الصحافة الإيرانية: أكبر تحدي يلاحق ناقلات النفط الإيرانية

رأى خبير في شؤون الطاقة ظاهرة أن إعادة تشغيل أجهزة تتبع ناقلات النفط الإيرانية ناجمة إما عن هجوم سيبراني أو عن خلل تقني مشابه تسبب في بث بيانات الناقلات لبضع ساعات فقط، قبل أن تتوقف مجدداً وتعود إلى حالتها السابقة.

ميدل ايست نيوز: تتوالى تبعات تفعيل آلية الزناد على إيران واحدة تلو الأخرى. في أحدث المستجدات ذكرت شبكة “إن بي سي” الأميركية أنه ابتداءً من اليوم السبت 18 أكتوبر، يمكن لأي دولة أن توقف السفن الإيرانية في المياه الدولية.

ورغم أن مصادر إيرانية قالت لقناة “الميادين” إن أي محاولة لعرقلة حركة السفن الإيرانية ستُقابل برد قاسٍ، فإن بعض التقارير تحدثت عن ضغوط تمارسها الولايات المتحدة على دول في المنطقة، من بينها السعودية والإمارات والبحرين، للمشاركة في عمليات توقيف السفن الإيرانية.

ويبدو أن ذلك قد يؤدي إلى تراجع كبير محتمل في صادرات النفط الإيرانية وفقدان عائدات نفطية مهمة، ما قد يشكل تهديداً حقيقياً لاقتصاد البلاد.

إعادة تشغيل أجهزة تتبع ناقلات النفط الإيرانية بعد سبع سنوات ونصف

في ظل تصاعد المخاطر الناجمة عن تفعيل آلية الزناد، نشرت وسيلة الإعلام الدولية المتخصصة في تتبع ناقلات النفط “تانكر تراكرز” يوم الثلاثاء الماضي تقريراً أثار دهشة محللي الطاقة. إذ زعمت المنصة أن معظم ناقلات النفط التي ترفع العلم الإيراني أرسلت لأول مرة منذ سبع سنوات ونصف بيانات مواقعها الحقيقية عبر نظام تحديد الهوية الآلي للسفن (AIS) من دون تزوير أو تشويش، ونشرت صورة توضح مواقع تلك الناقلات.

وبينما لم يصدر أي تأكيد أو نفي رسمي من السلطات الإيرانية حول صحة هذه المعلومات، قال مصدر مطلع لموقع “إنرجي برس” إن “هذا الخبر قد يكون مفبركاً، ولكن إن كان صحيحاً فيجب اعتباره عملية تخريب كبيرة ومتعمدة ضد المصالح النفطية الإيرانية من قبل جهات معارضة للحكومة، خاصة في ظل تفعيل آلية الزناد وتصاعد العقوبات والضغوط الدولية”.

من جهته، قال الخبير في شؤون الطاقة والمدير السابق في وزارة النفط، محمود خاقاني، في حديث مع “إنرجي برس”، إنه “في حال صحة هذا الخبر، هناك احتمالان: الأول، أن بعض الجهات التي أسميها الدولة العميقة أو الحكومة الموازية تسعى إلى خلق أزمة جديدة لتحفيز الولايات المتحدة وحلفائها على تتبع أو توقيف ناقلات النفط الإيرانية. أما الاحتمال الثاني فهو أن التشبع غير المسبوق في سوق النفط العالمية – مع وجود نحو مليار و200 مليون برميل نفط عائمة في البحر – جعل من المستحيل إخفاء تحركات الناقلات. وقد يكون تشغيل أجهزة الرادار خطوة متعمدة من قبل هذه الشبكات الخفية التي تسعى للاستفادة من حالة التوتر وعدم الاستقرار”.

انقطاع الإشارات مجدداً عن ناقلات النفط الإيرانية

لكن هذا التطور لم يدم طويلاً، إذ أعلنت “تانكر تراكرز” في تقريرها الجديد يوم الجمعة 17 أكتوبر أن “من أصل 62 ناقلة تابعة لشركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية، ترسل فقط 11 ناقلة حالياً بيانات مواقعها عبر نظام التتبع الآلي (AIS)، في حين أن نحو 60 في المئة من الناقلات كانت متصلة يوم الأربعاء الماضي”.

وأضاف التقرير أن “الجمهورية الإسلامية منذ عام 2018، بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي، استخدمت أساليب متعددة لإخفاء ناقلاتها والتحايل على العقوبات النفطية”.

وفي تعليق على احتمال توقيف السفن الإيرانية في المياه الدولية اعتباراً من اليوم السبت، قال الخبير في شؤون الطاقة ميثم شرفي في مقابلة مع صحيفة “توسعه إيراني“: “من الطبيعي أنه مع تفعيل آلية الزناد، باتت إمكانية تفتيش السفن متاحة للدول، وهذا يشكل أداة ضغط ستستغلها الولايات المتحدة وحلفاؤها بالتأكيد”.

وأضاف شرفي: “سندخل سريعاً في تحديات مرتبطة بعمليات التفتيش، خصوصاً في المسارات البحرية المؤدية إلى الصين. وأعتقد أن التحدي الأكبر حالياً يتمثل في هذه التفتيشات التي ستبدأ خلال فترة وجيزة”.

وفي تقييمه لظاهرة إعادة تشغيل أجهزة تتبع ناقلات النفط الإيرانية بعد سبع سنوات ونصف، أوضح شرفي أن “هذا الحدث يجب تحليله على أنه خلل تقني”.

وأضاف أن “تحليلي هو أن ما حدث ناجم إما عن هجوم سيبراني، أو عن خلل تقني مشابه تسبب في بث بيانات الناقلات لبضع ساعات فقط، قبل أن تتوقف مجدداً وتعود إلى حالتها السابقة”.

وشدد على أنه “لا توجد أي رسالة سياسية أو أمنية وراء هذه الواقعة، بل كانت مجرد خلل أو هجوم إلكتروني عابر”.

وختم الخبير بالقول إن “كل الجهود الحكومية ووزارة النفط الإيرانية يجب أن تتركز على الحفاظ على مستوى المبيعات إلى الصين عند مستوياتها الحالية، لأن ذلك سيكون إنجازاً مهماً لحكومة بزشكيان”.

اقرأ المزيد

إيران تُظهر ناقلاتها مجددًا.. مؤشر على تفاهمات خفية أم تمهيد لرفع جزئي للعقوبات؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

18 − ثلاثة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى