ترامب: لولا الهجوم على إيران، لما كانت السعودية والدول الأخرى تدعم اتفاق غزة

تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في حوار أجرته معه مجلة تايم، ونشر اليوم الخميس، عن عدد كبير من الموضوعات التي تهم منطقة الشرق الأوسط.

ميدل ايست نيوز: تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في حوار أجرته معه مجلة تايم، ونشر اليوم الخميس، عن عدد كبير من الموضوعات التي تهم منطقة الشرق الأوسط، مهددا إسرائيل بخسارة الدعم الأميركي إذا ضمّت الضفة الغربية، وعبّر عن اعتقاده أن السعودية ستنضم إلى اتفاقات التطبيع. كما اعتبر هجوم إسرائيل على قطر “خطأ فادحا”، وأشار إلى أنه سيتخذ قرارا بشان الإفراج عن القيادي الفسلطيني مروان البرغوثي من سجون الاحتلال.

ترامب: إسرائيل ستخسر دعمنا إذا ضمّت الضفة

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية، محذراً من أن تل أبيب ستخسر دعم الولايات المتحدة حال حدوث ذلك. وذكر في حوار أجرته معه مجلة تايم، ونشر اليوم الخميس، أن ضم الضفة “لن يحدث”، وأعاد التأكيد: “لن يحدث، لن يحدث لأني أعطيت وعداً للدول العربية”.

وأبدى ترامب فخره بقدرته على فرض كلمته على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذكر أنه كان سيستمر (في الحرب) لسنوات، وقال: “العالم سئم من هجماتنا. وقلت لبيبي (نتنياهو): بيبي لا يمكنك محاربة العالم، يمكنك خوض معارك فردية، لكن العالم كله ضدك، وإسرائيل مكان صغير جدا مقارنة بالعالم. تعلمون أنني قد أوقفته لأنه كان سيستمر فقط، كان يمكن أن يستمر لسنوات، كان سيستمر لسنوات. وأوقفته، وعندما فعلت هذا، اجتمع الجميع، وكان هذا مذهلا”.

وأضاف ترامب أنه كان على نتنياهو أن يتوقف لأن “العالم كان سيوقفه”. وقال: “كنت أرى ما يحدث، وكانت إسرائيل تفقد شعبيتها بشكل كبير، وهذا ما قصدته عندما قلت كلمة (العالم). وعلى أي حال فعل (نتنياهو) الأمر الصواب”.

التطبيع مع السعودية “قريب”

وتوقّع ترامب أن تنضم السعودية إلى اتفاقيات “أبراهام” (التطبيع مع إسرائيل) بحلول نهاية العام الحالي، وقال: “أعتقد أننا قريبون جدًا. أعتقد أن السعودية ستقود الطريق. أعتقد أن السعودية ستقود الطريق نحو اتفاقيات أبراهام (…) هذا أمر بالغ الأهمية”، وأضاف: “من المذهل أننا احتفظنا بالدول الأربع (الإمارات، البحرين، المغرب، السودان)، ولم تنسحب من الاتفاق، لكن بدلًا من أربعة أعضاء، كان سينضم الجميع خلال ستة أشهر”.

وأشار ترامب إلى أن غياب ما وصفه بـ”التهديد الإيراني” سيؤدي إلى توسع اتفاقيات التطبيع بسرعة كبيرة، معتبرًا أن المشكلتين اللتين وقفتا سابقًا ضد انضمام السعودية هما أزمة غزة وخطر إيران، وأنه “لم تعد لديها هاتان المشكلتان”.

وذكر ترامب أن كل الهجمات التي قامت بها إسرائيل على حزب الله تمت بالتعاون معه وتحت رعايته المباشرة، في إشارة إلى الهجمات التي يُطلق عليها “تفجيرات أجهزة البيجر”، والتي نفذتها إسرائيل في سبتمبر/ أيلول 2024، أي قبل انتخاب ترامب بشهرين وتوليه منصبه ببضعة أشهر، مشيرًا إلى أن هذه الهجمات ساهمت في “إضعاف حزب الله بشدة”.

وقال ترامب: “تبقى في ولايتي أكثر من ثلاث سنوات. هذه فترة طويلة، والأمور في الشرق الأوسط ستصبح أفضل وستكون مثالية”، مضيفًا أنه نجح في إزالة التهديد النووي الإيراني للمنطقة، وأن استمرار استقرار الأوضاع والسلام في الشرق الأوسط يعتمد على من سيخلفه رئيسًا للولايات المتحدة، وعما إذا كان “رئيسًا جيدًا أم سيئًا”.

زيارة غزة وسلاح حماس

وأشاد الرئيس ترامب بخطته لوقف إطلاق النار في غزة. وبشأن ما إذا كان يخطط لزيارة غزة، رد بالإيجاب، وقال: “نعم سأذهب”، مضيفاً أن مجلس السلام الذي سيترأسه سيضم “مجموعة قوية جداً من الأشخاص وسيكون له تأثير كبير في الشرق الأوسط”، وأن المنطقة “لم يسبق لها أن اتفقت واجتمعت بهذا الشكل”.

وأكد ترامب أن حركة حماس وافقت على نزع السلاح، وقال إنه يجب التدخل حال عدم قيامهم بذلك، محذرا من أنه سيتم التدخل حال عدم التزامهم بالاتفاق، وقال إن الأمر المهم “استعادة 95% من الرهائن. إسرائيل كانت مهتمة جدا بالرهائن”، وأشار إلى إصراره على الإفراج عن الرهائن دفعة واحدة بدلا من الإفراج عنهم على دفعات كما كان يتم في المرات السابقة.

ورأى ترامب أن الأسرى تحولوا إلى “عبء بدلا من ميزة”، وذكر أنه في “الشهرين الأخيرين تحول الرهائن إلى عبء وليس ميزة، وأنه لهذا السبب عقدت الحركة صفقة للإفراج عن جميع الرهائن العشرين”، كما أشار إلى البحث عن جثث الأسرى تحت الأنقاض. وقال: “لا تنسوا أن الجثث تحت الكثير من الأنقاض”.

قرار إطلاق مروان البرغوثي

وذكر الرئيس الأميركي أنه سيتخذ قراراً بشأن الإفراج عن القيادي الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي، وذلك رداً على سؤال من المحاور أشار فيه إلى أن البرغوثي واحد من الشخصيات القليلة التي يمكن أن يتحد خلفها الفلسطينيون، وهو أسير في سجون الاحتلال منذ عام 2002.

دردشة عباس وترامب في شرم الشيخ

وعن لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في شرم الشيخ، قال ترامب إنه عقلاني، وإنه هنّأه على نجاح خطته. وأضاف: “قال لي: إنك فعلت أشياء لم يفعلها أي رئيس آخر.. ما فعلته مستحيل، لا أصدق أنك فعلته”. وعن احتمالية أن يتولى عباس أي دور في الحكم بعد الحرب، أشار إلى أنه يجب أن يتحقق من ذلك، وأضاف: “وجدته معقولاً، لكن ربما ليس كذلك… من السابق للأوان إبداء رأي، لكن سأعلن رأيي في مرحلة ما. أعلم أنه يود أن يكون كذلك”.

العدوان على قطر “خطأ فادح”

وبشأن العدوان الإسرائيلي على قطر، قال ترامب إن نتنياهو “ارتكب خطأ فادحاً”، مشدداً في الوقت ذاته على أن الهجوم كان “غريباً” إلى درجة أنه دفع الجميع إلى التحرك للقيام بما يجب عليهم فعله. وقال: “عندما ارتكبت هذا الخطأ التكتيكي، خطأ قطر. كان ذلك فادحا.. وأخبرت الأمير (أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني). كان هذا خارجا عن المألوف لدرجة دفعت الجميع إلى القيام بما عليهم فعله”.

وخلال حديث المجلة عن التغييرات التي شهدها الشرق الأوسط، بما في ذلك الهجمات ضد حزب الله وإسقاط بشار الأسد، خلال أقل من عام، قال ترامب: “كل تلك الهجمات نفذت برعايتي المباشرة، وبالتنسيق معي شخصيًا. إسرائيل هي من نفذ الهجمات، باستخدام أجهزة النداء (البيجر) وكل تلك الأمور”. وتابع: “لقد كانت إسرائيل تخبرني بكل ما تنوي القيام به، وأحيانًا كنت أقول لا، وكانوا يحترمون ذلك”.

ترامب: إيران أصبحت ضعيفة جداً

وفيما أشار ترامب إلى أن واشنطن أزالت التهديد النووي الإيراني، وأن العالم أصبح أمام شرق أوسط مختلف، قال إن إيران تقاتل حرفياً من أجل البقاء ولا تقاتل من أجل الحصول على الطاقة النووية، وأضاف: “إنهم ضعفاء جداً، صدقوني”.

ووصف ترامب هجومه على إيران بأنه “كان خاليًا من العيوب” و”مثاليًا”، مقارنًا إياه بالهجمات الأميركية على إيران خلال فترة جيمي كارتر التي شهدت أزمة الرهائن الأميركيين، وأشار إلى أن الشرق الأوسط أصبح مختلفًا بعد هذه الهجمات، إثر “إضعاف إيران بشدة”، موضحًا أنه تم قتل “ثلاثة مستويات من قادتهم العسكريين” بدءًا من قاسم سليماني في ولايته الأولى، معتبرًا أن إيران لم تعد تهديدًا، أو أنها على الأقل “تهديد ضعيف جدًا”.

واعتبر ترامب أنه كان من المستحيل إبرام صفقة السلام من دون هجومه على إيران، وقال: “إذا كانت إيران موجودة وقوية وتشكل تهديدًا، لكان من المستحيل إبرام مثل هذه الصفقة (وقف إطلاق النار في غزة)، لأنك كنت ستواجه تهديدًا في المنطقة”، مؤكدًا أنه حتى لو تم ذلك، لما كانت السعودية ستدعم الاتفاق، إضافة إلى دول أخرى، لأنها – على حد قوله – كانت ستخاف من إيران التي أصبحت “ضعيفة جدًا وتقاتل الآن من أجل بقائها”، مضيفًا أن “الجميع الآن منفتح على السلام”.

ترامب: حرب العراق زعزعت استقرار المنطقة

كذلك، وصف ترامب الحرب التي خاضها الرئيس الأسبق جورج بوش في العراق بأنها زعزعت استقرار المنطقة، وقال: “جزء كبير من المشكلة كان عندما دخل بوش (الرئيس جورج بوش الابن) ودمر العراق، فقد زعزع استقرار المنطقة”، موضحًا أن السبب في ذلك هو أن قوتين كبيرتين متساويتين كانتا تتقاتلان هناك، هما العراق وإيران، وأن تدمير إحدى هاتين القوتين أدى إلى تحوّل إيران إلى قوة خطيرة تهدد جيرانها.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

12 + 13 =

زر الذهاب إلى الأعلى