“البنتاغون” يجدد التزامه بتقليص مهمته العسكرية في العراق
جددت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، اليوم الأربعاء، التزامها بتقليص مهمتها العسكرية في العراق وفقاً لما جرى الاتفاق عليه العام الماضي.

ميدل ايست نيوز: جددت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، اليوم الأربعاء، التزامها بتقليص مهمتها العسكرية في العراق وفقاً لما جرى الاتفاق عليه العام الماضي، قائلة إن انتقال عمليات التحالف بقيادة الولايات المتحدة جاء نتيجة لنجاحه في محاربة تنظيم “داعش”. وقال البنتاغون في بيان “ستواصل الحكومة الأميركية التنسيق الوثيق مع الحكومة العراقية وأعضاء التحالف لضمان انتقال جدير بالثقة”.
وقال مسؤول أميركي لوكالة رويترز إن العملية ستشهد قيادة بغداد جهود مكافحة فلول تنظيم “داعش” داخل البلاد. وأوضح المسؤول الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه أنه بموجب الخطة ستركز الولايات المتحدة وأعضاء التحالف بدلاً من ذلك على محاربة فلول “داعش” في سورية وستنقل معظم أفرادها إلى إقليم كردستان العراق لتنفيذ تلك المهمة.
وكان للولايات المتحدة ما يقرب من 2500 جندي في العراق في بداية عام 2025 وأكثر من 900 جندي في سورية ضمن التحالف الذي تشكل في عام 2014 لمحاربة تنظيم “داعش” أثناء اجتياحه للبلدين. وقال المسؤول إنه بمجرد اكتمال عمليات الانتقال، سيصبح العدد الإجمالي للقوات الأميركية في العراق أقل من 2000 جندي، وسيكون معظمهم في أربيل. وأضاف أن العدد النهائي لم يتم تحديده بعد، دون تقديم جدول زمني.
وستركز القوات الأميركية المتبقية في بغداد على قضايا التعاون الأمني الثنائي وليس على مكافحة تنظيم “داعش”. وقال مسؤول عسكري كبير “لم يعد تنظيم داعش يشكل تهديداً مستمراً للحكومة العراقية أو لأميركا انطلاقا من الأراضي العراقية. وهذا إنجاز كبير يمكّننا من نقل المزيد من المسؤولية إلى العراق ليقود جهود الأمن في البلاد”.
وشهدت الأيام الأخيرة من شهر أغسطس/ آب الماضي، عمليات انسحاب لعدد من الأرتال العسكرية الأميركية من قاعدة عين الأسد، غربي الأنبار، في أول تطبيق عملي لخطوة الانسحاب التدريجي للقوات الأميركية من العراق. وقالت مصادر خاصة في بغداد والأنبار لـ”العربي الجديد” في حينه، إن بعض الأرتال كانت تحمل معدّات ثقيلة للجيش الأميركي، ما يعني وفق تفسيرها أن العملية هي “انسحاب وليس إعادة تموضع”.
وكانت بغداد وواشنطن قد توصلتا، نهاية سبتمبر/ أيلول 2024، إلى تحديد موعد رسمي لإنهاء مهمة التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في البلاد لا يتجاوز نهاية سبتمبر/ أيلول 2025، بعد جولات حوار امتدت لأشهر بين الجانبين، على أثر تصاعد مطالبة الفصائل المسلحة والقوى العراقية الحليفة لإيران بإنهاء وجوده، خصوصاً بعد الضربات الأميركية في حينها لمقار تلك الفصائل رداً على هجماتها ضد قواعد التحالف في البلاد وخارجها على خلفية حرب غزة.
ويثير الانسحاب الأميركي من العراق مخاوف وتساؤلات عن مستقبل العراق الأمني، ولا سيما مع تأكيدات أميركية تحدثت أخيراً عن أن تنظيم “داعش” لا يزال موجوداً في بعض المناطق النائية، بالإضافة إلى تدوينة للسفارة الأميركية لدى بغداد أعربت فيها عن “قلقها” من تمدد تنظيمي “داعش” و”القاعدة” في المنطقة. لكن خلية الإعلام الأمني في العراق أكدت أن “تنظيم داعش يحاول إثبات وجوده في مختلف دول العالم، إلا أنه بوضعه الحالي في العراق غير قادر على تنفيذ عمليات أو مواجهة القوات الأمنية أو استهداف المنشآت والمؤسسات الحكومية”.
وفي الأول من سبتمبر/ أيلول الماضي، وصف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ملف الانسحاب الأميركي بعبارة “إعادة ترتيب العلاقة مع التحالف الدولي”، معتبراً أن الانسحاب الأميركي من البلاد لا “يعني القطيعة مع المجتمع الدولي، وظروف العراق اليوم تختلف عمّا كانت عليه عام 2014”. وشدد السوداني على أن “موقف الحكومة من أحداث المنطقة واضح ومعلن على المستوى السياسي والإعلامي والإغاثي”، مضيفاً أن “العراق كان جزءاً من الحراك مع الدول الإقليمية لوقف الهجمات الإسرائيلية ومنع اتساع ساحة الصراع”.