صناعة الألعاب الإيرانية تواجه تحديات البقاء وسط تحركات إقليمية متسارعة

شهدت بغداد خلال الأيام الماضية إقامة أول معرض متخصص لألعاب الفيديو في العراق تحت عنوان «Game Expo 2025»، بمشاركة استوديوهات تطوير من دول عدّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مينا).

ميدل ايست نيوز: شهدت بغداد خلال الأيام الماضية إقامة أول معرض متخصص لألعاب الفيديو في العراق تحت عنوان «Game Expo 2025»، بمشاركة استوديوهات تطوير من دول عدّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مينا).

وحسب تقرير لوكالة إيسنا الإيرانية اللافت في المعرض كان حضور إيران كالدولة الوحيدة التي خصصت جناحاً وطنياً مستقلاً، بمشاركة عدد من استوديوهاتها النشطة في مجال الألعاب الرقمية.

ويأتي هذا الحضور في وقت تراجعت فيه إيران خلال الأعوام الأخيرة عن تنظيم فعاليات دولية كبرى، رغم امتلاكها تجربة متميزة في تطوير الألعاب الرقمية واستضافتها في السابق أحداثاً متخصصة مثل مؤتمر TGC.

على الرغم من حداثة عمرها النسبي، استطاعت صناعة الألعاب في إيران أن تحقق إنجازات معتبرة على الصعيد الدولي.

فقد نال مطوّرو الألعاب الإيرانيون جوائز في مهرجانات عالمية، وتمكّنت العديد من الألعاب المحلية من الوصول إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية، فضلاً عن انتشار واسع في دول المنطقة.

وتعكس أعداد المستخدمين النشطين وتنوّع الأنواع والأنماط في السوق الإيرانية حجم الطاقات الكامنة والحقيقية لهذه الصناعة.

تحركات إقليمية ومخاطر التراجع الإيراني

إقامة معرض «إكسبو 2025 بغداد» — رغم أن العراق لم يكن يُعرف سابقاً بامتلاكه صناعة ألعاب قوية — تُظهر رغبة واضحة لدى دول المنطقة في دخول هذا المجال الواعد واستثماره اقتصادياً وثقافياً وتكنولوجياً.

ويزداد هذا التحول وضوحاً عند النظر إلى الاستثمارات الضخمة التي تضخّها السعودية في هذا القطاع ضمن رؤيتها المستقبلية، حيث تعمل على التحول إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية.

ويرى مراقبون أن إيران إن لم تتحرك بخطى متوازنة مع هذه التطورات، فإن خطر التراجع أمام منافسين جدد مثل العراق والسعودية سيصبح واقعاً ملموساً.

دعوة إلى رؤية وطنية شاملة

يشدد الخبراء على ضرورة أن تحظى صناعة الألعاب بمكانها الطبيعي في السياسات الثقافية والاقتصادية والتكنولوجية الوطنية، إذ إن إهمال هذا القطاع يعني خسارة فرصة استراتيجية في الاقتصاد الرقمي والإعلام الجديد وحوكمة المحتوى الثقافي.

كما يُحذر المعنيون من نزيف الكفاءات نحو دول الجوار، حيث يسعى بعض مطوّري الألعاب الإيرانيين إلى الهجرة بحثاً عن دعم وتمويل أكبر — حتى من دول تفتقر للبنية التحتية للإنتاج، لكنها تحاول استقطاب الكفاءات الإيرانية لبناء صناعة خاصة بها.

فرصة لاستعادة الدور الإقليمي

في معرض بغداد الأخير، عُرضت لأول مرة منذ سنوات لعبة إيرانية بعنوان «روشنا» أمام الجمهور والشركات الدولية.
لكن ضعف الحوافز الضريبية وغياب الدعم المالي في الموازنات الحكومية يدفع العديد من الشركات الكبرى إلى نشر ألعابها بأسماء شركات أجنبية وهمية.

ويقرّ مسؤولو مؤسسة الألعاب الوطنية في إيران بهذه التحديات، مؤكدين أن نقص التمويل وهجرة الموهوبين يهددان مستقبل القطاع.

ومع ذلك، فإن الإمكانات الواسعة لصناعة الألعاب الإيرانية تتيح — بحسب المتخصصين — إعادة بناء موقع ريادي لإيران في إنتاج المحتوى الإقليمي، خاصة إذا تم الاستثمار في مناطق حرة مثل كيش وقشم وتحويلها إلى مراكز سنوية لاستضافة أكبر معارض الألعاب في الشرق الأوسط وآسيا.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

6 + 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى