صحيفة إيرانية لأنصار التفاوض مع أمريكا: ابحثوا عن ضريح آخر؛ ترامب لن يشفيكم

سخرت صحيفة جوان من أنصار التفاوض مع الولايات المتحدة، قائلةً إنه من الأفضل لأولئك الذين يشجعون على التفاوض مع أمريكا أن يبحثوا عن ضريح آخر، فحتى ترامب، إذا لم يعمِ، فلن يشفي.

ميدل ايست نيوز: سخرت صحيفة جوان من أنصار التفاوض مع الولايات المتحدة، قائلةً إنه من الأفضل لأولئك الذين يشجعون على التفاوض مع أمريكا أن يبحثوا عن ضريح آخر، فحتى ترامب، إذا لم يعمِ، فلن يشفي.

وفي مقال بعنوان «صوت عظام الإمبراطورية الأمريكية»، تناولت صحيفة جوان المقربة من المكتب السياسي للحرس الثوري الإيراني، ما سمتها «دلائل تراجع قوة أمريكا في عهد ترامب»، مشيرة إلى أن «ترامب الذي وصل إلى رئاسة البيت الأبيض بوعود براقة ووعد بحكم عالمي لأمريكا من الدرجة الأولى، جمع حوله فريقاً من المهرجين أكثر تطرفاً من الصهاينة، وتعرض لوضع استثنائي بسبب سلوكه الديكتاتوري والسخرية في التعامل الخارجي واستمراره في الحرب مع الديمقراطيين في الكونغرس، في مسار معاكس لتطلعات المجتمع الأمريكي».

ووصف الكاتب سلوك ترامب بأنه نموذج لـ«إهانة الحلفاء والمساومة الاقتصادية»، مضيفاً: «نموذج تعامل ترامب مع الحلفاء والأصدقاء والشركاء الأمريكيين لم يؤدي فقط إلى طاعة مطلقة له، بل بتصرفاته المهينة وسياساته الاقتصادية والتجارية الابتزازية، سرّع من تباعد هؤلاء عن أمريكا».

وفي جزء آخر من المقال، أشارت الصحيفة الأصولية المحافظة إلى التحديات الاقتصادية التي واجهتها إدارة ترامب، قائلة: «الصراع الأعمى مع الديمقراطيين في الكونغرس أدى إلى مشاكل في تمرير الميزانية وتعطيل الهياكل الفدرالية، وهو مرتبط جزئياً بالانتخابات النصفية في نوفمبر. مئات الآلاف من الموظفين الفدراليين في إجازة بدون راتب، وعشرات الآلاف فقدوا وظائفهم، فيما وصلت ديون الاقتصاد الأمريكي إلى 37.5 تريليون دولار وعجز الميزانية إلى 1.7 تريليون دولار، مما أدخل الاقتصاد في أزمة».

وأشار الكاتب إلى أن سياسات واشنطن الخارجية، وخاصة سياسة احتواء روسيا والصين، «وصلت إلى طريق مسدود»، وكتب: «سياسة احتواء وإضعاف روسيا من خلال الحرب في أوكرانيا تسير في الاتجاه المعاكس اقتصادياً وعسكرياً… التهديدات بزيادة مستوى التوتر العسكري عبر إرسال أسلحة هجومية إلى أوكرانيا لم تكن فعّالة، والتفاوض مع بوتين سيكون على جدول الأعمال في الأسابيع المقبلة».

ولفتت جوان إلى أن هزائم ترامب لم تقتصر على روسيا والصين، بل ظهرت أيضاً في غرب آسيا، مشيرة إلى أن: «في غزة، وفي حرب استمرت عامين مليئة بالجرائم والإبادة الجماعية والوحشية، فشل ترامب وتعرض للإحباط، وتفاوض مع حماس التي كان من المفترض أن تُدمّر وتستسلم، وحقق اتفاقاً وانسحاباً، وفرض على نتنياهو قبول اتفاق شرم الشيخ، مما أدى إلى إدخال إسرائيل في مرحلة من الأزمات وإعادة الهيكلة وتصاعد التوترات والمشاكل الداخلية».

كما أشار المقال إلى الاحتجاجات الداخلية في الولايات المتحدة والأزمة الإعلامية المحيطة بترامب، موضحاً: «في غزة، تسبب الوضع في تهديد حتى لليهود الأمريكيين والرأي العام، وبالأخص قاعدة الناخبين المؤيدين لترامب في الانتخابات المقبلة، ومن المقرر تنظيم مظاهرات جماهيرية في 2600 نقطة في الولايات المتحدة ضد ترامب وسياساته».

واختتم الكاتب مقاله بلهجة حادة وساخرة موجهاً كلامه إلى التيارات الإيرانية التي ترى التفاوض مع أمريكا حلاً للمشاكل، قائلاً: «المساومة على 350 مليار دولار من كوريا الجنوبية بشأن شركة هيونداي، والاعتماد على أموال السعودية والإمارات وقطر، كلها مؤشرات إضافية على حالة أمريكا في عهد ترامب، وهي جميعها دلائل على بدء تآكل عظام الإمبراطورية الأمريكية، التي يمكن سماع صداها بوضوح. من الأفضل لأولئك الذين يشجعون التفاوض مع أمريكا أن يبحثوا عن ضريح آخر، فحتى ترامب، إذا لم يعمِ، فلن يشفي».

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر − 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى