غروسي: هجمات أميركا ألحقت أضراراً «شديدة» بالمنشآت النووية الإيرانية لكن التكنولوجيا التقنية لم تدمّر
قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إن الأضرار التي تسببت بها الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية في صيف هذا العام كانت «شديدة».

ميدل ايست نيوز: قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إن الأضرار التي تسببت بها الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية في صيف هذا العام كانت «شديدة»، غير أن «التكنولوجيا التقنية لإيران لم تدمّر».
وفي مقابلة أجراها مع صحيفة «لو تمب» السويسرية، نُشرت يوم الأربعاء 22 أكتوبر، أثناء وجوده في جنيف، أوضح غروسي أنه على الرغم من تلك الهجمات، فإن أجهزة الطرد المركزي الإيرانية القادرة على تخصيب اليورانيوم «قابلة لإعادة البناء».
وأضاف قائلاً إن إيران ما تزال تحتفظ بمخزون من اليورانيوم المخصب، من بينها نحو 400 كيلوغرام بنسبة تخصيب 60%، أي أقل بقليل من مستوى الاستخدام العسكري، مشيراً إلى أنه «إذا استمر هذا المسار، فستمتلك إيران كمية كافية من المواد لصنع ما يقارب عشر قنابل نووية».
وأكد المدير العام للوكالة أنه «لا يوجد أي دليل على أن طهران تعتزم صنع قنبلة نووية»، مضيفاً: «للتأكد من ذلك، يجب استئناف عمليات التفتيش».
وشنت إسرائيل في 12 يونيو الماضي هجمات واسعة ضد مراكز عسكرية ونووية داخل إيران استمرت 12 يوماً، وأسفرت عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين.
وبعد أيام، نفذت الولايات المتحدة ضربات جوية بواسطة قاذفات «بي–2» وصواريخ «توماهوك» استهدفت ثلاث منشآت نووية رئيسية في منشآت فوردو ونطنز ومركز معالجة اليورانيوم في أصفهان، وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن تلك الضربات «دمّرت المنشآت بالكامل وبشكل مطلق».
وفي المقابلة ذاتها، أوضح غروسي أنه «رغم حديث ترامب عن الدمار الكامل، فإن التكنولوجيا التقنية لإيران لم تُدمَّر»، مضيفاً: «نعتقد أن الجزء الأكبر من اليورانيوم عالي التخصيب ما يزال موجوداً في أصفهان ونطنز وفوردو».
وعندما سُئل عن مدى يقين الوكالة من أن الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية «شديدة»، أجاب غروسي: «الوكالة أجرت عمليات تفتيش في تلك المواقع مباشرة قبل الهجمات الإسرائيلية، ومنذ ذلك الحين نتابعها عبر صور الأقمار الصناعية. والدول التي تراقب البرنامج النووي الإيراني توصلت إلى النتائج نفسها التي توصلنا إليها».
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وطهران قد توصلتا الشهر الماضي إلى اتفاق في القاهرة لاستئناف عمليات التفتيش على المنشآت النووية الإيرانية، إلا أن وزير الخارجية وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران أعلنا لاحقاً أن الاتفاق أُلغي بعد إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على البلاد بموجب «آلية الزناد».
وقال غروسي في حديثه إن إيران، بعد الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل، «كان بإمكانها قطع علاقاتها مع المجتمع الدولي، والانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT)، لتتحول إلى دولة منبوذة مثل كوريا الشمالية، لكنها لم تفعل ذلك».
وأشاد غروسي بهذا «الاختيار» الإيراني، موضحاً أنه «يحافظ على تواصل منتظم مع وزير الخارجية عباس عراقجي للحفاظ على الأجواء الدبلوماسية».
وأشار المدير العام للوكالة إلى أن «طهران تسمح حالياً للمفتشين بإجراء زيارات محدودة ومتقطعة فقط»، موضحاً أن هذه القيود تُفرض لأسباب «أمنية»، وأضاف: «أنا أتفهم ذلك، لكنني أخشى من اللجوء مجدداً إلى القوة إذا فشلت الدبلوماسية».