عراقجي: الترويكا الأوروبية فقدت صلاحياتها في التفاوض المباشر مع إيران
قال وزير الخارجية الإيراني إن الترويكا الأوروبية ظنت أنها تملك أداة ضغط جديدة، وأنها تستطيع الضغط على إيران بالتهديد بتطبيقها.

ميدل ايست نيوز: قال وزير الخارجية الإيراني “عباس عراقجي” إن الترويكا الأوروبية ( بریطانیا وألمانيا وفرنسا) ظنت أنها تملك أداة ضغط جديدة، وأنها تستطيع الضغط على إيران بالتهديد بتطبيقها. لكن بعد أن استخدمتها، رأت النتيجة؛ لم يطرأ أي تغيير على الوضع، ولم تحل أي مشكلة؛ إنجازها الوحيد كان إضعاف المسار الدبلوماسي.
والتقى وزير الخارجية “عباس عراقجي” اليوم الأحد، السفراء والقائمين بالأعمال ورؤساء الممثلیات والبعثات الدبلوماسية الأجنبية والدولية المقيمين في طهران، وشرح أبرز مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية لممثلي الدول الأجنبية المقيمين في طهران.
کما شرح “عراقجي” في كلمته، الإجراءات الأخيرة لوفد وزارة الخارجية في نيويورك وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتطرق إلى التطورات المتعلقة بالملف النووي وقضية “سناب باك”.
وقال “عراقجي” للصحفيين ردا على سؤال عن تعاون إيران مع الترويكا الأوروبية بعد تفعيل آلية الزناد وذلك بعد إلقاء كلمته أمام السفراء والقائمين بالأعمال ورؤساء البعثات الدبلوماسية الأجنبية والدولية المقيمين في طهران: قال: أعتقد أننا وصلنا اليوم إلى تجربة مؤكدة مفادها أنه لا حل سوى الحل الدبلوماسي و إجراء المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وقد تم اختبار هذه الحقيقة وتأكيدها مرات عديدة في السنوات الأخيرة. لقد هددوا إيران بهجوم عسكري مرات عديدة، بل جربوه في بعض الأحيان، لكنهم أدركوا أن القضية الإيرانية لا يمكن حلها بالعمل العسكري.
وأضاف عراقجي: ينطبق الوضع نفسه على آلية “سناب باك” وقد هدد الأوروبيون مرارا وتكرارا بتفعيلها. ولطالما كان ردنا هو أنه كما أن الهجوم العسكري لم یكن الحل النهائي للقضية النووية الإيرانية، فإن تفعيل آلية “سناب باك” لن يُحقق ذلك. وإن هذا الإجراء لا يساعد في حل القضية فحسب، بل ويجعل العملية الدبلوماسية أكثر صعوبة وتعقيدا.
وأضاف وزير الخارجية: بالطبع، الدبلوماسية لا تنتهي؛ فهي موجودة دائما. لكن السؤال هو في أي ظروف، ومع أي أطراف، وعلى أي أساس من التوازن ستستمر؟
وتابع قائلا: إن الوضع مختلف تماما الآن عما كان عليه في الماضي. لقد أضعفت الدول الأوروبية الثلاث دورها في العملية الدبلوماسية بشكل واضح، وفقدت إلى حد كبير مبرر التفاوض معها وفي أي حل مستقبلي سيرتكز على التفاوض، فإن دور أوروبا سيكون أضعف بكثير مما كان عليه في الماضي.
لم تُناقش أي قضية أخرى غير القضية النووية خلال تبادل الرسائل مع الولايات المتحدة
و قال وزير الخارجية ردا على سؤال حول الشروط الأربعة التي وضعتها الولايات المتحدة للمفاوضات مع إيران،: لم يعلن لنا رسميا أي من الشروط التي طُرحت في بعض وسائل الإعلام، ويزعم أن الطرف الآخر قد وضع هذه الشروط.
وأضاف: في الأشهر الأخيرة، اقتصرت مفاوضاتنا مع الأمريكيين، والتي كانت غير مباشرة وعبر رسائل ووسطاء، على القضية النووية فقط؛ ولم يتم مناقشة أو التفاوض على أي قضية أخرى غير القضية النووية في هذه التبادلات.
وأضاف: كانت مقترحات إيران واضحة تماما في هذه التبادلات الدبلوماسية، ونحن نعتقد أنه لو تم الالتفات إلى هذه المقترحات ولم يتم تضييع أو تقييد فرصة الدبلوماسية بهذه الطريقة، فإن التوصل إلى حل تفاوضي ودبلوماسي لم يكن بعيد المنال.
وقال عراقجي: لا يزال هذا ممكنا الآن، إذا دخل الطرف الآخر في حوار بحسن نية وإذا كان هدفه هو ضمان المصالح المشتركة للطرفين، لكن الفرق الجوهري بين الوضع الراهن والماضي هو أن قضية جديدة أُضيفت إلى المعادلة؛ وهو الإجراء نفسه الذي اتُخذ في مجلس الأمن، وهذا الإجراء سيجعل عملية التفاوض أكثر صعوبة وتعقيدا في المستقبل.
