الصحافة الإيرانية: “فريدريش ميرتس” أبرز شخصية ألمانية تتبنى نهجاً صارماً تجاه طهران
استمرار هذا الموقف الصارم لألمانيا في وقت تؤكد الأطراف الأوروبية والأمريكية إمكانية التفاوض مع إيران يجعل الطريق الدبلوماسي أكثر وعورة، ويُعرقل جهود التسوية السلمية مع طهران.

ميدل ايست نيوز: خلال الخمسة أشهر الأولى لتوليه منصب مستشار ألمانيا، اتسم فريدريش ميرتس بموقف صارم تجاه إيران. ورغم أن مواقفه المتشددة ضد طهران تعود إلى فترة أطول من هذه الأشهر الخمسة، إلا أن توليه أعلى منصب تنفيذي في ألمانيا جعله يقود حكومة تتبنى نهجاً أشد صرامة تجاه إيران مقارنة بأي وقت مضى.
وكتب موقع آوش في مقال، أن مراجعة موجزة لماضي ميرتس تظهر أن مواقفه الحالية تجاه طهران تنبع من رفضه التام للتفاوض مع إيران، معتبرًا مفاوضات مجموعة الثلاثي الأوروبي مع طهران غير مجدية. بينما كانت ألمانيا في عهد أنجيلا ميركل داعمة بلا منازع للمفاوضات مع إيران، معتقدة أن الدبلوماسية يمكن أن تحل القضايا الصعبة مثل الملف النووي الإيراني.
ميرتس لم يكتفِ بموقفه الرافض، بل استهدف أيضاً النقاط الحساسة في إيران، ويُعدّ من بين السياسيين الأوروبيين الذين يطالبون بإدراج الحرس الثوري الإيراني ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.
كيف بدأت القصة؟
اشتهر ميرتس لدى الرأي العام الإيراني بعد تدخله في قضية جمشيد شارمهد، زعيم الجماعة الإرهابية “تندر”، المسؤول عن انفجار حسينية سيد الشهداء في شيراز عام 2008. في يناير 2023، وفي وقت كان فيه السياسيون الأوروبيون يبدون دعمهم لحركة “المرأة-الحياة-الحرية”، قبل ميرتس تولي الكفالة السياسية لشارمهد، وطالب بزيارته في طهران، إلا أن الطلب قوبل بالرفض.
إعدام شارمهد بتهم الإفساد في الأرض والتمرد دفع ميرتس للمطالبة بإجراءات عملية ضد طهران، مثل طرد السفير الإيراني وتقليص مستوى العلاقات الدبلوماسية، وهو طلب لم يُقبل، لكنه وصف الإعدام لاحقاً بأنه “جريمة مروعة”.
بعد توليه منصب المستشار في مايو من هذا العام، أعلن ميرتس معارضته لمفاوضات إيران والولايات المتحدة، رغم توقع العديد من المحللين أن ألمانيا يمكن أن تلعب دوراً إيجابياً لدعم وتقدم المفاوضات.
أعمال قذرة
لم يكتفِ ميرتس بعدم دعم المفاوضات، بل أعلن دعمه لإسرائيل خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً، وقال: «هذا هو العمل القذر الذي تقوم به إسرائيل نيابة عنا جميعاً. كل ما يمكنني قوله أنني أكن احتراماً كبيراً للجيش الإسرائيلي وقيادته السياسية على شجاعتهم في القيام بهذا العمل».
هذا الموقف أثار انتقادات من أحزاب المعارضة الألمانية، بما في ذلك الحزب الاشتراكي الديمقراطي والأحزاب اليسارية والخضر وحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني.
كما دعم ميرتس الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، مكرراً دعمه لتل أبيب، وقال: «لا أرى سبباً لانتقاد الولايات المتحدة أو إسرائيل على الهجمات ضد إيران».
صارم أكثر من ترامب
اتسمت مواقفه المتشددة تجاه إيران إلى حد أن أحد أعضاء الوفد الفرنسي أثناء مفاوضات طهران مع أوروبا صرح: «حتى إذا وافقت الولايات المتحدة على تقدم المفاوضات، لا نعرف كيف سنتعامل مع ألمانيا!»
وأكد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول في أحدث تصريحاته استمرار هذا النهج المعادي لإيران، متهمًا الحوثيين بأنهم لا يهددون إسرائيل فقط، بل يعرّضون التجارة العالمية للخطر، واصفاً إياهم بـ«الذراع الإيراني في المنطقة»، وقال إن طهران تستخدمهم لزعزعة استقرار الشرق الأوسط.
استمرار هذا الموقف الصارم لألمانيا في وقت تؤكد الأطراف الأوروبية والأمريكية إمكانية التفاوض مع إيران رغم تفعيل آلية الزناد، يجعل الطريق الدبلوماسي أكثر وعورة، ويُعرقل جهود التسوية السلمية مع طهران.