صحيفة إيرانية تحذر من أزمة معيشية جديدة في البلاد

يواصل ارتفاع الأسعار الجامح في إيران من الخبز إلى اللحوم تقليص موائد الإيرانيين يوماً بعد يوم، في ظل سوق يفتقر إلى الرقابة والإدارة القادرة على ضبط الفوضى.

ميدل ايست نيوز: يواصل ارتفاع الأسعار الجامح في إيران من الخبز إلى اللحوم تقليص موائد الإيرانيين يوماً بعد يوم، في ظل سوق يفتقر إلى الرقابة والإدارة القادرة على ضبط الفوضى.

ونشرت صحيفة “جوان” الإيرانية تقريراً ميدانياً حول أسعار السلع الأساسية، قدمت فيه صورة صادمة عن أوضاع السوق والمعيشة في إيران، ووصفت الوضع بعبارة: «فيض اضطراب الاقتصاد الكلي على الاقتصاد الجزئي يسحق معيشة الناس، ويبدو أن الأجهزة التنفيذية لا تمتلك الإرادة أو القدرة على السيطرة على الأوضاع».

وبحسب ما أوردته الصحيفة المقربة من المكتب السياسي للحرس الثوري الإيراني، لم يعد أحد يعرف السعر الحقيقي للخبز في إيران، إذ كتبت: «الخبز، باعتباره القوت الأساسي للمجتمع الذي كان من المفترض أن يُعرض بسعر منظم، لم يعد أحد يعلم كم يبلغ سعره الفعلي، فقد أصبحت الأسعار تختلف ليس فقط من مدينة إلى أخرى أو من حي إلى آخر، بل حتى من زقاق إلى زقاق، وللحصول على رغيف “سنكك” (نوع من أنواع الخبز) واحد ينبغي دفع 40 ألف تومان».

وأضافت الصحيفة: «في غياب الرقابة الفاعلة وشفافية المعلومات والتخطيط الواضح، تُرك السوق فعلياً لحاله. المسؤولون يتحدثون عن الاستقرار والتقارير الرسمية تزعم السيطرة على الأسعار، لكن ما يلمسه المواطنون في حياتهم اليومية مختلف تماماً، ويمكن وصفه بالتضخم الخفي، وغلاء الأسعار الزاحف، وتزايد انعدام الثقة».

ووفقاً لتقرير الصحيفة، فإن الفجوة بين الأسعار الرسمية والأسعار الفعلية في السوق، ولا سيما في السلع الأساسية، باتت خطيرة للغاية. وأشارت “جوان” إلى أن أسعار البقوليات ارتفعت بشكل لافت: «العدس (900 غرام) بـ198 ألف تومان، فاصوليا بيضاء بـ325 ألف تومان، وفاصوليا حمراء (الكيلوغرام) بـ470 ألف تومان»، في حين وصلت أسعار لحوم الأغنام إلى «حدود تتراوح بين نصف مليون ومليون تومان للكيلوغرام الواحد».

ولم يقتصر ارتفاع الأسعار على اللحوم والبقوليات، بل امتد إلى منتجات الألبان والفواكه وحتى التوابل. وقالت الصحيفة: «حليب كامل الدسم (946 ميليلتراً) بـ54 ألفاً و900 تومان، لبن مصفى (1000 غرام) بـ165 ألف تومان، جبن غنم (الكيلوغرام) بـ525 ألف تومان، معجون طماطم (800 غرام) بـ84 ألفاً و900 تومان، وفلفل أسود مطحون (الكيلوغرام) بـ910 آلاف تومان»، وهي أرقام تظهر أن الضغط التضخمي اخترق كل مستويات سلة الاستهلاك الأسرية.

وفي تحليلها، شددت الصحيفة على أن المشكلة الأساسية لا تكمن في مستوى المنتجين، بل في ضعف الإدارة وفشل الرقابة. وكتبت: «المنتجون والمزارعون يواجهون بأنفسهم ارتفاع أسعار المواد الأولية وتكاليف العمالة ومشكلات النقل والتقلبات المستمرة في أسعار الصرف، بالتالي فهم ليسوا سبب الغلاء، بل سوء إدارة نظام التوزيع وضعف الرقابة على الأسواق جعلا المستهلك يتحمل العبء الأكبر».

وفي ختام تقريرها، ذكرت جوان بعض الحلول الممكنة مثل «دعم الإنتاج المحلي وضبط الأسعار وتعزيز الشفافية في سلسلة الإمداد ومكافحة الوساطة غير القانونية»، مؤكدة أن غياب الإجراءات الجادة من جانب الحكومة سيجعل الأزمة المعيشية أكثر عمقاً وخطورة في المستقبل.

 

(سعر الدولار في إيران: حدود 117.000 تومان)

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرة − ثمانية =

زر الذهاب إلى الأعلى