صحيفة كيهان تتراجع عن دعوتها السابقة للخروج الكامل من “NPT” وتقترح خياراً «وسطياً»

أظهرت صحيفة كيهان الإيرانية في مقالها الأخير تراجعاً واضحاً عن مقترحها السابق بشأن انسحاب إيران الكامل من معاهدة حظر الانتشار النووي.

ميدل ايست نيوز: أظهرت صحيفة كيهان الإيرانية في مقالها الصادر اليوم الاثنين، تراجعاً واضحاً عن مقترحها السابق بشأن انسحاب إيران الكامل من معاهدة حظر الانتشار النووي، قائلة «على الأقل ألغوا المصادقة». كما دعت البرلمان الإيراني إلى تمرير هذا المقترح بـ«صفة الاستعجال الثلاثي».

وعكس مقال رئيس صحيفة كيهان، المقربة من مكتب المرشد الأعلى، الذي جاء بعنوان «على الأقل نفذوا هذا المقترح!»، عكس مجدداً المواقف الحادة لحسين شريعتمداري تجاه الملف النووي الإيراني. وأشار فيه إلى اجتماع مجلس الأمن الدولي مساء الجمعة، الذي لم يتمكن خلاله مشروع القرار الصيني – الروسي الداعي إلى تأجيل آلية إعادة فرض العقوبات (سناب باك) من الحصول على الأصوات اللازمة. وكتب: «حتى إذا فُعّلت عقوبات مجلس الأمن مجدداً، فإن إيران لا تعتزم الخروج من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية».

واستند شريعتمداري بعد ذلك إلى المادة العاشرة من المعاهدة النووية ليؤكد أنه في حال تهديد المصالح الحيوية للدول، يحق للأعضاء الانسحاب منها. وتساءل قائلاً: «أليست 22 سنة من التحديات والابتزاز من جانب الولايات المتحدة وأوروبا، ولا سيما الاعتداء العسكري الأميركي على المراكز النووية الإيرانية، مثالاً لا يمكن إنكاره على تهديد مصالح وسيادة بلادنا؟! وإذا كان الأمر كذلك، وهو كذلك، فلماذا لا نلجأ إلى خيار الانسحاب القانوني؟!».

غير أن شريعتمداري غيّر موقفه لاحقاً، مقدماً مقترحاً جديداً، حيث كتب: «الآن، ومع رفض المسؤولين المحترمين الخروج من “NPT”، يمكننا – وهو حق قانوني لنا – أن نسحب المصادقة بينما نبقي على التوقيع. والنتيجة أننا، من خلال التوقيع، نقبل بروح المعاهدة أي حظر إنتاج السلاح النووي، لكننا لا نقبل ولا نعترف بالضمانات ذات الصلة».

وللتوضيح أكثر، أشار إلى المثال الروسي في التعامل مع معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (CTBT)، وكتب: «روسيا قبلت التوقيع على المعاهدة، أي روحها، لكنها لم تلتزم ببنودها وضماناتها».

كما ذكّر بأن البرلمان الإيراني كان قد أقر في يوليو الماضي قانوناً يُلزم الحكومة بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنه أضاف: «تعليق التعاون مع الوكالة لم يدم طويلاً وتحول من موقعه القانوني إلى مجرد شعار. وهو تطور مؤسف لا يمكن تبريره بأي منطق عقلاني أو عرف قانوني معروف».

وفي ختام مقاله، وجه رئيس صحيفة كيهان المحافظة رسالة مباشرة إلى برلمان بلاده قائلاً: «الآن، وبعد خطوة مجلس الأمن ليلة الجمعة، يُنتظر من النواب المحترمين تمرير المقترح المشار إليه بصفة الاستعجال الثلاثي، وبموجب مادة وحيدة».

واختتم مقاله بنفس لهجته الحادة المعهودة قائلاً: «الرد على الإجراءات العدائية للعدو لا يكون بالكلام الفارغ. المعادلة في مثل هذه الحالات هي: من يضرب ضربة، عليه أن يتلقى ضربة».

ورغم أن شريعتمداري تراجع هذه المرة عن فكرة «الخروج الكامل» واكتفى بـ«إلغاء المصادقة»، إلا أن مقترحه يبقى في إطار الخطاب السياسي والدعائي أكثر منه في المجالين القانوني والعملي. ويؤكد الخبراء أن مثل هذه الخطوات لا ترفع الضغوط عن إيران، بل تدفع بالبلاد نحو وضع أكثر غموضاً.

اقرأ المزيد

“بندقية بلا رصاص”.. دعوات في إيران للخروج من معاهدة الحظر النووي بعد عودة عقوبات مجلس الأمن

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 − 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى