عراقجي: لن ننضم إلى اتفاقات أبراهام وتلقينا رسالة نتنياهو
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مساء السبت، إنه "لا توجد حالياً أيّ أرضية للتفاوض" بين إيران وكل من الولايات المتحدة وأوروبا بشأن الملف النووي.

- طهران ترفض تماماً فكرة المفاوضات الشاملة مع الغرب حول مختلف القضايا، بما فيها الملفّ الصاروخي ودعم المقاومة
- إيران لن تنضم أبداً إلى ما يسمى "اتفاقات أبراهام" الخاصة بالتطبيع مع إسرائيل
- القرار الأخير بوقف إطلاق النار في غزة "هو قرار المقاومة نفسها، قرار نابع من إرادة الشعب الفلسطيني
- من الناحية المنطقية، يجب الإقرار بأن "الكيان الصهيوني لا يمتلك القدرة على شن هجوم جديد ضد إيران"
ميدل ايست نيوز: قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مساء السبت، إنه “لا توجد حالياً أيّ أرضية للتفاوض” بين إيران وكل من الولايات المتحدة وأوروبا بشأن الملف النووي، موضحاً أن طهران ترفض تماماً فكرة المفاوضات الشاملة مع الغرب حول مختلف القضايا، بما فيها الملفّ الصاروخي ودعم المقاومة.
وأضاف خلال مقابلة مع التلفزيون الإيراني الرسمي: “نحن لا نفهم شيئاً اسمه اتفاق شامل ولا نقبله، ومفاوضاتنا الوحيدة هي حول النووي، ولا نسمح بإدخال أيّ موضوع آخر ضمنها”.
وكشف وزير الخارجية أنه في الشهر الماضي، وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعث مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف رسالة أبدى فيها استعداده لعقد لقاء مباشر مع إيران، موضحاً أن “ردّنا كان أننا مستعدّون للحوار (المباشر) فقط في إطار جماعي يضم الدول الأوروبية الثلاث (في إشارة إلى الترويكا الأوروبية: فرنسا وبريطانيا وألمانيا) ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، لكنّ المبعوث الأميركي رفض المشاركة في هذا الإطار”.
وعزا السبب وراء ذلك إلى أن ويتكوف طلب من إيران أن تقبل عقد جلسة مع واشنطن مسبقاً قبل انعقاد الاجتماع الجماعي، “وقد قلت له بوضوح إننا لن نقبل بذلك”، مشدداً على أن بلاده لن تقبل تصفير تخصيب اليورانيوم.
وقال عراقجي إن بلاده لم تتلق حتى الآن أي إفادة حول قيام أطراف أجنبية بتفتيش السفن الإيرانية في إطار عودة العقوبات الأممية، مؤكداً أنه في حال حدوث مثل هذا الأمر، فسترد إيران بالمثل وبشكل حازم.
عراقجي: إيران لن تنضم أبداً إلى ما يسمى “اتفاقات أبراهام”
من جهة أخرى، أكد عراقجي أن إيران لن تنضم أبداً إلى ما يسمى “اتفاقات أبراهام” الخاصة بالتطبيع مع إسرائيل، موضحاً أن هذه الاتفاقات تشكل “مشروع خيانة يرمي إلى تجريد الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، ومنح الشرعية لكيان مزيف ومحتل، وتطبيع العلاقات مع كيان غاصب يمارس الجرائم ويقترف الإبادة الجماعية ويقتل الأطفال”.
وقال إن “موقف الجمهورية الإسلامية كان واضحاً منذ البداية وما زال كذلك، فهذا المشروع لا يمتّ بصلة إلى مبادئ إيران، ولن يحدث أبداً أن تكون طهران جزءاً منه”، مضيفاً أن إيران “كانت دوماً إلى جانب المقاومة، وتدعم شعب فلسطين وغزة وفصائل المقاومة”. واعتبر القرار الأخير بوقف إطلاق النار في غزة “هو قرار المقاومة نفسها، قرار نابع من إرادة الشعب الفلسطيني، ولا يمكن لأي طرف أن يقرّر نيابة عنه”.
وحذّر وزير الخارجية من “أساليب الخداع والخيانات المتكرّرة التي دأب عليها الكيان الصهيوني في جميع الاتفاقات السابقة والحالية”، مشيراً إلى أن تصريحات ترامب حول دعم إيران وقف إطلاق النار “تعكس فهمه الخاص لبيان وزارة الخارجية بهذا الشأن”، مؤكداً أن طهران لطالما شدّدت على ضرورة وقف الإبادة الجماعية في غزة، وتدعم أي مبادرة تضع حداً لها.
وشدّد عراقجي على أن إيران لم تُجر أي مفاوضات أو تبادل رسائل مع الإدارة الأميركية بشأن وقف إطلاق النار في غزة، موضحاً أن واشنطن حاولت في مراحل سابقة ربط الملفات بعضها ببعض، لكن إيران رفضت ذلك بوضوح، وبقيت تؤكد أن مفاوضاتها “تقتصر حصراً على الملف النووي، ولم تتطرّق في أي وقت إلى المقاومة أو القضايا الإقليمية مع الأميركيين أو غيرهم”.
وأضاف أن الإدارة الأميركية الحالية أثبتت أن مواقفها “متقلّبة وغير موثوقة”، موضحاً أنه في ما يخص غزة، سواء في تصريحات ترامب أو في الخطة التي طرحها، هناك وعود تطلق لكن شكوكاً جدية تخيّم عليها جميعاً، مشيراً إلى أنه خلال اتصالاته، اتضح أن وزراء خارجية دولٍ في المنطقة ومسؤولين معنيين بملف وقف إطلاق النار يشكّكون في النيات الأميركية وفي مدى التزام واشنطن بما تعد به لاحقاً.
رسالة إسرائيلية
في الأثناء، أكد عراقجي صحة ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن تلقي موسكو رسالة إسرائيلية بأنها غير معنية بالدخول في مواجهة جديدة مع إيران، مشيراً إلى أن السلطات الروسية قد أبلغت السفير الإيراني في موسكو بمضمون الرسالة رسمياً.
وأوضح أن القوات الإيرانية في “حالة جاهزية تامة”، معرباً عن احتمال “وجود مناورة خداعية من قبل الكيان الصهيوني”، لكنه شدد على أنه من الناحية المنطقية، يجب الإقرار بأن “الكيان الصهيوني لا يمتلك القدرة على شن هجوم جديد ضد إيران”.
وفي سياق آخر، كشف عراقجي عن وجود اتصالات جارية بين طهران وإسلام أباد، مشيراً إلى أن الجانبين يتباحثان لإيجاد صيغة مختلفة لحل التوتر القائم بين باكستان وأفغانستان.