إيران.. إقصاء أصحاب العمل المستقل من الأسواق العالمية؟

يقول أصحاب العمل المستقل في إيران إن تأكيد حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أصبح عملياً مستحيلاً؛ فالمستندات الإيرانية لا تُقبل والحسابات المزيفة تُغلق باستمرار.

ميدل ايست نيوز: يقول أصحاب العمل المستقل في إيران إن تأكيد حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أصبح عملياً مستحيلاً؛ فالمستندات الإيرانية لا تُقبل والحسابات المزيفة تُغلق باستمرار.

وقال موقع اقتصاد نيوز في تقرير له، إنه بينما يزيل عصر الإنترنت الحدود الجغرافية للعمل، يواجه أصحاب الأعمال المستقلة في إيران حدوداً جديدة؛ حدود غير مرئية لكنها أشد صرامة من أي جدار. فالعقوبات المالية وحجب مواقع التواصل لم تغلق فقط حساباتهم الدولية، بل قلّلت أيضاً من شعورهم بالاستقلال والأمان الوظيفي. واليوم، وسط العقوبات وانعدام الاستقرار والضغط النفسي، يقفون في حيرة بين خيار البقاء أو الهجرة.

لم يكن الهدف لهؤلاء أن يبقوا بلا عمل؛ فهم جيل متمكن من اللغات والإنترنت، يرغب في التواصل مع العالم من خلف شاشات الحاسوب المحمول. لكن العقوبات والحجب والقيود المصرفية ضيقت الطريق أمامهم للوصول إلى السوق العالمية.

في السنوات التي أعقبت جائحة كورونا، حقق العديد من الإيرانيون الشباب، خصوصاً من جيل “Z”، دخلهم بالعمل على منصات مثل Upwork وFiverr. لكن بعد تفعيل آلية الزناد وعودة العقوبات، بدأت المنصات الأجنبية بإغلاق الحسابات الإيرانية واحداً تلو الآخر. وحتى عند تغيير عنوان الـ IP، بقيت الطرق غير آمنة وغير مستقرة.

يقول هؤلاء إن تحويل الأموال أصبح كابوساً حقيقياً. فقد أغلق الحصار المصرفي الطريق للتحويل المباشر، ونضطر للاعتماد على وسطاء وشركات صرافة؛ وهي طرق مكلفة ومحفوفة بالمخاطر، قد تستغرق أسابيع وتبتلع جزءاً من الدخل في رسوم المعاملات.

الانقطاعات المتكررة للإنترنت، وتقلبات الكهرباء، وغياب العقود الرسمية، هي مخاطر إضافية تعرض كل مشروع للانهيار لأصحاب العمل المستقل في هذا البلد. في مثل هذه الأجواء، حتى أكثر المستقلين خبرة لن يتمتعون بالأمان الوظيفي. ويقولون إنهم في السوق العالمية “يركضون والأيدي مقيدة”، مضطرين للمنافسة مع نظرائهم في دول تتمتع بالإنترنت المستقر والحسابات المصرفية المفتوحة، وفي الوقت نفسه يتحملون تكاليف العقوبات.

زيادة شركات الوساطة لتحويل الدخل الأجنبي إلى إيران لم تحل المشكلة. فالرسوم التي تتراوح بين 8 و15 بالمئة وعدم استقرار الخدمات وغياب الضمان القانوني تجعل جزءاً كبيراً من الأجر يضيع “في منتصف الطريق” قبل الوصول إلى الحساب.

مزيج هذه القيود التقنية والمالية تجعل أصحاب العمل المستقل في إيران متعبين نفسياً أيضاً. فكل مرة يدخلون فيها إلى حساباتهم، يكون ذلك اختباراً للقلق؛ لا يعرفون إذا ما كان سيعمل أم سيتم إغلاقه. كثيرون تحدثوا مع وسائل الإعلام عن شعورهم بـ “عدم الاستقرار” و”اللا حماية”، بعضهم ما زال يأمل في إصلاح الوضع، بينما يرى آخرون أن الحل الوحيد هو الهجرة.

هذا الجيل، الذي كان من المفترض أن يتحرر من الأزمات في العصر الرقمي، وجد نفسه غارقاً في نفس الأزمة؛ جيل لديه عمل لكنه بلا أمان، دخل لكنه شاق، وكل يوم يزداد تردده بين البقاء والمغادرة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى