من طهران إلى لندن: كيف أصبحت عقارات العاصمة الإيرانية أغلى من أثمن القصور الأوروبية؟

تشير المقارنات إلى أن أغلى العقارات حتى في المدن الكبرى في إنجلترا تُباع بأسعار أقل بكثير من العقارات الفاخرة في العاصمة الإيرانية.

ميدل ايست نيوز: تعد إنجلترا من أغلى دول العالم من حيث تكاليف المعيشة وأسعار العقارات، إذ تتميز بمستوى معيشة مرتفع وطابع معماري خاص لمنازلها يختلف بشكل واضح عن كثير من الدول الأوروبية. ومع ذلك، يبدو أن العاصمة الإيرانية طهران قد كسرت كل القواعد الاقتصادية والمنطقية، إذ توجد فيها منازل فاخرة تُسعر بأرقام صادمة تتجاوز في كثير من الأحيان أسعار العقارات الأكثر فخامة في لندن. لدرجة أن ميزانية شراء منزل فاخر في أحياء “زعفرانية” أو “تجريش” في شمال العاصمة قد تكفي لشراء قصر كامل في لندن.

ووفقاً لتقرير نشره موقع «تجارت نيوز»، تُباع المنازل الفاخرة في طهران، سواء كانت في مجمعات سكنية أو على شكل فيلات مستقلة، بأسعار فلكية. تشير المعطيات إلى أن هذه الشقق السكنية تتمتع بمواصفات مميزة واستثنائية تجعلها مختلفة تماماً عن غيرها من العقارات المطروحة في السوق، غير أن أسعارها التي تصل إلى ملايين الدولارات تجعل امتلاكها مقتصراً على شريحة محدودة جداً من المجتمع.

في المقابل، تُظهر مقارنة سريعة مع سوق العقارات الفاخرة في الدول المتقدمة أن المنازل الفاخرة في طهران، سواء كانت فيلات أو شققاً، تُباع بأسعار تفوق قيمتها الحقيقية، كما أن تنوع مرافقها وخدماتها أقل بكثير من نظيراتها في تلك البلدان.

وتكشف متابعة سوق العقارات الفاخرة في العاصمة الإيرانية أن بعض الشقق تُعرض بأسعار مرتفعة للغاية. ففي حالة لافتة، يُعرض منزل فيلا بمساحة 2000 متر مربع في منطقة تجريش، بالقرب من مجمع القصور الملكية في سعد آباد، للبيع بسعر يتجاوز 58 مليون دولار، باحتساب سعر صرف الدولار عند 110 آلاف تومان.

ويبلغ سعر هذا العقار بالعملة المحلية الإيرانية نحو 6.43 تريليون تومان، ويضم المنزل 10 غرف نوم، ومبنى بمساحة ألفي متر، وحديقة خاصة بمساحة ثلاثة آلاف متر، إلى جانب 15 موقف سيارات مغطى، ومسبح وساونا، وقاعة اجتماعات، وصالة مناسبات، وبئراً خاصاً بالمياه. ومع أن هذا النوع من العقارات ليس نادراً في طهران، فإنه لا يُعلن عنه عادة للعامة، بل يُعرض ضمن دوائر اجتماعية محدودة يتداول فيها البيع والتقييم بشكل مغلق.

وفي مثال آخر، تُعرض فيلا بمساحة ألف متر مربع في منطقة “شهرك غرب” بسعر 700 مليار تومان، أي ما يعادل نحو 6 ملايين و363 ألف دولار بحسب سعر الصرف ذاته. ويضم هذا المنزل الفاخر مرافق مثل مسبح وساونا وصالة لياقة بدنية وغرفة وسائط متعددة.

لكن مع حالة عدم التوازن التي يشهدها سوق العقارات الإيراني، يطرح الخبراء تساؤلاً جوهرياً: ما نوع المنزل الذي يمكن شراؤه في بلد مثل إنجلترا بالمبلغ نفسه اللازم لشراء منزل فاخر في طهران؟

تشير المقارنات النهائية إلى أن أغلى العقارات حتى في المدن الكبرى في إنجلترا تُباع بأسعار أقل بكثير من العقارات الفاخرة في العاصمة الإيرانية، رغم أن مستوى جودة البناء والخدمات والمرافق في لندن، على سبيل المثال، لا يقارن بما هو متاح في طهران. كما أن مستوى الرفاه العام والخدمات البلدية والمعايير المعيشية في البلدين يختلف اختلافاً جذرياً يجعل المقارنة بينهما في بعض الجوانب غير ممكنة على الإطلاق.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

8 − 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى