إيران.. الإحصائيات تظهر تراجع عدد العاطلين والعاملين على حد سواء
أظهر تقرير جديد صادر عن مركز الإحصاء الإيراني حول أوضاع سوق العمل الإيراني في صيف العام الجاري (2025) تراجعًا في معدلات التوظيف وعدد العاملين.

ميدل ايست نيوز: أظهر تقرير جديد صادر عن مركز الإحصاء الإيراني حول أوضاع سوق العمل الإيراني في صيف العام الجاري (2025) تراجعًا في معدلات التوظيف وعدد العاملين، إلى جانب انخفاض في مستوى تفاؤل المواطنين بإيجاد فرص عمل مقارنة بصيف العام الماضي. كما كشف التقرير أن سوق العمل الإيراني تلقى ضربة قوية على صعيد توظيف النساء.
وبحسب التقرير، فقد ارتفع عدد السكان في سن العمل خلال العام الماضي بأكثر من 800 ألف شخص، ليصل إلى أكثر من 66 مليون نسمة. ومع ذلك، انخفض إجمالي عدد العاملين بنحو 200 ألف شخص خلال الفترة نفسها، لكن هذا التراجع لم يكن متساويًا بين الرجال والنساء.
وفقًا لتقديرات مركز الإحصاء الإيراني، ارتفع عدد السكان الذين تزيد أعمارهم على 15 عامًا في صيف 2025 بنحو 805 آلاف شخص مقارنة بصيف 2024، كما زاد عدد الرجال العاملين بـ122 ألف شخص، وارتفع عدد غير النشطين اقتصاديًا بمقدار مليون و42 ألف شخص. في المقابل، تراجع عدد النساء العاملات بمقدار 293 ألف شخص، وانخفض عدد العاطلين عن العمل (الباحثين عن عمل) بنحو 66 ألفًا.
وتشير بيانات مركز الإحصاء إلى أن عدد النساء العاملات انخفض بنحو 300 ألف خلال عام واحد، في حين ازداد عدد الرجال العاملين بنحو 122 ألفًا، وهو ما يعكس اتساع الفجوة بين الجنسين في سوق العمل الإيراني.
ففي حين يعمل 64 بالمئة من الرجال الذين تتجاوز أعمارهم 15 عامًا (أي ما يعادل نحو ثلثيهم)، فإن نسبة النساء العاملات لا تتجاوز 11.5 بالمئة، أي أن واحدة فقط من كل تسع نساء في هذه الفئة العمرية كانت تعمل خلال صيف هذا العام.
ورغم زيادة عدد السكان وتراجع عدد العاملين، فإن مركز الإحصاء أعلن أن معدل البطالة الرسمي في صيف 2025 بلغ 7.4 بالمئة، أي أقل بعُشر نقطة مئوية من صيف العام الماضي.
ويعود هذا التناقض إلى طبيعة تعريف البطالة في الإحصاءات الرسمية، إذ يُعتبر «عاطلاً عن العمل» فقط من يبحث عن وظيفة بشكل نشط. أما بقية السكان ممن تزيد أعمارهم على 15 عامًا — بمن فيهم الطلاب والمتقاعدون ومن فقدوا الأمل في العثور على عمل — فيُصنَّفون ضمن «السكان غير النشطين اقتصاديًا».
وبناء على ذلك، ورغم الزيادة السكانية بمقدار 800 ألف شخص وتراجع عدد العاملين بنحو 200 ألف، فإن عدد العاطلين عن العمل (الباحثين عن عمل) انخفض بمقدار 66 ألف شخص مقارنة بصيف العام الماضي.
ويُظهر التقرير أنه في صيف 2024 بلغ عدد العاملين في إيران 25 مليونًا و129 ألف شخص، وعدد العاطلين عن العمل مليونين و46 ألفًا، فيما بلغ عدد غير النشطين اقتصاديًا 38 مليونًا و66 ألف شخص. أما في صيف 2025، فقد تراجع عدد العاملين إلى 24 مليونًا و958 ألفًا، وانخفض عدد العاطلين إلى مليون و981 ألفًا، في حين ارتفع عدد غير النشطين إلى 39 مليونًا و108 آلاف شخص.
ويعني ذلك أن أكثر من 39 مليون شخص من بين 66 مليون إيراني فوق سن الخامسة عشرة لا يشاركون في سوق العمل، وبالتالي لا يدخلون في حسابات معدل البطالة الرسمي.
مؤشرات إضافية على الركود الاقتصادي
يتضمن التقرير الفصلي لمركز الإحصاء حول سوق العمل مؤشرات إضافية على ركود اقتصادي واضح في إيران. فإلى جانب انخفاض عدد العاملين رغم زيادة عدد السكان، تراجع أيضًا عدد العاملين بدوام كامل.
فقد انخفض عدد الأشخاص الذين يعملون 44 ساعة أسبوعيًا أو أكثر بمقدار مليوني شخص مقارنة بصيف العام الماضي، ليصل إلى 16.2 مليون عامل.
كما أشار التقرير إلى أن أكبر انخفاض في فرص العمل سُجّل في القطاع الصناعي، الذي فقد 230 ألف وظيفة مقارنة بصيف العام الماضي.
ويُرجّح أن يكون لتداعيات الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، إضافة إلى الانقطاعات المتكررة في الكهرباء والمياه التي تواجهها المصانع، دور في تراجع التوظيف الصناعي.
وكان مركز الإحصاء قد قدّر في وقت سابق أن معدل النمو الاقتصادي لإيران خلال ربيع هذا العام كان سلبيًا لأول مرة منذ أكثر من أربع سنوات، ويُظهر تحليل أوضاع سوق العمل أن هذا الركود ربما استمر أيضًا خلال فصل الصيف.