ظريف يرد على لافروف: تطبيع علاقات إيران مع العالم خط أحمر لروسيا
نفى وزير الخارجية الإيراني الأسبق، محمد جواد ظريف، صحة تصريحات نظيره الروسي سيرغي لافروف حول آلية "السناب باك" في الاتفاق النووي.

ميدل ايست نيوز: نفى وزير الخارجية الإيراني الأسبق، محمد جواد ظريف، صحة تصريحات نظيره الروسي سيرغي لافروف حول آلية “السناب باك” في الاتفاق النووي، مؤكداً أن مقترحات موسكو وباريس خلال المفاوضات كانت “ضارة بإيران”، وأن طهران نجحت في إحباطها بعد جهود مكثفة.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا“، يوم الجمعة 25 أكتوبر، عن ظريف قوله: “آلية السناب باك لم تكن جزءاً من المراحل الأخيرة للمفاوضات، ولم تُناقش بيني وبين جون كيري (وزير الخارجية الأمريكي آنذاك). لافروف وفرنسا قدموا مقترحاً سيئاً للغاية، وتمكنا بجهود كبيرة من إسقاطه.” وأضاف أن كيري اقترح ذات مرة تمديد القرارات كل ستة أشهر مع إمكانية التصويت بناءً على طلب عضوين في مجلس الأمن، لكنه رفض هذا العرض، مشيراً إلى أنه جاء بمبادرة من لافروف، الذي كان يعلم بصداقته مع ظريف منذ عام 1994.
تصريحات لافروف والرد الإيراني
كان لافروف قد صرح في 23 أكتوبر أن بند “السناب باك” في الاتفاق النووي كان بمثابة “فخ قانوني”، معبراً عن دهشته من قبوله خلال المفاوضات، ومشيراً إلى أنه تم الاتفاق عليه مباشرة بين ظريف وكيري في المراحل النهائية. ورد ظريف بأن هذه الرواية غير دقيقة، مشدداً على أن إيران رفضت المقترحات التي كانت ستضر بمصالحها.
وأوضح ظريف أنه في عام 2020، عندما لم تلتزم إيران بتعهدات الاتفاق النووي، حاولت الولايات المتحدة تفعيل آلية “السناب باك”، لكن 13 عضواً في مجلس الأمن عارضوا ذلك. وأشار إلى أن روسيا والصين كانتا الدولتين الوحيدتين اللتان صوتتا ضد العقوبات، بينما كانت روسيا خلال عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد قد أيدت جميع قرارات الفصل السابع ضد إيران وعرقلت انضمامها إلى منظمة شنغهاي.
نزاع دبلوماسي حول الاتفاق
كشف ظريف عن تفاصيل جلسة مفاوضات مع لافروف، حيث قال الأخير إن إيران لن تحصل على إلغاء العقوبات التسليحية لأكثر من خمس سنوات، وعندما رفض ظريف هذا العرض، سأله لافروف عن سبب “إضاعة وقتهم”. وأضاف ظريف أن الاتفاق النووي تم إبرامه في تلك الليلة رغم تعليمات للافروف بمنع التوصل إلى اتفاق. لاحقاً، ادعى لافروف أن إيران “أجبرتهم” على قبول الاتفاق رغم معارضتهم للعقوبات.
وجاءت تصريحات لافروف في وقت أعادت فيه الأمم المتحدة، بناءً على طلب دول أوروبية، فرض عقوبات تسليحية وغيرها من القيود على إيران بسبب برنامجها النووي، بعد تفعيل آلية “السناب باك”.
سياسة روسيا تجاه إيران
أشار ظريف إلى تعقيد العلاقات بين طهران وموسكو، مؤكداً إيمانه بالشراكة الاستراتيجية مع روسيا والصين، لكنه حذر من أن لروسيا خطين أحمرين: منع إيران من تطبيع علاقاتها مع العالم، ومنعها من الدخول في مواجهة مباشرة مع الغرب. وكشف أن روسيا دعمت دائماً الاتفاقات المؤقتة مثل اتفاق جنيف لأنها تحول دون تطبيع علاقات إيران دولياً، كما عرضت في بداية المفاوضات الشاملة عام 2013 تزويد إيران بوقود محطة بوشهر للقضاء على حاجتها لتخصيب اليورانيوم.
وختم ظريف تصريحاته بالتأكيد على أن هذه الديناميكيات تعكس نهج روسيا الواضح في التعامل مع إيران، والذي يتطلب توازناً دبلوماسياً دقيقاً من طهران لتحقيق مصالحها الوطنية.
يأتي ذلك بعد أن حمّل لافروف بشكل مباشر وزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف مسؤولية إدراج آلية «سناب باك» في الاتفاق النووي، واصفاً إياها بأنها كانت «فخاً» قبيل توقيع اتفاق عام 2015.
وقال الوزير الروسي إن «القرار النهائي بشأن الاتفاق النووي اتُّخذ بين محمد جواد ظريف وجون كيري، وزير الخارجية الأميركي آنذاك»، مشيراً إلى أن روسيا «لم تكن جزءاً من التفاصيل النهائية». وأضاف لافروف أن «روسيا لم يكن لديها أساس للاعتراض عندما قَبِل الإيرانيون بـ(سناب باك)، التي كانت بصراحة فخّاً».