صحيفة إيرانية: الأمن لا تضمنه الاتفاقات الورقية بل الصواريخ

انتقدت صحيفة كيهان الإيرانية بشدة حكومة الرئيس الأسبق حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، ووصفتهم بأنهم «جهلة في العلاقات الدولية».

ميدل ايست نيوز: انتقدت صحيفة كيهان الإيرانية بشدة حكومة الرئيس الأسبق حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، ووصفتهم بأنهم «جهلة في العلاقات الدولية». وأكدت الصحيفة في تقرير تحليلي بعنوان «العالم اليوم هو عالم الصواريخ» أن «الأمن لا تضمنه الاتفاقات الورقية بل الصواريخ»، مضيفة أن «الصاروخ من أجل الشعب، وليس ضد الشعب».

وفي تقريرها التحليلي دافعت كيهان المقربة من مكتب المرشد الأعلى الإيراني عن القدرات الصاروخية الإيرانية ووصفت القوى السياسية التي تنتقد البرنامج العسكري الإيراني بأنها «معادية لمبدأ الردع»، متهمة جزءاً من الجهاز الدبلوماسي في الحكومات السابقة بـ«الجهل في العلاقات الدولية».

وجاء في التقرير: «في زمن أصبحت فيه الصواريخ والطائرات المسيّرة، وباختصار القدرة العسكرية، هي التي تحدد حدود الأمن والسيادة الوطنية، ما زال هناك من يردد شعارات خادعة من قبيل “عصر الحوار” و“لا للصاروخ بل للشعب”، في محاولة لنزع السلاح الفكري من المجتمع وقطع ذراع الردع الوطني».

وبحسب الصحيفة المحافظة، فإن العالم غير المستقر اليوم يثبت أن «الأمن لا تضمنه الاتفاقات الورقية، بل القوة العسكرية»، معتبرة أن من يتحدث عن ثنائية «الصاروخ أو الشعب» يتجاهل الواقع الميداني.

وأضافت الصحيفة: «أولئك الذين حاولوا داخل البلاد على مدى سنوات خلق ثنائية مصطنعة بين “الصاروخ والشعب”، إنما فصلوا أمن الشعب عن القوة الوطنية، في حين أن التاريخ والتجربة أثبتا أن الصاروخ هو في الواقع من أجل الشعب. فعندما يعيش المواطن في هدوء ولا يجرؤ العدو على الاقتراب من حدوده، فذلك بفضل القوة الدفاعية التي يعتبرها البعض نقيضاً لرفاهية الشعب».

واستشهدت كيهان بالحروب الأخيرة في أوكرانيا وغزة والبحر الأحمر، قائلة إن هذه التطورات أثبتت أن «القول الفصل هو للقدرة الدفاعية»، وأن «الحوار لا يكون ذا معنى إلا عندما يُبنى على أساس من القوة».

وفي جزء آخر من التقرير، نقلت الصحيفة عن عبدالكريم خلف، المحلل العسكري العربي، قوله إن «أجهزة الاستخبارات الغربية من الـ”سي آي إيه” حتى “الشاباك” كانت تعتقد لسنوات أن إيران تمتلك ثلاثة آلاف صاروخ فقط، لكنها اكتشفت بعد تحديث البيانات أن الواقع مختلف تماماً، إذ تمتلك إيران أكثر من عشرين ألف صاروخ وعشرات الآلاف من الطائرات المسيّرة».

وبحسب التحليل المنقول عنه، فإن إيران «قادرة على الرد الفوري وتوجيه الضربة الأولى المدمرة»، ويمكنها استهداف المطارات العسكرية والمراكز الحيوية في إسرائيل.

وأضافت كيهان: «في هذا السياق، اعترف عضو في لجنة الأمن بالكنيست الإسرائيلي بأن الشعب الإسرائيلي يعيش حالة من الخوف والذعر من هجوم إيراني مفاجئ محتمل».

ثم وجّهت الصحيفة انتقادات حادة للجهاز الدبلوماسي الإيراني وللتيارات المقربة من حكومة حسن روحاني، مدعية أن «منذ تسعينيات القرن الماضي ظهر تيار زاحف ومتغطرس حاول، بحجج مثل أن تطوير القدرات العسكرية مكلف أو يؤدي إلى التوتر، أن يروّج لفكر أضعف القدرات الوطنية وجعل البلاد أكثر عرضة للخطر».

وأضافت الصحيفة: «في فترة رئاسة حسن روحاني، تخلى هذا التيار مراراً عن القدرات الدفاعية اعتماداً على الوعود الدولية، وكانت نتيجة ذلك تعليقاً طوعياً للبرنامج الفضائي وتراجعاً في السياسات الإقليمية، ما لم يجلب أي انفتاح اقتصادي، بل زاد من الضغوط».

وفي سياق آخر، هاجمت الصحيفة محمد جواد ظريف، قائلة: «عندما يكون دبلوماسي مثل ظريف، الذي يدّعي معرفة القانون الدولي، عاجزاً عن فهم بديهيات القانون الداخلي الأمريكي، فمن الطبيعي ألا يستطيع ضمان المصالح الحيوية للبلاد. وقد أظهرت مناظرته الشهيرة مع السيناتور الأمريكي المتشدد توم كاتن حجم الضرر الذي ألحقه هؤلاء المتباهون غير الأكفاء بالبلاد».

واختتمت كيهان تحليلها بالقول: «في عالم يتسارع فيه التفكك والمنافسة وتحولات القوة، فإن أي طرف عاقل يجب أن يستخدم أدواته الدفاعية المحلية لحماية مصالحه. فلا دولة في العالم ضمنت أمنها بالثقة في العدو، بل حققته عبر الردع الحقيقي».

وأكدت الصحيفة أن «القدرة الصاروخية ليست مجرد أداة عسكرية، بل هي عنصر سياسي في المعادلات الدولية»، وختمت بالقول: «النهج المنطقي والاستراتيجي لإيران هو تعزيز قدراتها المحلية أكثر فأكثر، لا بدافع المغامرة، بل لضمان الأمن القومي. ويجب أن تكون الدبلوماسية مستشارة للقوة الداخلية، لا خصماً لها».

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 − 7 =

زر الذهاب إلى الأعلى