الصحافة الإيرانية: إيران تنتظر إشارات إيجابية من أوروبا وأميركا

يتوقع الأميركيون من الجانب الإيراني الذهاب نحو التفاوض المباشر، لكن إيران لم تصل بعد إلى مثل هذا التقييم أو ما زالت متشككة من اللقاء المباشر، لذلك لم يتم عقد مثل هذا الاجتماع بعد.

ميدل ايست نيوز: بينما يتصدر ملف السلام في غزة اهتمام محللي السياسة الخارجية في المنطقة، قال دونالد ترامب: «أفخر بأن إيران دعمت اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس». هذه التصريحات أثارت تساؤلات حول موقف ترامب الأخير تجاه إيران، في وقت أشار فيه عباس عراقجي في أحدث مقابلة له إلى أن إيران ليست مُلزمة بالالتزام باتفاق القاهرة.

وأوضح عراقجي قائلاً: «اتفاق القاهرة فقد فاعليته وهو معلق حالياً، ولا نتعاون مع الوكالة. إذا طلبت الوكالة أي تفتيش، يتم مراجعته بموجب القانون من قبل المجلس الأعلى للأمن القومي. بعض ملفات التعاون مع الوكالة تصب في صالحنا، مثل حضور المفتشين لتغيير وقود محطة بوشهر أو في المفاعل البحثي بطهران».

وأضاف عراقجي في جزء آخر من تصريحاته: «لا نرى أرضية لبدء مفاوضات مع الولايات المتحدة إلا إذا قدمت خطة تضمن مصالح إيران. لم أتواصل هاتفياً مع ويتكوف، لكن هناك تبادل رسائل عبر وسطاء. الأمريكيون يريدون التفاوض، وشرطنا أن يكون من موقف متساو وبمصالح متبادلة، وألا يُفسر التفاوض كفرض شروط، وأن يقتصر موضوعه على الملف النووي فقط».

بداية المفاوضات تعتمد على دوافع الطرف الآخر

وفي هذا السياق، تحدث عبدالرضا فرجي‌ راد، أستاذ الجغرافيا السياسية والسفير الإيراني السابق في النرويج، في مقابلة مع موقع فرارو حول هذه التصريحات قائلاً: تصريحات عراقجي الأخيرة كانت مهمة جداً للرأي العام. إذ كان الإيرانيون عقب اجتماع الأمم المتحدة وزيارة الرئيس الإيراني إلى نيويورك يتوقعون معرفة نتائج هذه الزيارة ومستوى التوترات. الحقيقة أن الأمريكيين يتوقعون من الجانب الإيراني التفاوض المباشر، لكن إيران لم تصل بعد إلى مثل هذا التقييم أو ما زالت متشككة من اللقاء المباشر، لذلك لم يتم عقد مثل هذا الاجتماع بعد. بالإضافة إلى أن تردد إيران مقبول بسبب الهجوم على منشآتها النووية بالتزامن مع مفاوضاتها مع الولايات المتحدة».

وأضاف: «الهجوم على المنشآت النووية ليس شيئاً يمكن نسيانه بسهولة. يجب على الولايات المتحدة أن توصل رسالة لإيران بأنها تنوي التوصل إلى تسوية. شعار ترامب هو منع إيران من امتلاك سلاح نووي. إيران أكدت مراراً أنها لا تسعى للسلاح النووي، لكنها ملتزمة بإكمال برنامج التخصيب وفق القوانين الدولية واتفاقية NPT. إذا بدأت المفاوضات بدون هدف وأصرت الولايات المتحدة على مواقفها، بما في ذلك التخصيب الصفري، لن يُحل شيء، بل ستتصاعد التوترات، وهذا بدوره قد يؤدي إلى صراع عسكري. لذا، فإن بدء المفاوضات يعتمد على إشارات من الطرف الآخر».

التصريحات غير الرسمية لا تنفع

وأضاف السفير الإيراني السابق في النرويج: «نسق الجانب الإيراني مع الأوروبيين لحضور ويتكوف اجتماعاً ثلاثياً مع إيران والولايات المتحدة لمحاولة التوصل لاتفاق يمنع تفعيل آلية الزناد، لكن ويتكوف رفض ذلك وفرض شرطاً مستحيلاً بتسليم إيران 408 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب وتأجيل الآلية لـ 45 يوماً، هذه الفكرة لم تفد إيران بشيء. وفي النهاية، عادت العقوبات الأممية رغم وجود اتفاق سابق بين غروسي وعراقجي في القاهرة. قبل هذه الأحداث، كانت إيران تمنح الوكالة تصاريح تتجاوز ما ينص عليه اتفاق NPT لزيارة منشآتها النووية».

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة عشر + تسعة =

زر الذهاب إلى الأعلى