الطرفين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”.

يذكر أن رئيس الوزراء نواف سلام، كان ألغى أمس الجمعة جميع اجتماعاته، اعتراضاً على تخطي حزب الله قرار منع إضاءة صخرة الروشة في بيروت، مساء الخميس، بصورة نصر الله وصفي الدين، وعقد فقط اجتماعاً وزارياً خُصّص لبحث تداعيات ما حصل، والتشديد على ضرورة محاسبة المخالفين للقرار وتوقيفهم تنفيذاً للقانون.

وشدد اللقاء الوزاري على السياسة التي التزمت بها الحكومة في بيانها الوزاري والقائلة ببسط سيادة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية على أراضيها كافة، مع أهمية تطبيق القوانين على جميع المواطنين دون استثناء، وهو ما ترتب على الأجهزة الأمنية مسؤولية كبيرة في تحقيق ذلك.

وقال نائب رئيس الحكومة طارق متري بعد الاجتماع إن “ما جرى الخميس من مخالفة صريحة لمضمون الترخيص المعطى للتجمع في منطقة الروشة يدعونا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للحفاظ على هيبة الدولة واحترام قراراتها، وغني عن القول إن الحكومة حريصة على استقرار البلاد ووحدة أبنائها، وقطع دابر الفتنة ووقف حملات الكراهية التي تسيء إلى عيشنا الوطني”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 − ستة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى