صحيفة إيرانية تؤشر “خطأ تكتيكيا” للخارجية الإيرانية في تغيير مسار الوساطة مع الولايات المتحدة

رأت صحيفة "جمهوري إسلامي" الإيرانية أن وزارة الخارجية الإيرانية ارتكبت «خطأً تكتيكياً» عندما غيّرت مسار الوساطة والتفاوض مع الولايات المتحدة من عواصم مثل مسقط والدوحة وفيينا إلى القاهرة.

ميدل ايست نيوز : قالت صحيفة جمهوري إسلامي الإيرانية إن القاهرة، رغم عدم وجود علاقات رسمية مع طهران، تسعى إلى استغلال ملف إيران النووي لتعزيز مكانتها الإقليمية واستعادة دورها في ظل تراجع نفوذها في المنطقة، خصوصاً في منافستها مع تركيا وقطر والسعودية، وذلك عبر محاولة لعب دور الوسيط في المحادثات المتعلقة بالملف النووي الإيراني.

وذكرت الصحيفة أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن أن بنيامين نتنياهو التقى في مكتبه بالقدس برئيس جهاز المخابرات المصري، بحضور فريقه المهني.

وأضافت الصحيفة أن هذا اللقاء جاء بعد الاتصال الهاتفي الأخير بين وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الإيراني، والذي جرى في إطار مشاورات متعددة الأطراف مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف. ووفقاً للصحيفة، فقد دفع هذا التطور عدداً من المحللين إلى الاعتقاد بأن أي مفاوضات قد تُعقد في القاهرة، على غرار الاتفاق السابق بين طهران والوكالة، لن تحقق نتائج ملموسة.

وأشارت جمهوري إسلامي المحافظة إلى أن التصريحات «التهديدية» الصادرة عن غروسي تُظهر أنه يعمل بتنسيق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، «ساعياً لتحقيق طموحه بالوصول إلى منصب في الأمم المتحدة»، وأنه «بات أداة بيد واشنطن وتل أبيب لتهيئة الأجواء لعدوان جديد».

وأكدت الصحيفة أن جميع المحللين والمراقبين يجمعون على أن القاهرة، رغم غياب العلاقات الرسمية مع إيران، تحاول من خلال التوسط في الملف النووي الإيراني تعزيز موقعها السياسي المترنح في المنطقة واستعادة مكانتها الدبلوماسية، تمهيداً لعقد صفقات مع القوى الفاعلة الإقليمية والدولية.

كما انتقدت الصحيفة بشدة الدور المصري في المنطقة، ولا سيما خلال الحرب في غزة، معتبرة أن «صورة مصر الإقليمية باتت مشوهة ومثيرة للتساؤلات»، مشيرة إلى أن «الشعب المصري غاضب من مواقف وسياسات حكومته خلال الحرب التي استمرت عامين في غزة، ويشعر بالخزي من علاقات القاهرة الدافئة مع الكيان الصهيوني».

وأضافت أن «الطلب المشترك الذي تقدمت به مصر وبعض الدول الأوروبية لنزع سلاح حركة حماس، إلى جانب دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لنتنياهو للمشاركة في قمة شرم الشيخ، والأداء السلبي للقاهرة طوال الحرب، تؤكد جميعها أن الحكومة المصرية ليست جهة يمكن الوثوق بها».

وفي ختام تقريرها، رأت الصحيفة أن وزارة الخارجية الإيرانية ارتكبت «خطأً تكتيكياً» عندما غيّرت مسار الوساطة والتفاوض مع الولايات المتحدة من عواصم مثل مسقط والدوحة وفيينا إلى القاهرة، متسائلة: «لماذا لا تقدم الخارجية الإيرانية تبريراً منطقياً لأخطائها، ولماذا نرى تكرار المواقف والشعارات نفسها التي سبقت الحرب التي استمرت 12 يوماً؟».

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

12 + 20 =

زر الذهاب إلى الأعلى