خبراء يحذرون: 99٪ من مساحة سوق طهران الکبیر عرضة للحوادث
حذّر مدير الأبحاث الإيرانية في المعهد الدولي للزلازل من أن كارثة محتملة في بازار طهران قد تكون أوسع بكثير من حادثة انهيار مبنى بلاسكو عام 2017 التي صدمت العاصمة.

ميدل ايست نيوز: حذر مدير الأبحاث الإيرانية في المعهد الدولي للزلازل إنه إذا كانت حادثة انهيار مبنى بلاسكو في عام 2017 قد أحدثت صدمة في طهران، فإن بازار طهران يمكن أن يتسبب في كارثة أوسع بكثير؛ فالمباني القديمة، وتكدس المواد القابلة للاشتعال والمواد الكيميائية، والزحام الشديد للسكان، كلها عوامل تتضافر لتشكل صورة حرجة عن اليوم التالي لأي حادث يحدث في السوق».
وتشير الأرقام الرسمية إلى وجود 11 مبنىً خطراً، لكن الخبراء يرون أن بازار طهران جنوب العاصمة عبارة عن شبكة واسعة من المنشآت غير الآمنة التي قد تعرض الوضع الاقتصادي والاجتماعي للعاصمة الإيرانية لمخاطر جسيمة في حال وقوع أي حادث.
وقدر نائب رئيس منظمة الوقاية من الحرائق في طهران، عدد المباني عالية الخطورة في سوق طهران بـ 829 مبنىً، والمباني متوسطة الخطورة بـ 320، والمباني منخفضة الخطورة بـ 197. ومع ذلك، لم يتم تحليل هذه الأرقام بشكل دقيق وفقاً لنوع الحادث سواء كان بشرياً أو طبيعياً، أو المخاطر المحتملة مثل الزلزال الوشيك في طهران الذي يعتبره بعض الخبراء كارثة محتملة. وأشار الخبراء إلى أن الهشاشة في السوق ليست مقتصرة على المباني فقط، بل أي حادث قد يكون له آثار اقتصادية واجتماعية واسعة على حياة سكان العاصمة.
وفي التفاصيل، قال فريبرز ناطقي إلهي، نائب مدير الأبحاث في المعهد الدولي للزلازل ورئيس مركز أبحاث الهندسة الإنشائية، في مقابلة مع موقع فرارو: «الإحصاءات المقدمة والمخاطر المذكورة بحاجة إلى توضيح؛ هل المقصود الحريق أم حوادث أخرى مثل الزلازل؟ تشير منظمة الإطفاء إلى أن المباني التي لا تتوافر فيها معايير السلامة ضد الحريق تعتبر غير آمنة. هذا صحيح، لكن يجب أيضاً تقييم مدى الأمان ضد الحوادث الطبيعية والبشرية».
وأضاف: «هذه الإحصاءات تتعلق في الغالب بالحريق، وليس الحوادث الأخرى. وفقاً لدراسات أجريت في منطقة السوق، فإن أكثر من 99٪ من مساحة سوق طهران عرضة للحوادث مثل الزلازل، وحتى الفيضانات رغم ندرتها. ويظل الحريق في السوق ذا أهمية حيوية ويجب أخذه بعين الاعتبار. عند زيارة المحلات، يظهر بوضوح أن أنظمة السلامة ضد الحريق غير موجودة فعلياً والأسلاك الكهربائية غير آمنة».
أكثر النقاط خطورة في طهران
وأوضح ناطقي إلهي: «سوق طهران الكبير هو أكثر النقاط خطورة في العاصمة، وحالته أسوأ من الأحياء القديمة، لأنه يحتوي على مخزون هائل من البضائع الذي قد يؤدي أي حريق فيه إلى كارثة، فضلاً عن افتقاره لأنظمة إطفاء مناسبة. كما أن ارتفاع أسعار العقارات في السوق يؤدي إلى تقليل سماكة الجدران واستبدالها بطبقات خفيفة من الجبس أو الخشب الرقائقي، مما يقلل من صلابة المباني».
وأكمل الخبير الإيراني: «الخصائص الإنشائية لسوق طهران تختلف عن مبنى بلاسكو، لكن كما كان بلاسكو مهدداً، فإن سوق طهران أيضاً معرض للخطر. بلاسكو كان مبنىً مرتفعاً، وفقد مقاومته ضد الحريق بسبب هيكله الفولاذي وانهار. أما سوق طهران فلا توجد فيه مبانٍ مرتفعة، لكن كل المباني قديمة وضعيفة».

وتابع: «كما أن بنية السوق بسبب وجود المخازن والورش والزحام خلال ساعات العمل تجعلها شديدة الهشاشة. يمكن القول إن سوق طهران ليس آمناً في الأزمات الإنشائية فحسب، بل يشكل تهديداً جدياً للمدينة بأكملها».
وقال رئيس مركز أبحاث الهندسة الإنشائية: «سوق طهران ليس مجرد مجموعة محلات، بل هو مورد للبضائع لبقية المدينة وحتى إيران، من ضواحي طهران إلى المحافظات. معظم البضائع تتكدس فيه ويعتمد عليه السكان لتلبية احتياجاتهم اليومية. لذلك، أي ضرر للسوق لن يكون مجرد خسارة إنشائية، بل سيؤثر على الاقتصاد بشكل جدي، وقد يؤدي أي حادث إلى أزمة أوسع في سلسلة الإمداد المحلية والوطنية».
السوق غير قابل للإصلاح عملياً
وأكد ناطقي إلهي: «سوق طهران عملياً غير قابل للإصلاح، لأن تكلفة تأمين المباني بأنظمة حديثة تفوق قدرات الهيكل الحالي بكثير، وستكون باهظة للغاية. المباني ضعيفة للغاية لدرجة أن تطبيق المعايير الحديثة يكاد يكون مستحيلاً».
وذكر: «يجب إنشاء مواقع مقاومة للبضائع المختلفة في ضواحي المدينة. وإذا لم يكن بالإمكان بناء مبانٍ مقاومة، فمن الأفضل ترك السوق الحالي كما هو دون نقل إجباري، لتجنب حدوث كوارث أكبر».
وختم بالقول: «نقترح أن ينتقل التجار تدريجياً إلى ضواحي المدينة والأسواق الجديدة التي ستنشأ، ومن المتوقع أن تستغرق هذه العملية حوالي 10 سنوات، ثم يمكن تحويل السوق بناءً على قيمته إلى سوق تقليدي أو مركز سياحي ومطاعم، بدلاً من الاستمرار في استخدامه كمخزن للبضائع، لأنه فقد هذه الوظيفة».
اقرأ المزيد
هل تنتصر الحكومة على معضلة تنظيم “سوق طهران الكبير” قبل فوات الأوان؟