وأكد وزير الخارجية: ستواصل وزارة الخارجية جهودها لدفع الدبلوماسية إلى الأمام ونؤمن بأن دور الدبلوماسية لا يمكن أبدا إلغاؤه أو تجاهله وسنواصل هذا المسار، ولكن يجب أن نضع في اعتبارنا أن الوضع قد تغير بعد العدوان العسكري الأخير، وبعد تحرك الدول الأوروبية الثلاث لتفعيل آلية “سناب باك”. ونتيجة لذلك، فإن المفاوضات المستقبلية لن تكون كما كانت في الماضي.
اتفاقية القاهرة لم تعد أساسا لتعاوننا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
وقال عراقجي ردا على سؤال حول مصير اتفاقية إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية: وقعنا اتفاقية مع الوكالة بشأن شكل جديد من التعاون بين إيران والوكالة. وكان سبب هذا الإجراء واضحا تماما؛ولم يعد من الممكن مواصلة التعاون مع الوكالة بالشكل السابق بالنظر إلی التغيرات الميدانية الأخيرة، وخاصة العدوان على المنشآت النووية الإيرانية.
وأضاف: كان من الضروري تحديد إطار عمل جديد للتعاون بالنظر إلی التهديدات الأمنية ومخاوف السلامة واعتبارات الحماية التي نشأت بشكل طبيعي بعد ذلك العدوان، فقد وافقت الوكالة على هذا الأمر أيضا، وعقدت عدة جولات من المفاوضات بين الطرفين حتى وصلنا أخيرا إلى نتيجة في القاهرة ووقعنا على الاتفاقية.
وأكد وزير الخارجية: مع ذلك، في ظل الظروف الراهنة، لم يعد اتفاق القاهرة أساسا لتعاوننا مع الوكالة. وسيتم الإعلان قريبا عن قرار إيران الجديد بشأن كيفية مواصلة التعاون مع الوكالة وكما أكدتُ بعد توقيع اتفاق القاهرة، فإن تفعيل آلية “سناب باك” غير كل الظروف كما غير العدوان العسكري الأخیر الوضع ، فإننا الآن نواجه ظروفا جديدة. لذلك، لا بد من اتخاذ قرارات جديدة، وأعتقد أن اتفاق القاهرة لم يعد فعالا ولا ملائما ومناسبا للوضع الراهن.
وتابع قائلا: إن إيران اتخذت كل الخطوات اللازمة لإثبات الطابع السلمي لبرنامجها النووي، ولإثبات حسن نیتها في التوصل إلى حل تفاوضي ومتفق عليه يراعي مصالحها ويبني الثقة.
وأضاف: لقد تعاونّا مع الوكالة، وأجرينا محادثات ومشاورات دبلوماسية وقدمنا مقترحات بناءة وعادلة ومتوازنة تماما والآن، لم يعد لدى الدول الغربية أي عذرلاتهام إيران،ولا تستطيع هذه الدول أن تزعم أن إيران تجنبت المفاوضات ولم تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وليس لديها سبب وجيه لتفعيل سياسة “سناب باك”.
نحن مستعدون لأي حل من شأنه بناء الثقة
قال عراقجي: لم يكن هناك مبرر لهجوم عسكري على إيران، بينما كنا منخرطين في المفاوضات والیوم، تجلّت حقانیة إيران بشكل كامل، وكُشفت مواقفها المشروعة والمبررة لجميع الدول.
واستطرد قائلا : اليوم، في اجتماعٍ مع السفراء الأجانب المقيمين في طهران، شرحت بالتفصيل كيف أظهرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسن نواياها عمليا، وأثبتت أنها لا تسعى إلى تأجيج التوتر أو الصراع أو صنع الأسلحة النووية، بل تسعى فقط إلى إحقاق حقوقها ولن تتنازل عنها.
وأكد وزير الخارجية: نحن مستعدون لأي حل من شأنه بناء الثقة.
وقال عراقجي: لقد أدانت أكثر من 120 دولة في العالم، و جميع المنظمات الدولية تقريبا، الاعتداءات العسكرية على إيران، ودعمتها وأعلنت تضامنها معها. لأن إيران كانت لاعبا حكيما ومعقولا في مجال العلاقات الدولية، وكانت منخرطة في المفاوضات عندما وقع الهجوم، والآن أثبتت إيران مجددا أنها طرف حكيم وعاقل وذكي في مجال العلاقات الدولية، وأنها لا تتنازل عن حقوقها، بل مستعدة لأي حل يضمن مصالح الطرفين ويبني الثقة في البرنامج النووي السلمي الإيراني.
إيران لقد سعت إلى التوصل إلى حل تفاوضي عادل ومتوازن
وقال وزير الخارجية فيما يتعلق باجتماع اليوم مع السفراء والقائمين بالأعمال ورؤساء الممثلیات الدبلوماسية الأجنبية والدولية المقيمين في طهران: يجب تقديم توضيحات حول آثار وتداعیات القرار المتخذ حتى يكون الجميع على دراية بالظروف التي خلقتها الدول الغربية في مجلس الأمن والمخاطر التي قد تنشأ نتيجة لذلك، بما في ذلك المشاكل القانونية والسياسية التي ستنشأ نتيجة لهذا القرار.
وأضاف أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لقد سعت إلى التوصل إلى حل تفاوضي عادل ومتوازن، لكن الدول الغربية هي التي ردت سلبا على هذه الجهود بسبب طلباتها وأطماعها ومطالبها غير المعقولة.