صحيفة مقربة من الحرس الثوري تهاجم حكومة بزشكيان بسبب التضخم وارتفاع الأسعار
اتهمت صحيفة «جوان» الإيرانية فريق الرئيس الإيراني الاقتصادي بالعجز عن السيطرة على التضخم وغلاء الأسعار، مشيرة إلى أن «كل وزير يقدّم مبرراً مختلفاً لارتفاع الأسعار».

ميدل ايست نيوز: في تقرير حاد اللهجة، اتهمت صحيفة «جوان» الإيرانية فريق الرئيس الإيراني الاقتصادي بالعجز عن السيطرة على التضخم وغلاء الأسعار، مشيرة إلى أن «كل وزير يقدّم مبرراً مختلفاً لارتفاع الأسعار».
وجاء في التقرير أن «وزير الاتصالات يسعى إلى رفع الأسعار رغم سوء جودة الإنترنت، ووزير الزراعة يدافع عن ارتفاع أسعار الدجاج والأرز، فيما يثير وزير الرفاه، بتصريحاته حول شرائح الدخل والأثرياء، الكثير من الجدل والتحليلات».
وأشارت الصحيفة المقربة من المكتب السياسي للحرس الثوري الإيراني إلى تصريحات رئيس منظمة التخطيط والميزانية، موضحة أنه «تم تخصيص سعر صرف بقيمة 28 ألف تومان لاستيراد الأرز كي يصل إلى المستهلك بسعر 60 ألف تومان، إلا أن سعره الفعلي بلغ 150 ألف تومان». وأضافت أن «من المفترض أن يُنتَج كيلوغرام واحد من الدجاج من كل نصف كيلو من الأعلاف، لكن الواقع أن إنتاج كل كيلو من الدجاج يتطلب كيلوين من الأعلاف».
وانتقدت الصحيفة أداء شركات صناعة السيارات، قائلة إن «شركات السيارات أضافت ما بين 200 إلى 300 مليون تومان على أسعار سياراتها المجمّعة محلياً». كما لفتت إلى أن «أسعار الفواكه تتضاعف ثلاث أو أربع مرات بين المزرعة والمتجر، من دون أن يستفيد المزارع أو المستهلك».
وتابعت الصحيفة أن «تفويض بعض الصلاحيات الاقتصادية إلى المحافظين أثمر نتائج عكسية»، موضحة أن «المحافظين، وفقاً لتصريحات رئيس جمعية مربيي الدواجن، سارعوا إلى حظر خروج الدجاج من محافظاتهم، مما تسبب في ارتفاع أسعاره في طهران».
كما تناولت الصحيفة السياسات النقدية، قائلة: «يؤكد البنك المركزي أن السعر الحقيقي للدولار هو 90 ألف ريال، وأن ما يتجاوز ذلك في السوق وهمي، لكنه في المقابل يبيع الدولار المخصّص للسفر بسعر يتجاوز المئة ألف ريال».
وبحسب تقرير الصحيفة، استناداً إلى بيانات مركز الإحصاء الإيراني، فإن «مجموعة الأغذية والمشروبات شهدت أعلى معدلات التضخم في أكتوبر، حيث ارتفعت أسعار الخبز والحبوب بنسبة 98 في المئة، والفواكه بنسبة 94 في المئة، والخضروات بنسبة 77 في المئة».
وانتقدت الصحيفة المحافظة ما وصفته بـ«عجز حكومة بزشكيان عن مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة»، وكتبت: «ترفع الحكومة أجور العمال والموظفين مرة واحدة في بداية العام بصعوبة وتمنّن، لكنها خلال العام ترفع أسعار خدماتها عدة مرات، وكذلك تفعل البلديات والمؤسسات الأخرى، ما يعكس فشلاً في السيطرة على التضخم وخداعاً في إدارة الاقتصاد».
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول: «رغم برودة أجواء الخريف، فإن حرارة الأسعار لا تزال مرتفعة. وتشير الأرقام الرسمية الصادرة عن مركز الإحصاء إلى أن وتيرة ارتفاع الأسعار تسارعت، والمواطنون يشعرون بوضوح بأن مشترياتهم اليومية أصبحت أثقل. الحياة بالنسبة إلى الأسرة الإيرانية صارت أصعب وأكثر كلفة، والتضخم، وإن بدا مألوفاً، إلا أنه في الحقيقة قاتل».



