الصحافة الإيرانية: هل يصمد اتفاق حماس وإسرائيل؟

يبدو أن احتفالات ترامب بفوزه بإنهاء حرب دموية استمرت عامين بعد ثمانية أشهر وأسبوعين من ولايته الثانية قد تكون مبكرة بعض الشيء.

ميدل ايست نيوز: يتحدث دونالد ترامب منذ أيام عن جهوده الحثيثة لجمع حماس وإسرائيل على طاولة التفاوض لإنهاء الحرب، لكن يبقى السؤال هل سيكون هذا السلام مستداماً؟ وهل سيقبل المتشددون الإسرائيليون بهذا النوع من المصالحة؟ وهل ستوافق حماس فعلاً على هذه الهدنة؟

ونشرت صحيفة الغارديان تحليلاً أكدت فيه أن اتفاق السلام أو حتى الهدنة الدائمة بين حماس وإسرائيل يمكن أن تكون أكبر إنجاز سياسي لترامب خلال فترة ولايته الثانية، التي اقتربت من تسعة أشهر، إلا أن تفاصيل الاتفاق بين الطرفين بعد عامين من حرب مستمرة لا تزال غامضة.

وأكدت الغارديان أن هناك العديد من النقاط الخلافية بين الطرفين، أبرزها مستقبل حماس وما إذا كانت ستُجرد من أسلحتها وهل ستقبل إسرائيل برسم مستقبل لغزة وفلسطين وفق رغبة الفلسطينيين في إقامة دولة فلسطينية، وغيرها من التوترات التي قد تؤدي إلى صراع جديد، ولو محدود.

التوترات داخل إسرائيل

وقال موقع آوش، إنه حتى داخل إسرائيل، تبقى التوترات قائمة. فالمتشددون مثل بيتساليل سموتريتش وإيتمار بن غفير، وزيري المالية والأمن الوطني في حكومة بنيامين نتنياهو، الذين لا يرضون بأي شيء سوى القضاء على حماس والفلسطينيين، لم يوافقوا على الاتفاق داخل الحكومة يوم الخميس رغم الضغوط الأمريكية من ترامب، ولا يزال موقفهم غير واضح خاصة بعد تحذير بن غفير لنتنياهو من أن حزبهم سيطيح بالحكومة إذا لم تُلغى سلطة حماس في غزة.

خطر انهيار الاتفاق في المرحلة الأولى

يتضمن الاتفاق المعلن صباح الخميس بين حماس وإسرائيل نقطة غامضة أخرى، تتعلق بتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، خاصة أن إسرائيل تشدد على استلام جثث الأسرى القتلى، فيما قالت حماس إن ذلك صعب للغاية بسبب مقتل بعض عناصرها الذين كانوا على علم بمواقع الأسرى. السؤال الآن: إذا لم تتمكن حماس من تسليم كل الجثث، هل ستستأنف إسرائيل هجومها بعد استلام الأسرى الأحياء؟

ويرى آدم روزجن، محلل في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن حماس بتحقيق اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة قد خاضت مخاطرة كبيرة وفقدت جزءاً كبيراً من أوراق ضغطها على إسرائيل، دون أي ضمان لتحقيق جميع مطالبها.

منذ وقت طويل، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق جميع الأسرى مقابل انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة وإنهاء الحرب بشكل دائم، إلا أن الاتفاق المعلن صباح الخميس يضمن فقط أحد هذه المطالب الثلاثة، وهو إطلاق سراح الأسرى، دون أي ضمان لإنهاء الحرب أو انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل، حيث سيغادر الجنود الإسرائيليون في المرحلة الأولى جزءاً صغيراً من غزة فقط.

المخاطر والتحديات

يشير المحللون إلى أن هذه المصالحة الكبيرة تعكس ضعف حماس بعد حرب دامت عامين والضغوط الأخيرة من حلفائها مثل قطر وتركيا. وقال المحلل الفلسطيني إسماعيل منصور، إن حماس راهنت على نهاية الحرب، لكنها لم تكن أمامها خيارات أخرى.

ويضيف آدم روزجن في نيويورك تايمز أن الاتفاق يقتصر على تبادل الأسرى، فيما تظل قضايا مثل إدارة غزة بعد الحرب وتجريد حماس من السلاح غامضة. وربما تتمكن حماس في مفاوضات مستقبلية من الحصول على بعض الامتيازات، مثل الحق في الاحتفاظ بأسلحة محددة أو دور في غزة بعد الحرب، لكن لا شيء مؤكد بعد، خاصة مع تصريحات نتنياهو المتكررة بأن حماس يجب أن تُجرد من سلاحها قبل نهاية الحرب.

حماس تشتري الوقت لتعزيز قدراتها

ترى التحليلات الإسرائيلية أن موقف حماس هذا قد يؤدي إلى عودتها إلى القتال. وفي هذا السياق، كتب أوفر يسرائيللي في صحيفة يديعوت أحرونوت أن الاتفاق الجديد بين إسرائيل وحماس قد يحقق هدوءاً مؤقتاً وفوائد إقليمية قصيرة المدى، لكنه لا يضمن استمرار السلام، لأن البنود المعلنة لا تتضمن أي آليات قوية للتحقق أو ضمانات تنفيذ أو إعادة إعمار مشروطة. وبالتالي، هناك خطر أن يتحول هذا الاتفاق إلى فترة توقف قصيرة في الحرب، تمنح حماس فرصة لتعزيز قدراتها والاستعداد لجولة جديدة من القتال.

ختاماً، يبدو أن احتفالات ترامب بفوزه بإنهاء حرب دموية استمرت عامين بعد ثمانية أشهر وأسبوعين من ولايته الثانية قد تكون مبكرة بعض الشيء.

اقرأ المزيد

“هش ومعقد”… كيف علقت الصحف الإيرانية على وقف إطلاق النار في غزة؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى