غروسي: الجلوس إلى طاولة الحوار يمكن أن يجنّبنا جولة جديدة من القصف والهجمات ضد إيران

أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنّ إيران تحتفظ بمعظم مخزونها من اليورانيوم المخصب في منشآت نووية معروفة لا يتمكّن مفتشو الوكالة من الوصول إليها.

ميدل ايست نيوز: أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أنّ إيران تحتفظ بمعظم مخزونها من اليورانيوم المخصب في منشآت نووية معروفة لا يتمكّن مفتشو الوكالة من الوصول إليها.

وفي مقابلة نُشرت اليوم الأحد مع صحيفة «نويه تسورخر تسايتونغ» السويسرية، قال غروسي إنّ المعلومات المتوفّرة لدى الوكالة تشير إلى أنّ هذه المخزونات تُخزَّن بشكل أساسي في منشأتي أصفهان وفوردو، وجزئياً في نطنز، مضيفاً أنّ كمية صغيرة قد تكون نُقلت إلى مكان آخر.

ووفقاً لتقديرات الوكالة، تمتلك الجمهورية الإسلامية أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب، وهي كمية أثارت تكهّنات واسعة بشأن مصيرها، خصوصاً بعد الهجمات الأمريكية والإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية خلال الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرّح في وقت سابق أنّ بلاده تعرف مكان تخزين هذه الكميات من اليورانيوم، وأنها شاركت المعلومات مع واشنطن.

أضرار جسيمة في المنشآت النووية

وأوضح غروسي في المقابلة أنّ منشآت أصفهان وفوردو ونطنز تعرّضت لـ«أضرار كبيرة» نتيجة تلك الهجمات، مؤكداً أنّ مفتشي الوكالة لن يتمكّنوا من دخول هذه المواقع إلا إذا رأت طهران في ذلك مصلحة وطنية لها.

وحذّر من أنّ زيادة مستوى التخصيب في هذه المنشآت قد تجعل كمية المواد النووية المتاحة كافية لصنع عدة أسلحة نووية، مشيراً إلى أنّ المخاوف من احتمال سعي إيران لامتلاك سلاح نووي لم تُبدَّد بالكامل بعد.

ورغم نفي طهران المتكرر سعيها لإنتاج قنبلة نووية، أكّد غروسي أنّ الوضع الحالي «لا يطمئن» المجتمع الدولي، ودعا إلى حلّ سلمي للأزمة النووية قائلاً: «الجلوس إلى طاولة الحوار يمكن أن يجنّبنا جولة جديدة من القصف والهجمات».

تحرّكات دبلوماسية ومؤشرات على الانفراج

واعتبر المدير العام للوكالة تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إمكانية التوصل إلى حلّ دبلوماسي مع طهران «إشارة مشجّعة»، مؤكداً أنّ «المسار الدبلوماسي ما زال ممكناً إذا توفّرت الإرادة السياسية».

وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الخارجية المصرية يوم أمس أنّها أجرت اتصالات مع مسؤولين من إيران والولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، تم خلالها الاتفاق على مواصلة التنسيق بشأن استئناف المفاوضات النووية.

يأتي ذلك بعدما صرّح محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أنّ مفتشي الوكالة لا يتواجدون حالياً داخل إيران، وأنّ السماح لهم بزيارة المنشآت النووية مشروط بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي.

وفي الوقت الذي يؤكد فيه نتنياهو أنّ «الحرب مع الجمهورية الإسلامية لم تنتهِ بعد»، تحذر الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن استمرار غياب الشفافية قد يعيد الأزمة النووية الإيرانية إلى مرحلة خطيرة تهدّد الأمن الإقليمي والدولي.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية + 18 =

زر الذهاب إلى الأعلى