ثلاث قرى إيرانية ضمن أفضل القرى السياحية في العالم لعام 2025.. تعرف عليها

أعلنت منظمة السياحة العالمية عن اختيار 52 قرية من مختلف أنحاء العالم لعام 2025 من بینها قرى إيرانية ضمن المجتمعات الرائدة في إعادة تعريف مفهوم السياحة الريفية.

ميدل ايست نيوز: أعلنت منظمة السياحة العالمية عن اختيار 52 قرية من مختلف أنحاء العالم لعام 2025 ضمن المجتمعات الرائدة في إعادة تعريف مفهوم السياحة الريفية. وقالت المنظمة إن هذه القرى تُمثل نماذج حيّة لكيفية الاعتماد على القدرات المحلية لحماية التراث الثقافي والطبيعة الأصلية، وتوفّر فرص عادلة للاقتصاد المحلي والمعيشة المستدامة.

ومن بين القرى المختارة عالمياً، وردت أسماء ثلاث قرى إيرانية هي: “شفيع آباد” في محافظة كرمان، و”سهیلي” في جزيرة قشم، و”كندلوس” في محافظة مازندران.

لكن اللافت في الأمر وفق وسائل إعلام إيرانية أن قرية ماسولة (شمال إيران) التاريخية، التي وعد المسؤولون الإيرانيون سابقاً بتسجيلها في قائمة القرى العالمية لمنظمة السياحة، لم تُدرج ضمن القائمة، كما أنها لم تُدرج حتى بين القرى العشرين التي اختيرت للمشاركة في “برنامج التطوير” تمهيداً لإمكانية انضمامها إلى القائمة الرئيسية مستقبلاً.

مدينة ماسولة | Visit iran

وكانت قريتا “اصفهك” في خراسان الجنوبية و”كندوان” في أذربيجان الشرقية قد سُجلتا سابقاً ضمن قائمة “أفضل القرى السياحية في العالم”، لتصبحا وجهتين إيرانيتين معروفتين إلى جانب أهم المقاصد السياحية العالمية.

تسجيل القرى عالمياً؛ حماية ثقافية وتنمية مستدامة

انعقد الاجتماع الأخير لمنظمة السياحة العالمية للأمم المتحدة للإعلان عن “أفضل القرى السياحية في العالم” في مدينة هوجو بالصين. وفي هذه الدورة، تصدرت الصين واليابان القائمة بتسجيل أربع قرى لكل منهما، تلاهما كل من تركيا وإيطاليا وإيران بثلاث قرى لكل دولة.

قرية كندلوس: متحف حي في قلب مازندران

تقع قرية كندلوس ذات المشهد الطبيعي الخلاب في جبال البرز ضمن منطقة كجور بمحافظة مازندران شمال البلاد. وتتميز بموقعها المحاط بالغابات وبتاريخها العريق الذي حفظ في طياته روايات شفوية عن الأساطير والعادات والحياة التقليدية. مشهد المنازل المتدرجة والبساتين الغنية بأشجار التفاح والجوز وصوت المياه المتدفقة بين الينابيع والضباب في الصباح الباكر، يجعل زيارة كندلوس أشبه بالتجول في لوحة فنية نابضة بالحياة.

کندلوس مقصد بین المللی گردشگری؛ وقتی روستایی کوچک دهکده جهانی می‌شود - خبرگزاری مهر | اخبار ایران و جهان | Mehr News Agency

كندلوس ليست مجرد وجهة طبيعية، بل متحف حيّ يوثق التراث الشعبي للمنطقة، من البيوت الخشبية ذات الأسقف الفخارية إلى المتحف الأنثروبولوجي الذي يعرض أساليب المعيشة والعلوم النباتية لأهالي القرية. وعلى خلاف كثير من القرى السياحية في شمال إيران، حافظت كندلوس على طابعها الأصيل وهدوئها التاريخي.

قرية شفيع آباد: واحة على أطراف أساطير الصحراء

تقع قرية شفيع آباد التاريخية على أطراف صحراء لوت بالقرب من الكثبان الرملية الشهيرة في شهداد، وتمثل مثالاً شعرياً للحياة في قلب الجفاف. تتناثر في أفقها بساتين النخيل، والقنوات المائية القديمة (الأنفاق الجوفية)، إلى جانب خانٍ تاريخي يعود إلى ازدهار طريق الحرير، وكلها تتناغم مع سكون الصحراء المهيب.

قرية شفيع آباد

في شفيع آباد، تُعد القنوات والنخيل والخانات أركان الحياة الثلاثة التي أبقت القرية صامدة أمام أقسى الظروف المناخية. وما جعلها ضمن القرى المختارة عالمياً هو قدرتها الفريدة على الربط بين “الحياة” و”الجفاف”، وتحويل بيئة قاسية إلى فرصة للسياحة المستدامة. فالمجتمع المحلي لا يزال يمارس القناتة (حفر وصيانة القنوات الجوفية) وزراعة النخيل والإنتاج التقليدي، إلى جانب تطوير نشاطات سياحية تراعي الهوية الثقافية وتحترم الطبيعة.

قرية سهیلي: حكاية الحياة بين البحر وغابات القرم

تقع قرية سهیلي في قلب جزيرة قشم جنوب إيران، حيث يلتقي البحر بالغابة وبثقافة الملاحة العريقة. وهي مجاورة لغابات القرم (الحَرّا) التي تُعد أكبر غابة بحرية في العالم، وتشكل نظاماً بيئياً مدهشاً يتنفس مع حركة المد والجزر.

قرية سهيلي

سهیلي ليست مجرد وجهة ساحلية، بل قصة عن التعايش بين الإنسان والبحر. إذ لا يزال سكانها يمارسون الصيد التقليدي، وصناعة السفن الخشبية (اللنج)، وحياكة السلال من سعف النخيل، إلى جانب الحفاظ على موسيقى الجنوب التراثية. هذا الارتباط الوثيق بالموروث غير المادي جعل من القرية نموذجاً فريداً للثقافة البحرية في جنوب إيران.

وتتميز سهیلي عن غيرها من القرى العالمية المختارة بتحويل غابات القرم إلى نموذج للسياحة المسؤولة، حيث يدخل السياح الغابة عبر قوارب محلية صغيرة في تجربة بيئية صامتة ومتناغمة مع الطبيعة، يديرها السكان أنفسهم، ويستفيدون مباشرة من عائداتها. وبهذا أصبحت القرية مثالاً حقيقياً للتنمية المستدامة القائمة على إشراك المجتمع المحلي.

قرية سهيلي

وبإضافة هذه القرى الثلاث الجديدة، ارتفع عدد القرى الإيرانية المدرجة في قائمة “أفضل القرى السياحية في العالم” إلى خمس قرى. ومع ذلك، لا تزال عشرات القرى الأخرى تمتلك مقومات تؤهلها للانضمام إلى هذه القائمة، شريطة إعداد ملفات مهنية وتنظيم دقيق وإرادة جادة من السلطات المحلية.

وكان حسين بهاروند، رئيس مجموعة التنمية والوجهات السياحية الجاذبة في وزارة السياحة الإيرانية، قد صرح سابقاً لوكالة إيلنا بأن نحو 130 قرية فقط في إيران تمتلك المقومات الأولية اللازمة لتقييمها في إطار عملية التسجيل العالمية، بينما تعاني القرى الأخرى من مشكلات كالهجرة أو فقدان طابعها المعماري التقليدي نتيجة التحديث العشوائي.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

15 + 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى