إيران.. محافظة كردستان تواجه انخسافاً أرضياً حاداً يصل إلى 6 سنتيمترات سنوياً
وصلت ظاهرة الانخساف الأرضي في سهول كردستان الإيرانية إلى مرحلة حرجة، إذ يشهد سهل دهكلان انخسافاً سنوياً يصل إلى 6 سنتيمترات.

ميدل ايست نيوز: وصلت ظاهرة الانخساف الأرضي في سهول كردستان الإيرانية (غرب البلاد) إلى مرحلة حرجة، إذ يشهد سهل دهكلان انخسافاً سنوياً يصل إلى 6 سنتيمترات، ما دقّ ناقوس الخطر بشأن احتمال تعرض البنية التحتية في المنطقة للضرر.
وتشير التقارير إلى أن الأراضي الزراعية في شرق محافظة كردستان غرب إيران (دهكلان وقروه) تعاني من انخساف أرضي حاد في التربة نتيجة الإفراط في استخراج المياه الجوفية. وتُظهر البيانات المأخوذة من صور الأقمار الصناعية أن سهل دهكلان شهد خلال العقد الماضي انخسافاً يتراوح بين 12 و32 سنتيمتراً، بمعدل سنوي يقارب 6 سنتيمترات.
وتحولت التشققات الدقيقة التي بدأت تظهر على الأراضي الزراعية في دهكلان وقروه اليوم إلى مؤشرات على أزمة أعمق، أزمة تتقدم بصمت، لكنها تهدد مستقبل محافظة كردستان ومعيشة آلاف الأسر الزراعية.
وبينما تعتمد مساحة كبيرة من الأراضي الخصبة شرق المحافظة على الآبار الجوفية، تؤكد الدراسات العلمية أن خزانات المياه الجوفية في كردستان تتآكل بسرعة وتتراجع قدرتها على الاحتفاظ بالمياه المفقودة.
المشاهدات الفضائية وبيانات الرادار تؤكد أن سهل دهكلان انخسف خلال السنوات العشر الماضية بمعدل ما بين 12 و32 سنتيمتراً، فيما يسجل المعدل السنوي للانخساف نحو 6 سنتيمترات. ورغم أن هذه الظاهرة قد لا تكون ملموسة بعد بالنسبة لكثيرين، فإن آثارها بدأت تظهر تدريجياً من خلال تصدّع الجدران وانحراف الطرق وتغيّر ميول الأراضي.
وأكد بهزاد شريفي بور، المدير العام للموارد الطبيعية وإدارة مستجمعات المياه في محافظة كردستان، الاتجاه المقلق للانخساف الأرضي في المحافظة، موضحاً أن كردستان تواجه مستوى عالياً نسبياً من المخاطر المرتبطة بهذه الظاهرة، ولا سيما في السهول الشرقية والمناطق الزراعية التي تعتمد على المياه الجوفية. وقال إن استمرار هذا الاتجاه دون ضبط سيؤدي إلى تداعيات اقتصادية وبيئية وهيكلية كبيرة.
وأضاف شريفي بور، استناداً إلى الدراسات التي أجريت باستخدام الصور الرادارية وبيانات التداخل الراداري، أن سهل دهكلان شهد بين عامي 2014 و2021 انخسافاً تراوح بين 12 و32 سنتيمتراً، بمتوسط سنوي يقارب 6 سنتيمترات.
وأشار المسؤول إلى أن المناطق الوسطى والغربية من السهل سجّلت أعلى معدلات الانخساف، وأن خطر تضرر البنية التحتية هناك بات جدياً.
وتابع قائلاً إن مستوى المياه الجوفية انخفض في بعض السهول الشرقية بالمحافظة حتى 36 متراً، وهو تراجع حاد يهدد المنشآت وخطوط نقل المياه وشبكات الصرف الصحي والطرق.
وأرجع شريفي بور أحد الأسباب الرئيسية لظهور هذه الظاهرة إلى الإفراط في استخراج المياه من الآبار الزراعية، إضافة إلى تراجع التغذية الطبيعية للخزانات الجوفية بسبب قلة الأمطار والتغيرات المناخية، موضحاً أن التربة والرواسب تحت السطح قد تنضغط أكثر مع مرور الوقت، ما قد يؤدي إلى تفاقم الانخسافات الأرضية مستقبلاً.
وحذر المدير العام للموارد الطبيعية من عواقب استمرار الانخساف التدريجي للأرض، مشيراً إلى أنه قد يتسبب بتصدع المباني، وانحراف خطوط النقل، وتضرر الطرق، وتغيّر ميول الأراضي.
وتتسع ظاهرة الانخساف الأرض في محافظة كردستان خصوصاً في السهول الشرقية بوتيرة متسارعة. ويحذر الخبراء من أنه إذا لم تُتخذ إجراءات لإدارة الموارد المائية وتصحيح أنماط الزراعة، فإن المحافظة ستواجه في المستقبل القريب أزمة بنيوية وبيئية واسعة النطاق.
اقرأ المزيد
قنبلة موقوتة… 19 مليون إيراني يعيشون في أحياء متدهورة ومنازل غير آمنة



