معارضة مشتركة لروسيا والصين وإيران ضد خطط ترامب لاستعادة قاعدة باغرام في أفغانستان

أعلنت كل من روسيا والصين وإيران معارضتها لقرار ترامب باستعادة قاعدة باغرام الجوية الواقعة شرق كابول، متخذة بذلك موقفاً منسجماً مع حركة طالبان.

ميدل ايست نيوز: بعد إعلان دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، عن سعي إدارته لاستعادة قاعدة باغرام الجوية الواقعة شرق كابول، أعلنت كل من روسيا والصين وإيران معارضتها لهذا القرار متخذة بذلك موقفاً منسجماً مع حركة طالبان.

ووصفت هذه الدول الثلاث، التي أقامت منذ انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان علاقات وثيقة مع حركة طالبان، أي تحرك أمريكي لاستعادة قاعدة باغرام بأنه انتهاك للسيادة وتعد واضح، وأكدت في مواقف متطابقة دعمها لاستقلال أفغانستان وسيادتها الوطنية.

وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، يوم الخميس 2 أكتوبر، خلال مؤتمر صحفي في موسكو، إن تهديد ترامب بوقوع «أحداث سيئة» في حال عدم تسليم قاعدة باغرام، يعكس تجاهلاً لإرادة الشعب الأفغاني، مضيفة: «واشنطن تدرك جيداً أن الشعب الأفغاني، الذي نال حريته بعد نضال ضد قوات حلف الناتو، لن يضحي بسيادته الوطنية تحت وطأة التهديدات».

وأضافت زاخاروفا أن الولايات المتحدة كانت قد انسحبت من أفغانستان عام 2021 في عهد إدارة بايدن، لكنها تسعى الآن إلى استعادة وجودها العسكري هناك بصيغة جديدة.

ووصفت زاخاروفا قاعدة باغرام بأنها «أصل ثمين» بالنسبة لواشنطن التي تسعى لاستعادتها من جديد.

من جانبه، اعتبر علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، في مقابلة تلفزيونية، موقف طالبان الرافض لطلب ترامب بالعودة إلى باغرام «رداً حاسماً»، وقال إن «سياسة الغطرسة الأمريكية في المنطقة لم تعد مجدية، وستكون مكلفة لها».

وأشار لاريجاني إلى تصريح وزير خارجية طالبان الذي أكد بوضوح أن الحركة «لن تسلم شبراً واحداً من أرض أفغانستان للولايات المتحدة».

وفي السياق نفسه، أكد المبعوث الصيني الخاص لشؤون أفغانستان، خلال اجتماع عقد الأسبوع الماضي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بمشاركة ممثلين عن إيران وباكستان وروسيا، على «احترام سيادة أفغانستان واستقلالها ووحدة أراضيها»، معلناً معارضة بلاده إقامة قواعد عسكرية من قبل «الدول التي تتحمل مسؤولية الوضع الراهن في أفغانستان».

كما كانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية قد أكدت في وقت سابق، رداً على موقف ترامب بشأن استعادة باغرام، أن الصين «تعارض بشدة أي محاولة من الدول المتورطة في الأزمة الأفغانية لإنشاء قواعد عسكرية في أفغانستان أو في المنطقة»، مضيفة أن «حركة طالبان بصفتها الحاكمة في أفغانستان هي التي تقرر بشأن باغرام وغيرها من القضايا المتعلقة بالبلاد، والصين تحترم هذا القرار».

وفي حين تتباين الآراء بين المسؤولين والخبراء الأمريكيين بشأن أهمية استعادة قاعدة باغرام، شددت حركة طالبان على رفضها لأي تحرك أمريكي في هذا الاتجاه. ففي أول رد رسمي، أصدر ذبيح الله مجاهد بياناً أكد فيه أن باغرام جزء من أراضي أفغانستان، وأن طالبان «لن تتنازل عن سيادتها الوطنية تحت أي ضغط أو تهديد».

كما كان تاجمير جواد، نائب رئيس جهاز الاستخبارات في حكومة طالبان، قد قال في خطاب ألقاه في كابول، إنه «إذا هاجمت أمريكا أفغانستان، فسيرد بربط قنبلة بجسده وتنفيذ هجوم انتحاري».

في الوقت نفسه، أفادت تقارير إعلامية بأن حركة طالبان بدأت بإخلاء منازل القرى المحيطة بقاعدة باغرام. ووفقاً لتلك التقارير، التي لم تؤكدها بعد مصادر رسمية، منحت الحركة سكان القرى المحيطة مهلة شهر واحد لإخلاء منازلهم.

ورغم عدم صدور أي مؤشرات حتى الآن على تحرك عسكري أمريكي لاستعادة القاعدة، فإن عدداً من الخبراء الأمريكيين يؤكدون أهمية استعادة باغرام ويدعمون موقف ترامب بهذا الشأن.

وكتب لوك كافي، الباحث البارز في مركز هدسون للأبحاث، في مقال نشرته مجلة “ذا هيل” أن قاعدة باغرام تمثل أهمية استراتيجية كبيرة للولايات المتحدة، موضحاً أن «نحو 75 في المئة من احتياطيات المعادن النادرة، و70 في المئة من الاحتياطيات المؤكدة من النفط، و65 في المئة من الاحتياطيات المؤكدة من الغاز الطبيعي تقع ضمن نطاق طيران مدته ثماني ساعات من باغرام».

وأضاف كافي أنه رغم عدم توقع عودة القوات الأمريكية قريباً، فإن التاريخ يثبت أن «أحداً لم يكن يتوقع التدخل عام 2001، وإذا اقتضت الظروف أن تتدخل أميركا مجدداً، فإن امتلاك قاعدة برية سيكون ذا قيمة استراتيجية كبيرة».

اقرأ المزيد

ترامب: إذا لم تُعد أفغانستان قاعدة “باغرام” لأميركا فإن أمورا سيئة ستحدث

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة عشر − 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى