لاريجاني: طلب تقليص مدى صواريخنا يُعدّ مطالبةً بالاستسلام وسلبا للأمن الوطني
صرح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني بأن إيران امتنعت عن المشاركة في قمة شرم الشيخ الأخيرة بشأن غزة لأنها كانت على مستوى "متدن لا يليق بالجمهورية الإسلامية".

ميدل ايست نيوز: صرح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني بأن إيران امتنعت عن المشاركة في قمة شرم الشيخ الأخيرة بشأن غزة لأنها كانت على مستوى “متدن لا يليق بالجمهورية الإسلامية”.
وقال لاريجاني خلال كلمة له الخميس، تعليقا على سبب عدم مشاركة إيران في قمة شرم الشيخ التي عُقدت للتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة: “السبب الأول هو أن هذا الاجتماع كان على مستوى متدنٍّ لا يليق بإيران الإسلامية. أما السبب الثاني فهو أنه بعد حرب ظالمة استمرت عامين ضد الشعب الفلسطيني، قُتل خلالها نحو 70 ألف شهيد، نرى هؤلاء أنفسهم اليوم يرتدون ثوب دعاة السلام! أليس هذا مهزلة؟! أنتم من قتلتم وفرضتم الحصار، ثمّ تتظاهرون بأنكم دعاة سلام!”.
وأضاف لاريجاني أن “الرئيس الأمريكي ينظر إلى الدول العربية على أنها مصدر للمال فقط”، لافتا إلى أن ” وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر قال يوما: من المبالغة أن نعتقد أنه يمكن ترك منطقة الشرق الأوسط للعرب، ففي هذه المنطقة يوجد النفط الذي يجب أن يكون بأيدينا، مضيفا: “هذه النظرة المادية التي نشأت منذ عصر الحداثة، هي التي قادت إلى هذه النتائج”.
وتابع قائلا: “بعد الحربين العالميتين، اجتمعوا وقالوا إنهم سيقيمون نظاما يمنع اندلاع الحروب، فأنشأوا مجلس الأمن ليمنع الحروب، وإن حدثت يُعاقَب الطرف المعتدي. لكن انظروا في الأحداث الأخيرة والحرب ضد إيران، هل فعل مجلس الأمن شيئا؟ لم يصدر حتى بيانا لائقا. وفي كل مرة كانت تتدخل الصين وروسيا وتستخدمان حق الفيتو”.
وأردف: “مجلس الأمن لا فائدة منه، ولهذا يسعون إلى إعادة تنظيم نظام هيمنة جديد. حين يقول ترامب إنه يريد صنع السلام عبر القوة، فهذا ليس سلاما بل ظلم. أليس هذا ما كان يقوله هتلر أيضا؟!”.
وفي إشارته إلى الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوما، قال لاريجاني: “في هذه الحرب، التي دافعت فيها القوات المسلحة بشجاعة عن الوطن الإسلامي، وُجدت ثلاثة عوامل رئيسية في الهزيمة الاستراتيجية للعدو: أولها تلاحم الشعب، وثانيها روح الجهاد لدى القوات المسلحة الذين دافعوا في هذه الحرب. لم تكن معركة عادية؛ فالكثير من المعلومات تُظهر أن أميركا وإسرائيل عملتا على هذا المشروع منذ فترة طويلة”، مضيفا: أما العامل الثالث فهو تدابير القيادة التي أدارت الأزمة بحكمة. واليوم، في التحركات التي تلت الحرب، يسعى العدو إلى استهداف هذه النقاط الثلاث تحديدا”.
وأشار أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إلى أن “محاولات العدو ووسائل الإعلام الأجنبية لإعادة تفسير الهزائم والتقليل من شأن إنجازاتنا واضحة وموجّهة”، مضيفا: “المصادر والتقارير الأجنبية، ومنها كتاب “في ظل النار” الصادر عن مؤسسات أمنية صهيونية، تشير إلى العدد الكبير من الصواريخ التي أطلقتها إيران وإلى حجم اعتراضات العدو”.
وأوضح أن “المعيار الحقيقي هو التقييم الواقعي للوقائع الميدانية والتحليل الموثّق، لا الروايات الدعائية للطرف المقابل”، لافتا إلى أن “التقارير تشير إلى أن قسما كبيرا من صواريخ الاعتراض قد استُهلك، وأن مخزونات إسرائيل الدفاعية تضررت”.
كما تطرق إلى مطالبة الولايات المتحدة بتقليص مدى الصواريخ الإيرانية، قائلا: “إنّ طلب تقليص مدى الصواريخ يُعدّ في الحقيقة مطالبةً بالاستسلام وسلبا للأمن الوطني”.
وختم بالقول: “التمسّك بقدراتنا الصاروخية والمقاومة في وجه هذه الضغوط من صميم حماية المصالح الوطنية والأمن العام. ولمواجهة هذه التحديات علينا أن نكون جميعا موحّدين ومتكاتفين”.


