الصحافة الإيرانية: دور إيران في النظام الأمني الجديد في غرب آسيا
قال محلل في شؤون غرب آسيا إن التحولات التي أعقبت الحرب في غزة أظهرت أن إيران يمكن أن تصبح لاعباً حاسماً في النظام الأمني الجديد بمنطقة غرب آسيا.

ميدل ايست نيوز: قال محلل في شؤون غرب آسيا إن التحولات التي أعقبت حرب غزة أظهرت أن إيران، من خلال تثبيت موقعها الجيوستراتيجي وقدرتها على تحقيق التوازن العسكري، يمكن أن تصبح لاعباً حاسماً في النظام الأمني الجديد بمنطقة غرب آسيا.
وفي مقابلة مع موقع المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، أوضح حسين رويوران: «الموقع الجغرافي لإيران لم يتغير. موقعها المطل على منطقة الخليج ومركز تصدير الطاقة ومضيق هرمز، لا يزال يمثل ميزة استراتيجية لإيران».
وأضاف: «أنصار الله، بصفتهم عضوًا في محور المقاومة في باب المندب، على الرغم من جهود الولايات المتحدة والقوى الأوروبية والكيان الإسرائيلي، تمكنوا من تثبيت موقعهم، ولا يمكن لأحد إنكار هذه الحقيقة الجديدة».
وأكد المحلل في شؤون غرب آسيا: «حاول الكيان الإسرائيلي وبدعم غربي من خلال الهجوم على إيران إظهار أنه يمكنه التحكم بأي قوة في المنطقة، لكن الرد الإيراني خلق توازنًا جديدًا في الحرب».
وأشار إلى أن «الكيان الإسرائيلي قد يتمتع بالتفوق الجوي، لكن إيران استطاعت بقدراتها الصاروخية، التي تعمل أيضاً ضمن الأجواء الإسرائيلية، تحقيق توازن القوى وإظهار قوتها العسكرية». وأضاف: «هذا التوازن يمثل نقطة تحول في الردع الإقليمي، حيث تمكنت إيران من مواجهة جميع الإمكانات الغربية المتاحة للكيان الإسرائيلي، وهو إنجاز ذو أهمية استراتيجية».
وأكد رويوران: «نتنياهو تحدث صراحة عن توسيع حدود الكيان الإسرائيلي ونشر خريطة تشمل أجزاءً من مصر ولبنان والأردن وسوريا والعراق والسعودية والكويت والضفة الغربية. هذه الخريطة تمثل تهديدًا للمنطقة بأكملها وتوضح أن الكيان الإسرائيلي لا يزال يسعى للتوسع».
وأشار إلى أن «الاتجاه نحو إيران أصبح أقوى، لأن الولايات المتحدة أظهرت أنه لا يوجد حليف آخر لها في المنطقة سوى الكيان الإسرائيلي، وحتى قطر لم تسلم من هجمات هذا الكيان». وأضاف: «إيران الآن تحظى باهتمام أكبر من دول المنطقة، لأنها الدولة الوحيدة القادرة على تحقيق توازن حقيقي مع الكيان الإسرائيلي».
وأكد رويوران: «التحولات الأخيرة جعلت إيران أكثر دعماً من قبل دول المنطقة، مثل دعم جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لإيران بعد هجوم الكيان الإسرائيلي، وهو دعم يعكس القلق الأمني للدول ورغبتها في التعاون مع إيران».
فشل خطط أمريكا وتراجع اتفاق إبراهيم
وتطرق رويوران إلى خطط الولايات المتحدة المعلنة للمنطقة، قائلاً: «ترامب لم يكن لديه أي برنامج منسق للسلام، وكان يطلق تصريحات يومية لا يمكن استخراج استراتيجية واضحة منها». وأضاف: «الولايات المتحدة سعت دائمًا لتثبيت هيمنتها، لكن ترامب من خلال اتفاقيات إبراهيم استنفد الإمكانيات القائمة».
وأوضح الخبير الإيراني: «في عهد ترامب، طبّعت دول مثل الإمارات والبحرين والسودان والمغرب علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي، لكن هذا المسار لم يعد قابلاً للتوسيع. وحتى السعودية، التي تعد لاعباً رئيسياً في هذا الإطار، أعلنت أنها لن تعترف بالكيان الإسرائيلي دون تحقيق حل الدولتين».
وأكد رويوران: «مع الجرائم الواسعة التي ارتكبها الكيان الإسرائيلي في غزة، لن يسمح الرأي العام العربي للحكومات بتوسيع اتفاق إبراهيم، والكيان في عزلة تاريخية غير مسبوقة منذ تأسيسه». وأضاف: «حتى بعض الدول الأوروبية طرحت الاعتراف بدولة فلسطين لتخفيف ضغط الرأي العام، لكن في أمريكا لم يحدث أي تغيير، وبالتالي المسار الحالي لا يصب في مصلحة واشنطن أو الكيان الإسرائيلي».
وحول أهداف الكيان الإسرائيلي في إطار استراتيجية أمريكا، قال رويوران: «نتنياهو عرّف العديد من خطواته ضمن أهداف واشنطن، محاولًا إبراز دور الكيان في هندسة النظام الجديد لغرب آسيا». وأضاف: «رغم فشل أمريكا في تنفيذ خطتها الجديدة في غرب آسيا، يدّعي الكيان الإسرائيلي أنه وفر الفرصة لواشنطن».
وأوضح: «بعض السياسيين الأمريكيين يرون أن الكيان الإسرائيلي أحدث تغييرات لصالح الغرب في سوريا ولبنان، لكن الواقع على الأرض يظهر أنهم لم يضعفوا حزب الله في لبنان، ولم يتمكنوا من إنشاء نظام مستقر في سوريا». وأكد: «رغم تنفيذ الكيان الإسرائيلي لسياسات أمريكا، فإن نتيجة هذا التوافق هي زيادة غضب الرأي العام الغربي تجاه واشنطن، إذ تظهر استطلاعات الرأي أن غالبية الشباب تحت سن 35 في الغرب مؤيدون لفلسطين ومعارضون للكيان الإسرائيلي».
وقال رويوران: «هذا التحول الاجتماعي يفرض تكاليف طويلة الأمد على الغرب، لأن الجيل الجديد لا يقبل الرواية الإعلامية الصهيونية وينظر بانتقاد أكبر لسياسات أمريكا في غرب آسيا». وأضاف: «الأولوية الرئيسية للغرب الآن هي الصين وروسيا، وليس إيران هدفاً مباشراً. ومع ذلك، تحاول أمريكا من خلال السيطرة على موارد الطاقة في الخليج الضغط على الصين، واستهداف إيران وروسيا وفنزويلا».
وشدد على أن «أمريكا لا تستطيع كبح روسيا، لذلك ركزت الضغوط على إيران وفنزويلا لتهديد مسار توفير الطاقة للصين عبر الحد من صادرات الطاقة. رغم أن حصة إيران في صادرات الطاقة أقل مقارنة بالدول الأخرى، إلا أن لديها استقلالية في اتخاذ القرار مقارنة ببعض دول المنطقة».
وأكد رويوران أن «الضغط الأمريكي على طهران جزء من الضغط الشامل على بكين، وهذا يزيد من أهمية التنسيق الاستراتيجي بين إيران والصين».