صحيفة إيرانية: بحيرة أرومية ضحية “هوس زراعة التفاح والبرتقال”
حذّرت صحيفة فرهیختكان الإيرانية من أن زيادة زراعة المحاصيل كثيفة الاستهلاك للمياه مثل التفاح والبرتقال في المحافظات المعرضة لأزمة الجفاف قد تؤدي إلى انخفاض مستويات المياه الجوفية وتفاقم أزمة المياه.

ميدل ايست نيوز: حذّرت صحيفة فرهیختكان الإيرانية من أن زيادة زراعة المحاصيل كثيفة الاستهلاك للمياه، مثل التفاح والبرتقال في محافظة أذربيجان، خاصة في المناطق المجاورة لبحيرة أورمية، قد تؤدي إلى انخفاض مستويات المياه الجوفية وتفاقم أزمة المياه. وأكد الخبراء أن استمرار السياسات الزراعية الحالية في إيران دون تعديل قد يؤدي إلى وقوع كارثة بيئية.
تحتل إيران رغم أنها دولة محدودة الموارد المائية المرتبة الرابعة عالمياً في إنتاج التفاح، وهو ما يثير مخاوف جدية بشأن استدامة الزراعة وأزمة المياه في البلاد. وفي تقرير بعنوان «هوس التفاح جفّف بحيرة أورمية»، تناولت الصحيفة قضية تغيير نمط زراعة البساتين في محافظة أذربيجان وأبعاد كارثة بيئية محتملة.
وفي حفل افتتاح العام الزراعي الجديد، قال قائم بناه، نائب الرئيس الإيراني في الشؤون التنفيذية: «تشير التقديرات إلى أن قطاع الزراعة يستهلك 70 إلى 90% من إجمالي المياه، فيما يستهلك القطاع المنزلي 7 إلى 9% والصناعي حوالي 6%. على سبيل المثال، تستهلك ثلاث محافظات فقط، وهي خوزستان وفارس وطهران، نحو 35% من المياه الزراعية في البلاد، كما أن إنتاج كيلوغرام واحد من القمح يحتاج إلى 1500 لتر من المياه، أي بزيادة 34 بالمئة عن المتوسط العالمي».
وأوضحت الصحيفة أن زيادة إنتاج التفاح والبرتقال، وهما محاصيل ذات احتياجات مائية عالية، في محافظات تعاني من محدودية الموارد المائية، يمثل إنذاراً خطيراً لاستدامة الزراعة. وتشير الإحصاءات إلى أن إنتاج التفاح في إيران تضاعف تقريباً خلال 17 عاماً ووصل إلى 4 ملايين و412 ألف طن في عام 2024.
وتستحوذ محافظتا أذربيجان الغربية والشرقية على أكثر من 47 بالمئة من إنتاج التفاح في البلاد، ما يزيد الضغط على الموارد المائية المجاورة لبحيرة أورمية التي أصابها الجفاف بشكل شبه كامل.
كما استعرضت الصحيفة تطور إنتاج باقي المحاصيل البستانية: تضاعف إنتاج البرتقال خلال 16 عاماً ليصل إلى 3.8 ملايين طن، وزاد إنتاج العنب بأكثر من 85 بالمئة ليصل إلى أكثر من 3.6 ملايين طن في عام 2024، فيما تضاعف إنتاج التمر تقريباً ليصل إلى 1.97 مليون طن. وارتفع إنتاج اللوز بنسبة 46 بالمئة ليبلغ 173 ألف طن في عام 2024، وهو محصول مقاوم للجفاف ومناسب للمناطق محدودة المياه.
وأكدت الصحيفة أن النمو المفرط للمحاصيل كثيفة الاستهلاك للمياه، مثل التفاح والبرتقال في المناطق محدودة الموارد المائية، قد يؤدي إلى انخفاض المياه الجوفية وتفاقم أزمة المياه. ومن هنا، فإن تطوير زراعة المحاصيل المقاومة للجفاف، مثل اللوز، يساهم في تقليل الضغط على الموارد المائية والحفاظ على استدامة الزراعة في إيران.
واختتمت فرهیختكان تقريرها بالقول: «الدولة التي تواجه جدولاً صارماً للمياه ليست المكان الأنسب لزراعة المحاصيل كثيفة الاستهلاك مثل التفاح والبرتقال. الاستخدام الأمثل لتقنيات الري الحديثة واختيار أصناف مقاومة للجفاف ضروري لضمان إنتاج مستدام والحفاظ على الموارد المائية».



