الصحافة الإيرانية: وساطة موسكو بين طهران وواشنطن غير عملية وغير مطلوبة

تفاصيل زيارة علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، إلى روسيا ما زالت غير واضحة، رغم ما تردد عن أنه نقل رسالة من المرشد الأعلى إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ميدل ايست نيوز: قال الدبلوماسي الإيراني المتقاعد والسفير السابق لإيران في فرنسا، أبو القاسم دلفي، إن تفاصيل زيارة علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، إلى روسيا ما زالت غير واضحة، رغم ما تردد عن أنه نقل رسالة من المرشد الأعلى إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مضيفاً أن من غير الواضح ما إذا كانت موسكو تعتزم اتخاذ أي خطوات تجاه إيران والولايات المتحدة بناءً على هذه الرسالة أو الزيارة.

وفي حديث مع وكالة إيلنا، أوضح دلفي أن «الخلافات بين الولايات المتحدة وروسيا حالياً كبيرة للغاية»، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ انتخابه، سعى إلى إيجاد تسوية لأزمة أوكرانيا. وقال إن «رغم اللقاء التاريخي بين بوتين وترامب في ألاسكا، الذي حظي بتغطية واسعة، لم يتحقق أي تقدم ملموس، إذ ما زالت الحرب مستمرة».

وأضاف أن «ترامب أعلن أنه يجب تسليح أوكرانيا ومنحها مزيداً من الأسلحة كي تتمكن من الدفاع عن نفسها واستعادة أراضيها»، لافتاً إلى أن «النقاش في السابق كان يدور حول تسليم الأراضي لروسيا مقابل تحقيق السلام، لكن الخلافات بين موسكو وواشنطن حول أوكرانيا ازدادت عمقاً وتعقيداً».

واعتبر السفير السابق لإيران في فرنسا أنه «إذا أرادت روسيا أن تتوسط بيننا وبين الأميركيين، فعليها أولاً أن تحل خلافاتها مع واشنطن»، موضحاً أن «الوسيط يجب أن يكون مقبولاً من الطرفين ويتمتع بمكانة تؤهله للعب دور فاعل».

وأشار إلى أنه «رغم أن بوتين قد يتمكن من القيام ببعض الخطوات لمصلحة إيران، فإنه من غير المرجح أن يسمح ترامب له بالتدخل في علاقات الولايات المتحدة مع طهران».

وفي سياق متصل، تطرق الدبلوماسي الإيراني إلى قضية الطائرات المسيّرة من طراز “شاهد” التي عُرضت في بريطانيا، قائلاً إن «موضوع أوكرانيا والطائرات المسيّرة التي يُقال إن إيران زوّدت بها روسيا أثار جدلاً واسعاً في أوروبا». وأضاف أن «إحدى هذه الطائرات، التي قيل إنها من نوع شاهد، عُرضت في إنجلترا، رغم أن عليها علامات روسية».

وانتقد دلفي «عدم تحرك روسيا لمساندة إيران في مواجهة الضغوط الأوروبية المتزايدة بشأن ملف الطائرات المسيّرة»، مؤكداً أن «موسكو لم تتخذ أي إجراء لتخفيف هذه الضغوط».

روسيا والصين لا ترغبان في تقارب إيران مع الغرب

وتحدث السفير السابق عن موقف كل من موسكو وبكين من علاقات طهران مع الغرب، قائلاً إن «كثيراً من المراقبين، بمن فيهم أولئك الذين تابعوا العلاقات الإيرانية الروسية منذ بدايتها، يرون أن روسيا لم ترغب يوماً في أن تطبع إيران علاقاتها مع الغرب أو الولايات المتحدة».

وأضاف أن «الروس والصينيين لا يفضلون تحسن علاقاتنا مع الغرب، لأن ذلك سيؤدي إلى تراجع أهمية علاقاتنا مع الشرق. وكلما كانت علاقاتنا مع الغرب أكثر توتراً وهشاشة، زادت استفادة موسكو وبكين من ذلك، حتى لو لم يظهر ذلك علناً».

وأشار دلفي إلى أن «الصينيين بدورهم يرحبون بأن تكون إيران مصدراً حصرياً لتوريد وشراء السلع، ما يتيح لهم تحديد الأسعار كما يشاؤون»، مؤكداً أن «تحسن علاقاتنا مع الغرب سيدفعنا حتماً إلى تنويع شركائنا التجاريين، وهو ما لا ترغب فيه روسيا ولا الصين».

وأضاف أن «البلدين صوتا لصالح العقوبات المفروضة على إيران في مجلس الأمن عام 2006، ما يعني أنهما أيدا تلك القرارات عندما فُرضت، وهو دليل إضافي على أن دعمهما لإيران ليس مطلقاً».

الوساطة الروسية «ليست في مصلحة طهران»

وختم الدبلوماسي الإيراني بالقول إن «فكرة الوساطة الروسية بين طهران وواشنطن لن تلقى قبولاً من الأميركيين، كما أنها ليست في مصلحتنا. فموسكو تستخدم الورقة الإيرانية للحصول على تنازلات من واشنطن، وفي النهاية سنكون نحن الخاسرين».

اقرأ المزيد

الصحافة الإيرانية: رسالة المرشد الأعلى الإيراني إلى بوتين: وساطة موسكو بين طهران وواشنطن؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر + ثمانية =

زر الذهاب إلى الأعلى