لماذا نقلت الولايات المتحدة أكثر من 30 طائرة تزويد بالوقود إلى الشرق الأوسط؟

يمثل نشر طائرات التزويد بالوقود في الشرق الأوسط وجود أهداف أمريكية تتصل بالدفاع عن إسرائيل واحتواء إيران والحفاظ على الهيمنة في المنطقة.

ميدل ايست نيوز: تكشف بيانات تتبع الرحلات في 30 سبتمبر 2025 أن أكثر من 30 طائرة تزود بالوقود من طراز KC-135 Stratotanker وKC-46 Pegasus حلقت من قواعد أمريكية في بريطانيا وإسبانيا وإيطاليا نحو قاعدة العديد في قطر، مقر القيادة المركزية الأمريكية. وقال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغست في 16 يونيو 2025: «نرسل قدرات إضافية إلى قيادة المنطقة المركزية لتعزيز الجاهزية الدفاعية».

وقالت وكالة خبر أونلاين إن العديد من التحليلات برزت عقب هذا الإجراء. فقد رأى البعض أن هذه التحركات عملية اعتيادية وروتينية لنقل معدات عسكرية أمريكية في المنطقة. بينما يربط آخرون التشكيل العسكري الجديد بتصعيد التهديد ضد إيران، ويرى فريق ثالث أنه يأتي في سياق المنافسة مع الصين ويهدف إلى استعادة مواقع استراتيجية مثل قاعدة باغرام في أفغانستان.

وفي وقت سابق، حذر رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في 3 سبتمبر 2025 من أن «مخزون اليورانيوم المخصب الإيراني بلغ 9000 كيلوجرام، أي 45 ضعف الحد المنصوص عليه في الاتفاق النووي». وقد أدّى هذا التحذير إلى تصاعد التوترات، ويقول بعض المحللّين إن مخزون اليورانيوم عالي التخصيب في إيران قد يصبح هدفاً لعمليات هجومية محتملة مستقبلية من الولايات المتحدة أو إسرائيل.

بناءً على ذلك، يُنظر إلى وجود طائرات التزويد بالوقود التي نُقلت إلى الشرق الأوسط في أواخر سبتمبر وبدايات أكتوبر 2025 على أنه استجابة مباشرة لتفاقم التوترات بعد «حرب 12 يوماً» في يونيو، عندما استهدفت إسرائيل والولايات المتحدة منشآت نووية إيرانية.

وفي هذا الإطار، يقدّر معهد بروكينغز أن التركيز على قطر يهدف إلى «احتواء إيران».

مع ذلك، يحذّر محلّلون من أن غياب حلّ دبلوماسي قد يدفع الأهداف إلى مسار «حرب بالوكالة». مثل هذه الأهداف تجعل الولايات المتحدة بمثابة الحارس الإقليمي لكنها ترفع كذلك احتمال مواجهة مباشرة.

ومن ناحية أخرى، فإن الاحتواء الموجّه لبرنامج إيران النووي يفتح خيارات هجومية تستهدف منشآتها النووية. طائرات التزويد بالوقود تمكّن قاذفات مثل B-2 وF-22 من حمل قنابل اختراق التحصينات من طراز GBU-57 (قنبلة اختراق وزنها 30 ألف رطل) ـ وهي سلاح يمكن لقاذفات B-2 حمله، وقد أكّد دونالد ترامب في 18 سبتمبر 2025: «نحن مستعدون لتحييد التهديد النووي الإيراني».

عموماً، صمّم هذا الخيار بعد بلوغ إيران مستوى تخصيب يصل إلى 60% بهدف ما يُوصف بـ«ضربة استباقية»، إذ ضمنت طائرات التزويد نطاق عمليات يمتد إلى منشأة فوردو.

يأتي ذلك في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة من خلال هذا الانتشار العسكري إلى الحفاظ على هيمنتها في مواجهة منافسيها، وخصوصاً روسيا والصين. فقاعدتا باغرام في أفغانستان (التي دعا دونالد ترامب إلى استعادتها) والعديد في قطر تمنحان واشنطن قدرة استراتيجية على الوصول إلى منطقة أوراسيا. وفي المقابل، ومع تزايد نفوذ روسيا نتيجة دعمها لإيران، فإن نقل طائرات التزود بالوقود يمكن أن يُستخدم أيضاً كأداة لاحتواء الدول المتحالفة مع موسكو.

بالنسبة إلى الصين، يمثل انتشار هذا النوع من الطائرات تهديداً لمبادرة الحزام والطريق، إذ إن توسيع الوجود العسكري الأمريكي واحتمال تصاعد التوترات لا يهددان المصالح الاقتصادية الصينية فحسب، بل يمكن أن يعرقل أيضاً توسيع نفوذ بكين الإقليمي.

مهما كانت دوافع تغيير التشكيل العسكري في منطقة الشرق الأوسط، فإن التحرك يعيد الولايات المتحدة إلى مركز الاهتمام العالمي، على الرغم من أن رؤساء أمريكيين متعاقبين سبق وأن أعلنوا رغبتهم في تقليص هذا الدور. هذه الخطوة تزيد من مخاطر «حرب باردة» جديدة، وتدفع التحليلات الاستراتيجية إلى التأكيد على أن نقل هذه القوات يفاقم التوترات الإقليمية.

خلاصة القول، يمثل نشر طائرات التزويد بالوقود في الشرق الأوسط عن وجود أهداف أمريكية تتصل بالدفاع عن إسرائيل واحتواء إيران والحفاظ على الهيمنة في المنطقة.

اقرأ المزيد

معارضة مشتركة لروسيا والصين وإيران ضد خطط ترامب لاستعادة قاعدة باغرام في أفغانستان

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

18 + 19 =

زر الذهاب إلى الأعلى