صحيفة إيرانية: ما هو الدرس الذي يجب أن تتعلمه طهران من التوتر بين باكستان وطالبان؟

كتبت صحيفة جمهوري إسلامي الإيرانية أن الحكام الإيرانيين لا يزالون عالقين في اللعبة السياسية لطالبان على الرغم من الأضرار الكبيرة التي لحقت بإيران خلال حكم هذه الجماعة الذاتية لأفغانستان.

ميدل ايست نيوز: كتبت صحيفة جمهوري إسلامي الإيرانية أن الحكام الإيرانيين لا يزالون عالقين في اللعبة السياسية لطالبان، وعلى الرغم من الأضرار الكبيرة التي لحقت بإيران خلال حكم هذه الجماعة الذاتية لأفغانستان، سواء في الجولة الأولى في تسعينيات القرن الماضي أو خلال السنوات الأربع الماضية، فإنهم لم يصلوا بعد إلى استنتاج مفاده أنه يجب إنهاء هذه اللعبة الخطرة باتباع سياسة حاسمة وواضحة.

وتحولت أفغانستان بعد عودة طالبان للحكم إلى منصة لتهديدات خطيرة تجاه جيرانها. ففي حين أن باكستان تتخذ إجراءات وقائية لتأمين حدودها ومصالحها الوطنية، لا تزال إيران متورطة في مقاربة سياسية لعبتها مع طالبان، وهذه اللامبالاة يمكن أن تؤدي إلى عواقب خطيرة على أمن الحدود واستقرار المنطقة.

وأكدت صحيفة “جمهوري اسلامي” الأصولية المحافظة أن «مسؤولي الحكومة الباكستانية يبدو أنهم أدركوا الخطر الجسيم لسيطرة طالبان على أفغانستان على المنطقة، ويسعون من خلال إجراءات متنوعة لحماية بلادهم من هذا الخطر». باكستان، بالاعتماد على دبلوماسية نشطة وتدابير أمنية، تحاول منع نفوذ طالبان على أراضيها والحد من التداعيات الاقتصادية والعسكرية المحتملة لهذه الجماعة.

في المقابل، لا تزال إيران غارقة في لعبة سياسية مع طالبان. وأكد التقرير أن «الحكام الإيرانيين لا يزالون عالقين في اللعبة السياسية لطالبان، وعلى الرغم من الأضرار الكبيرة التي لحقت بإيران خلال حكم هذه الجماعة الذاتية لأفغانستان، سواء في الجولة الأولى في التسعينيات أو خلال السنوات الأربع الماضية، فإنهم لم يصلوا بعد إلى استنتاج مفاده أنه يجب إنهاء هذه اللعبة الخطرة باتباع سياسة حاسمة وواضحة». ويعتقد الخبراء الأمنيون أن هذه «اللعبة السياسية» قد تخلق فرصاً محدودة للتفاعل على المدى القصير، لكنها على المدى الطويل تهدد أمن الحدود الشرقية، وتدفق المهاجرين، واستقرار الداخل الإيراني.

إن وضع سياسة حاسمة ضد طالبان لا يعني مواجهة عسكرية مباشرة. وبحسب المحللين، فإن «تصميم استراتيجية سياسية دقيقة ضمن إطار دبلوماسية نشطة يمكن أن يحمي حقوق الشعب الإيراني ويحقق المصالح الوطنية». كما يمكن للضغط الدبلوماسي وتجنب التعامل الرسمي مع حكومة طالبان الذاتية، مع الحفاظ على مصالح إيران، أن ينقذ الشعب الأفغاني أيضاً من قبضة طالبان ويمنع إضفاء الشرعية على الجماعة.

أحد المفاتيح للحد من تهديد طالبان هو إجراء انتخابات حرة في أفغانستان، والعودة إلى أو صياغة دستور جديد. ويمكن للدول المجاورة، بما في ذلك إيران، من خلال تعامل جماعي، دعم الشعب الأفغاني وإجبار طالبان على الامتثال لإرادة المواطنين. أي تعامل رسمي مع حكومة طالبان الذاتية دون تعديل سلوكها واحترام حقوق الشعب الأفغاني يمنح الجماعة شرعية سياسية غير مبررة.

ويحذر الخبراء من أن تجاهل إيران لتهديد طالبان قد يؤدي إلى عواقب واسعة، من زيادة نشاط الجماعات الإرهابية في المناطق الحدودية، إلى تفشي تهريب المخدرات وأزمة الهجرة، وهي قضايا سبق أن شهدتها البلاد. إن أمن الحدود، وصحة الاقتصاد المحلي والاستقرار السياسي لإيران يرتبط ارتباطاً وثيقاً بكيفية إدارة تهديد طالبان.

طالبان ليست مجرد تهديد لشعب أفغانستان، بل تهديد مباشر للأمن القومي الإيراني. وتظهر تجربة باكستان أن السياسة الحاسمة والإجراءات الوقائية يمكن أن تمنع توسع نفوذ طالبان. لا يمكن لإيران الاستمرار في لعبة سياسية مع طالبان؛ فهناك حاجة ماسة لاعتماد سياسة واضحة ودبلوماسية نشطة ودعم سيادة الشعب الأفغاني لمنع إضفاء الشرعية على طالبان. أمن الحدود والمصالح الوطنية للبلاد يحتاجان أكثر من أي وقت مضى إلى اتخاذ قرارات فورية وحاسمة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى